دكتور عماد عبد البديع يكتب: ( سنترال رمسيس ونماذج مشرفة ! )
تابعنا جميعا حادث الحريق الذي تعرض له سنترال رمسيس والذي أدى الى توقف الخدمات الرقميه وأيضا توقف عمل شركات المحمول لوقت محدود ثم عودة العمل بشكل تدريجي. وعلى الرغم مما حمله الحادث من توقف وارباك لجميع خدمات الإنترنت وكافة التعاملات الرقمية، والتي قطعت مصر فيها شوطا كبيره في الفترة الاخيرة، وأصبحنا نعتمد عليها بشكل كبير وأساسي في حياتنا اليومية الا ان الحادث حمل ايضا في طياته مجموعة من النماذج الطيبة والمشرفة.
ففي الوقت الذي سارعت فيه أجهزة الحمايه المدنية وبذلت جهدا مضنيا للسيطره على الحريق والتعامل معه بحرفية كبيرة ، وكما برزت النماذج الطيبة لضباط الحمايه المدنية الذين سهروا طوال ساعات الليل للعمل على السيطرة على الحريق، كانت هناك ملحمه لا تقل ضراوه من قبل المهندسين والفنيين الذين سارعوا الى موقع السنترال، وعملوا وسط ظرف غاية في الصعوبة للسيطره على زمام الامر واستعاده العمل لاستعاده الخدمات الرقميه في اسرع وقت ممكن.
فحسب شهود عيان كانت هناك ورديتين للعمل يتم التبديل بينهما، وجهود متواصلة، وعمل ليل نهار لا ينقطع للسيطرة على الامر واصلاح الكابلات وتحويل المسارات لاستعاده خدمات الاتصالات، فهناك من المهندسين والفنيين من اقتحموا غرف السيرفرات تحت الارض وسط ظروف قاسيه للغاية ومخاطر كبيرة لاصلاح الكابلات وعمل التحويلات اللازمه لاستعاده خدمات الانترنت.
والحقيقه التي تترامى الى أذهاننا من ذلك ان الانسان المصري بطبيعته ورغم كل التحديات وبعيدا عن أي خلافات الا انه في وقت الحقيقه يظهر معدنه الاصلي، فهو المحب لوطنه المخلص له والمدافع عنه. ويمكنك ان ترى ذلك ببساطة عندما تجد الشباب وكل الحاضرين يهرولون الى موقع الحريق، ويقدمون الخدمات، ويتكاتفون معا في مشهد مهيب ينم عن التكاتف والوحدة بل والتضحيه أحيانا في الوقت الذي كان هناك من يتهكم ويتزايد على منصات التواصل الاجتماعي. وكم من الأمثله التي تابعناها مؤخرا وفي مواقف أخرى مشابهة لأشخاص ضحوا بارواحهم في سبيل انقاذ ارواح كثير من المواطنين، وليس هذا بغريب على جينات الإنسان المصري الاصيل..
الدرس المستفاد الذي يمكن الخروج به من الحادث هو أن هذا الوطن لديه الكثير من الشباب المؤهلين والمتعلمين حقا، فخريجي هندسه الحاسبات والمعلومات سارعوا بالانضمام الى ملحمه العمل في شوارع سنترال رمسيس. شباب مصر شباب واعد ومتعلم ومثقف ولديه دراية وخبرة وكفاءة ومستعد دائما أن يضعها تحت تصرف بلده في أي وقت عندما يتطلب الأمر ذلك.
