مقالات الرأى

محمد محمود عيسى يكتب : الانتخابات ثقة المواطن ومصر المستقبل

0:00

تابع الجميع ما جرى من أحداث مثيرة ومحزنة في إدارة المشهد الانتخابي الأخير وذلك في إدارة المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية والتي فور انتهائها خرجت أصوات كثيرة تندد وترفض ما حدث بها من خروقات وتجاوزات انتخابية خطيرة وثقها البعض بجميع الصور الاعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي وفي مشاهد بائسة وحزينة ما كنا نتمنى أن تكون هذه المشاهد الانتخابية التي نصدرها للداخل والخارج والتي أصابت الجميع بحالة من اليأس والإحباط والخوف الشديد من فقدان ثقة المواطن في مؤسسات الدولة العريقة والراسخة والتي لا طالما تباهينا بها وبتاريخها الطويل ومنذ مئات السنين أمام الكثير من الدول التي لم تكن قد تشكلت بعد في رحم الجغرافيا ولا في ذاكرة التاريخ ولكن هيهات هيهات أن تأتي الرياح بما تشتهي السفن فقد أتت رياح الانتخابات بما لا تشتهي سفن الوطن والمواطن أتت الرياح بصور من مشاهد انتخابية ضبابية تحمل الكثير والكثير من الجرم والتجني في ماضي وحاضر ومستقبل هذا الوطن وبشكل يجعلنا جميعا نتسائل لمصلحة من يتم هذا التجاوز في حق هذا البلد العظيم لمصلحة من يتم تشويه حاضر ومستقبل مصر البرلماني والنيابي العظيم لمصلحة من يتم التجاوز في حق هذا البلد الذي يقدم نفسه للعالم دائما أنه صاحب التجارب الرائدة في المجالس النيابية والتشريعية لمصلحة من يتم تشويه هذه التجربة الانتخابية والبرلمانية ونحن نتقدم بصعوبة بالغة لكي نأخذ مكاننا ودورنا المحوري وسط عالم معقد ومتشابك لمصلحة من يتم تقديم هذه الصورة البائسة من الانتخابات أمام العالم أجمع وترصدها الكاميرات ودوائر التحليل والدراسات ونقدم مصر البرلمانية أمام العالم بهذه الصورة الفاشلة والبائسة وكأن مصر دولة من دول العالم القديم وكأن من يقود مشاهد الانتخابات قد تناسى صورة مصر الفاخرة القوية والقادرة وهي تنظم مؤتمر شرم الشيخ الدولي للسلام هل تذكر مشاهد المؤتمر هل شاهد صورة مصر القائدة والمؤثرة في المؤتمر هل وضع صورة المؤتمر أمام عينيه وذاكرته وهو يضع سيناريو الانتخابات البرلمانية أعتقد أنه لو تذكر مشاهد مصر العظيمة في المؤتمر لما كان قد وضع هذا السيناريو الحزين ربما لم يشاهد مصر في مؤتمر شرم الشيخ الدولي هل شاهد مصر وزعيمها العظيم فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة المصرية الأوربية وحفاوة الاستقبال والترحيب بمصر وبرئيس مصر وقيمة الاتفاقيات التي تم توقيعها مع مصر وحفلات الاستقبال والزيارات التي تم ترتيبها لمصر ولرئيس مصر والتي تعكس قيمة وقدر ومكانة مصر ورئيس مصر ومدى الاحترام والتقدير العظيم من أوربا لمصر ورئيس مصر أعتقد أن مشاهد هذه الزيارة لو كانت حاضرة لما تم وضع هذه السيناريو الحزين لإدارة المشهد الانتخابي سواء في مجلس الشيوخ أو مجلس النواب مصر التي كانت حاضرة بثقلها ودورها وتأثيرها وماضيها وحاضرها في القمة المصرية الأوربية لا يليق بها أبدا هذه المشاهد الانتخابية التي تمت والتي من المؤكد أنه انعكس صداها وتأثيرها عند سفارات ومكاتب الدول الأوربية التي كنا بالأمس معها خاصة وأن هذه الدول تهتم كل الاهتمام بكل التجارب الديمقراطية الحقيقية والتي كنا نتمنى أننا حينما نضع على مائدة المفاوضات ملفات البنية التحتية والملفات الاقتصادية وملفات الطاقة وملفات النجاح السياسي والدبلوماسي الخارجي في قضية غزة وغيرها كنا نضع بجانب هذه الملفات ونحن نجلس في القمة الأوربية ملف الحياة السياسية والانتخابات البرلمانية في مصر نضعه بشكل ديمقراطي وعادل ونزيه وحر وشفاف نضعه أمام أوربا والعالم بشكل يعكس تقدمنا الشامل ويترجم قوتنا الشاملة في الاقتصاد والطاقة والبنية التحتية والدبلوماسية والحياة البرلمانية الراسخة والقوية والعادلة والشفافة والنزيهة ملف كامل متكامل يعكس مدى شمولية التقدم والنهضة في مصر في كل المجالات وفي كل الملفات الداخلية والخارجية وبما يعكس قوة مصر الشاملة ويقدم مصر للداخل والخارج في أرقى صورها الديمقراطية والانتخابية والبرلمانية .

