أحمد فرغلي رضوان يكتب: ريستارت..الفيلم يحتاج لإعادة شحن!

يالها من فكرة جذابة وتهم الملايين حاليا عن صناعة التريند والتي تشغل بال الجميع لحد الهوس ، عشرات الألاف من الناس يريدون الآن أن يصبحوا صناع محتوى على السوشيال ميديا بسبب سرعة الربح الكبير للأموال وسهولة هذا النوع من العمل ولكن هناك من يستغل رغبة الكثيرين خاصة الفتيات في أعمال أخرى وشاهدنا قضايا أخلاقية كثيرة.
هذه هي الفكرة الرئيسبة التي يتحدث عنها فيلم “ربستارت ” تأليف أيمن بهجت قمر وإخراج سارة وفيق إلى جانب ذلك تحدث السيناريو عن عدد من الأفكار المتعلقة بالانترنت عموما وتأثيره على نواحي الحياة العامة خاصة الأقتصاد! وفي رأيي لو كان الفيلم تحدث عن فكرة تأثير انقطاع الانترنت بشكل مفصل وعودة الحياة لما قبل الانترنت كان تم صناعة عمل كوميدي فانتازي بشكل أفضل من خلال المفارقة الكوميدية لكثير من المواقف، بدلا من الأفكار “النمطية” لصناعة التريند التي ركز عليها الفيلم وهي مثل مواقف كثيرة نشاهدها على التيك توك مثلا
العمل حاول تقديم الكوميديا بكل الأساليب الممكنة خاصة الافيهات والاسقاطات “الجنسية” والتلاعب بالألفاظ لمغازلة الجمهور خاصة الشباب والجمهور العربي وهو أسلوب يستخدمه بطل الفيلم تامر حسني في أفلامه دائما منذ نحو عشرين عاما بلا كلل ولا ملل! ولكن الكوميديا كانت فقيرة في الفيلم عموما، ربما أفضلها مشهد يختتم الجزء الأول من الفيلم وكان به كوميديا قائمة على المفاجآة، تقريبا أكثر مشهد سمعت معه صوت ضحكات الجمهور في قاعة العرض ، أيضا مشاهد ضيوف الشرف كانت جيدة على مستوى الكوميديا وتعبر عن هوس التريند وصناعته.
بالتأكيد نوايا صناع الفيلم “حسنة” للتوعية من خطر صناعة التريند وكواليسه وخاصة أن بطل الفيلم الفنان تامر حسني يوجه رسائل توعية إجتماعية دائما عبر السوشيال ميديا! .
ولكن السينما لا تصنع بالنوايا الحسنة فقط ! هناك سيناريو وإخراج وتمثيل عناصر فنية عديدة، لذلك آفة كبيرة تصيب الكثير من الأفلام وظهرت كثيرا في أفلام تامر حسني وهو أحد نجوم شباك تذاكر السينما المصرية وهي “الاستسهال” نكتفي بفكرة براقة وجذابة ويتم الاستسهال في باقي العناصر خاصة الإخراج والسيناريو !
في الثلث الأخير من الفيلم تصل العشوائية في السيناريو لمرحلة متقدمة!، نريد صناعة مغامرة بدون سببب وبدون منطق! لا يهم نريد فقط تكملة الفيلم بشيء من الإثارة!؟ فكانت النتيجة سيئة جدا ، سواء ما قام به بطل الفيلم من جريمة لقطع كابل الانترنت في البحر أو كيف انتهى الموقف بكل سهولة ودون عقاب ،كان أكثر جزء محبط في سيناريو الفيلم ! لا كوميديا ولا إثارة ولا تمثيل !
تامر حسني لايزال التوزيع الخارجي ينقذه في الإيرادات ما حققه في السعودية في الأسبوع الأول 4 أضعاف ما حققه في الأسبوع الأول داخل مصر ! وهنا عليه يجب أن يعيد التفكير في أعماله مع فريق عمل جديد خاصة الإخراج وأن يترك المخرج يعمل بكامل حريته ” السينما المخرج أهم عنصر”.
هو ممثل موهوب ولكن ! لا جديد الكوميديا أصبحت مكررة وبنفس ردود أفعاله في معظم أفلامه!
باسم سمرة قدم أفضل أداء بين أبطال الفيلم وقدم شخصية الجوكر بشكل جيد في حدود السيناريو .
أما بطلة الفيلم هنا الزاهد ما قدمته ممكن أن نقول هو “تهريج” أقرب مته تمثيل ! لم تعرف كيف تحدد ملامح شخصيتها ويبدو أنها قررت بما أنها في فيلم كوميدي والبطل يحب “التهريج” اذا لنهرج جميعا ! مع أن شخصيتها كانت ممكن يكون فيها بعد إنساني مهم جدا ولذلك حتى مشهد الانفصال لم تنجح في تأديته بشكل جيد عكس تامر حسني الذي قدمته بأداء جيد ومن أفضل مشاهده في الفيلم .
محمد ثروت حاول تقديم عدد من المواقف الكوميدية ولكن كانت ثقيلة الظل خاصة مشهد تنكره في زي إمرأة! وأصبح يكرر نفسه.
عصام السقا والسيد أسامه حضور مقبول والشخصيتين في السيناريو غير واضحين ومن أضعف الشخصيات !
ريستارت كان يمكن أن يكون فيلما أفضل كثيرا مما شاهدت ولكنه كان يحتاج إلى ريستارت أكثر من مرة!
للأسف موسم سينمائي متواضع يشهده عيد الأضحى هذا العام كما وكيفا، هل يعقل فيلمان فقط يتم عرضهما في هوليوود الشرق !! توجد مشكلة في التوزيع وللحديث بقية عن ذلك.
تقييمي للفيلم 5,5/ 10