شعبان ثابت يكتب : (الغشاشين )

أصدقائي وقرائي الأعزاء بعد أن أسدل الستار على مارثون الثانوية العامة السنوي بين طلاب وطالبات الثانوية العامة والذي بدأ تقربيا منذ سنة مابين حجز مجموعات الدروس الخصوصية في السناتر أو الدرس الخاص بالمنزل كُلّ حسب مكانته الإجتماعية وظروفه المادية ولا أحد يفكر في التحصيل العلمي والتعليمي من المدرسة ولكن السباق يبدأ بالدروس الخصوصية سواء سناتر أو منازل أو منصات إلكترونية للدروس الخصوصية وأقولها بكل بساطة لايقل معدل المبلغ الذي يدفعه ولي الأمر للدروس عن ما مجموعه متوسط 100 ألف جنيه للطالب على مدار العام تقل قليلا أو تزيد قليلا حسب المستوى المادي والمحافظة ٠
وفي نهاية العام وما أن تبدأ الإمتحانات إلا ويتناسى أولياء الأمور كل هذه المبالغ ويسعون لحجز سماعة طبية للغش وتبدأ مافيا بيع السماعات تنشط لدرجة أنها وصلت هذا العام لأكثر من عشرة آلاف جنيه والمحزن في الأمر أن هذه الظاهرة تتكرر منذ سنوات دون مقدرة الوزارة على السيطرة عليها لدرجة أن طبيب أنف وأذن وحنجرة أثق فى كلامه علق على بوست عندي بأن ما بين خمسة إلى ستة طلبة يأتوا له يوميا لإجراء عملية إستخراج سماعات محشورة في آذانهم ومعهم أولياء أمورهم وعندما عاتبهم قالوا له أن معظم الطلاب هكذا دون أن يشعروا بأي حرج بعد أن تُسٓبب لهم مشاكل تخيلوا هذا طبيب واحد في مركز واحد فكم يكون مجموع الطلاب على مستوى الجمهورية ؟؟
ومازاد الطين بلة الفيديو الذي إنتشر لولية أمر طالبة تسب فيه معلمة بأبشع الألفاظ التي يُعاقِب عليها القانون لأنها رفضت أن تُغشش البنات وسط رعب وخوف المعلمة وهربها من أولياء الأمور خوفا من البطش بها وقِس على هذا مئات الحالات التي تحدث دون أن تصل إلي الإعلام هكذا إعٔتٓبر أولياء الأمور أن الغش أصبح حق مكتسب لهم ومن يخالفهم يعتبر مخطئ يستحق العقاب ؟!
وعند ظهور النتيجة ككل عام تجد أولياء الأمور يتفاخرون بمجموع أبنائهم وهم يعرفون جيدا أنه بالغش ويدخلون كليات القمة بالغش ولكنهم للأسف الشديد لن تدوم فرحتهم لأن كليات القمة كالطب والهندسة لايتخرج منها غشاشين وسيفشل أبنائهم ويُفصٓلون من الكليات بعد أن يكونوا قد حجزوا أماكن طلبة وطالبات مجتهدات نجحوا بمجهودهم الشخصي ٠
إلى متى نستمر في هذه الدوامة التي لايبدوا لها نهاية في المدى المنظور هل رضينا بالغش مبدأ وبالصدق إستثناء حتى وجدنا من يغش علنا في برامج تليفزيونية ويسرق لوحات فنية وينسبها لنفسه ويُفتٓضح أمره عالميا وأخرها واقعة مها الصغير مع منى الشاذلي هذا نتاج مجتمع لايستحي أن يكون غشاش بل ويفاخر بالغش حتى بات الغش قاعدة والصدق إستثناء !!