أعود وأسأل هل شاهد من وضع سيناريو الانتخابات البرلمانية حفل افتتاح المتحف المصري الكبير هل شاهد قوة مصر الحضارية وهي تبهر العالم ويقف العالم أمامها عاجزا منبهرا من الحضارة والفن والعلوم والثقافة هل شاهد حياة المصريين القدماء وهي تعود من جديد بين جنبات وجدران المتحف وكأنها تصرخ في وجه كل واحد فينا وتذكرنا بعظمتنا وقيمتنا الكبيرة أمام أنفسنا وأمام العالم هل مشاهد الانتخابات من الممكن أن تقتسم شاشة التلفزيونات العالمية نصف الشاشة ينقل افتتاح المتحف المصري الكبير وصور المصريين العظماء وحضارة مصر العظيمة الخالدة ونصف الشاشة الآخر ينقل مشاهد بعض المرشحين وهم يصرخون داخل اللجان ويطلبون الغوث والعون مما يحدث فيها من تخريب وتعدي على قيم العدل والقانون هل تنقل شاشات العالم مشاهد افتتاح المتحف المصري الكبير وتماثيل ومسلات مصر وتاريخ مصر الذي يتجدد كل يوم ويعبر عن نفسه وحضارة مصر التي تتحدث عن نفسها معبرة بكل فخر وشموخ عن مصر العزة والكرامة مصر النور والعلم والفن والثقافة مصر الحقيقة الوحيدة في العالم الراسخة والثابتة ونصف الشاشة الآخر يعرض مشاهد انتخابية لمواطنين يسألون عن أموال لم يأخذوها في التصويت أو كرتونة مواد غذائية يتم توزيعها هنا أو هناك هل هذه المشاهد تليق بمصر المتحف الكبير ومصر القمة المصرية الأوربية ومصر مؤتمر شرم الشيخ للسلام هل نحن أمام مصر واحدة خارجها بقوة ورسوخ داخلها أم أننا أم مصرين صورة خارجية مشرقة ومضيئة وصورة داخلية مظلمة وحزينة . كيف يحافظ المواطن على ثقته ببلده ووطنه وكيف تكون ثقة المواطن في المؤسسات التشريعية التي من المفترض أنها تكون بعيدة كل البعد عن مواطن الشبهة وهي تناقش التشريعات والقوانين وتراقب أداء الحكومة وتحمي حقوق الوطن والمواطن كيف يحافظ المواطن على استقراره الوطني ويدافع عن انتمائه ويحافظ على هويته الوطنية والسياسية وهو يرى هذه الممارسات الانتخابية المشينة وهي تمارس علانية في الشوراع وأمام اللجان وعلى جميع وسائل التواصل الاجتماعي كيف يقنع المواطن نفسه بالحرية السياسية والعدالة المجتمعية والسياسية وهو يرى كل هذه اللجان التي تم إلغاء الانتخابات بها لخروقات وتجاوزات انتخابية جائرة من الذي يملك أن يرمم هذه الثقة بين المواطن وبين بلده من الذي يملك أن يرمم هذه الشروخ في العلاقة بين الوطن والمواطن في ممارسة حقوقه الانتخابية والسياسية من الذي يستطيع أن يصحح هذه الصورة التي انكسرت في جدار الولاء والثقة والاستقرار بين المواطن وبين المؤسسات التي تدير هذه الانتخابات والتي لو اجتمعت كل القنوات والمؤسسات والكيانات التي تعادي مصر على هدم هذه الثقة لما نجحت بمثل ما نجحت أن تصل إليها هذه الممارسات الانتخابية الأخيرة

نتمى لمصر أن تكون في أفضل صورة وأحسن حال ومن يحب مصر وينتمي إليها ويخاف عليها يحرص على أن تكون كل الممارسات الديمقراطية والانتخابية في صورة راقية وعادلة ونزيهة وشفافة تليق بمصر الماضي والحاضر والمستقبل نثق كل الثقة في فخامة السيد رئيس الجمهورية في أنه يسعى جاهدا في أن يقدم أفضل مما هو موجود في مصر وفي كل المجالات ونثق تماما أن السيد الرئيس يشعر بما يشعر به شعب مصر ويشاركه الأمل والطموح في أن يرى مجالس نيابية راقية ديمرقراطية عادلة ونزيهة وشفافة تليق بمصر وتليق بالجمهورية الجديدة وانطلاقا من هذه الثقة وهذا اليقين في فخامة السيد رئيس الجمهورية نتمنى أن يحدث الآتي :

1. حل الأحزاب السياسية المتصدرة للمشهد الانتخابي والسياسي في مصر وفي الفترة الحالية والتي كانت سببا مباشرا في إرباك وتشويه العملية السياسية والانتخابية في مصر
2. التحقيق في كل صور الانتهاكات والمخالفات الحزبية لكافة الأحزاب والأفراد على مستوى أمانات الاحزاب والدوائر
3. التحقيق في استغلال صور السيد رئيس الجمهورية في المؤتمرات وكافة الممارسات الحزبية والفردية وبما يعطي انطباع للمواطن بوجود صلة أو علاقة حزبية بين السيد رئيس الجمهورية وبين هذه الاحزاب والأفراد
4. حل مجلس الشيوخ وإعادة العملية الإنتخابية بكل مراحلها وبشروط ومواصفات تحقق العدالة والشفافية بين المصريين مع إعادة اختيار الأعضاء المعينين في المجلس
5. إلغاء كافة مراحل انتخابات مجلس النواب وإعطاء مدة زمنية عام كامل لإعادة صياغة وهيكلة الحياة الحزبية في مصر وبشكل يضمن عدالة وشفافية التمثيل العادل والنزيه لكل أطياف الشعب المصري

6. تشكيل لجنة قانونية ومجتمعية من الخبراء والمختصين لوضع نظام انتخابي جديد طبقا لنظام الفردي والقائمة يضمن التمثيل العادل للشعب المصري
7. حل الهيئة الوطنية للإنتخابات المشرفة على هذه الانتخابات مع إعادة تشكيل الهيئة من جديد بقرارات وضوابط قانونية وتشريعية جديدة تتوافق مع مستجدات المرحلة القادمة

زر الذهاب إلى الأعلى