أحمد فرغلي رضوان يكتب : أمال ماهر ..وعودة الروح

يبدو أن سحر دار الأوبرا المصرية وجمهورها غير أي مكان أخر في العالم لدى المطربة أمال ماهر ، فكانت ليلة ليلاء، ليلة مختلفة بالنسبة لها منذ عادت لممارسة نشاطها الغنائي في الحفلات العامة، فشدت كما لم تشدو من قبل.
“تغني بلا روح” هذا رأي تردد مؤخرا أكثر من مرة مع عودة أمال ماهر للغناء أو بمعنى أدق عودتها للحياة الفنية من جديد بعد غياب “اضطراري” لسنوات.
كنت أستمع لها في حفلات هنا أو هناك أشعر أن هناك شيئا ما “ناقص” ليست أمال التي نعرفها وأيدني في ذلك الرأي الكثيرين من جمهورها وكان هذا الشيء هو “الروح” بالتأكيد الفنان كائن حساس ويتأثر نفسيا بما يدور حوله فما بالك إذا تعرض هذا الفنان لعذاب وقهر نفسي لفترة طويلة ! بالتأكيد تكون النتيجة هي سلب تلك “الروح” منه.
بدون تفاصيل عن ما مضى تحدثت معي أمال أكثر من مرة في فترات العزلة التي مرت عليها بصعوبة كبيرة وابتعد الجميع عنها لدرجة أنني اعتقدت ذات مرة أنها لن تستطيع العودة للغناء مرة أخرى ! كانت تشعر أنها في “ظلام” كما قالت لي وبالفعل كانت قريبة جدا من الاعتزال!
لذلك ما حدث في ليلة افتتاح مهرجان الموسيقى العربية داخل دار الأوبرا المصرية والتي احتصنت موهبة أمال منذ الصغر كان بمثابة عودة الروح لها بعد غياب طويل، الجمهور حولي مع كل أغنية يقول أمال “متألقة” الليلة بشكل لافت وكان واضح تأثرها وسعادتها بحديث الجمهور لها وتفاعله الكبير مع كل أغنية هو جمهورها الذي كانت تبحث عنه ليمنحها الثقة من جديد هو الجمهور الذي منحها الحب و الدعم ولذلك وجهت الشكر لهم، يبقى الجمهور هو أهم داعم في حياة الفنان وليست السلطة ولا المال !.
تألقت أمال بشدة وانتقلت من أغنية إلى أخرى باقتدار وبأداء لم تقدمه منذ فترة طويلة.
في أداءها لميدلي أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم حدث ولا حرج ، يبدو أنها أجرت مع الفرقة بروفات كثيرة لأن أداءها ما بين ألف ليلة وليلة ل الحب كله كان استثنائي ، بدون شك كان للجمهور الحاضر تأثير كبير على نجاح الحفل وكذلك تكريمها من المهرجان والذي تأخر سنوات !!
أدت أمال الحفل في وصلة واحدة دون استراحة لأكثر من ساعتين ! الصوت كما بدأت الحفل لم يتأثر أو مثلما قال أحد الحاضرين وكأنك تسمع الأغنيات على إسطوانة وليست لايف! هي موهبة كبيرة بالطبع.
بعيدا عن أمال ماهر كنت أتمنى تواجد أكثر للأصوات العربية في هذه الدورة لا يوجد سوى ثلاث أسماء فقط صابر الرباعي ووائل جسار وفؤاد زبادي!
في النهاية يظل مهرجان الموسيقى العربية هو واحد من أعرق مهرجانات الموسيقى والغناء في الشرق الأوسط ونتمنى له مزيد من الدعم والتمويل للاستمرار بقوة.