أحمد فرغلي رضوان يكتب : مشاهدات رمضانية 4

_ ٨٠ باكو
نهاية هادئة بدون مفاجأت كبيرة ، هكذا كانت نهاية مسلسل “٨٠ باكو” واحد من أفضل مسلسلات النصف الأول من ماراثون الدراما الرمضاني، الصداقة هي التي بقيت بين الأربع بطلات وهن يجلسن معا في مشهد النهاية ! لم تحسم بوسي مستقبلها وظل قلبها “معلق” ! ، بعيدا عن النهاية والتي قد تكون دار حولها نقاشات بين فريق العمل، في رأيي هو من أكثر المسلسلات التي شكلت حالة إنسانية صادقة ، شاهدنا علاقة بين أربع نساء يجمع بينهم العمل والحياة بكل تفاصيلها ، نعيش معهن يومياتهن، وكيف تمر العلاقات بينهم بخلافات وغيرة ولكن الصداقة تنتصر في النهاية.
اهتمام المخرجة كوثر يونس بالتفاصيل وتدريب الممثلات على المهنة والتصوير في أماكن واقعية زاد من مصداقية العمل.
هو دراما نسائية بامتياز خلف وأمام الكاميرا ، أهم ما يميز بطلات العمل انتصار وهدى المفتي ورحمه ودنيا سامي حالة الصدق بينهم وكأنهم بالفعل يقيمون ويعملون منذ سنوات في هذا الكوافير الصغير بوسط البلد.
الفكرة جيدة وكان ممكن أن يكون سيناريو الأحداث والشخصيات أفضل مما شاهدنا، خاصة الشخصيات خارج “الكوافير” دراميا أقل كثيرا من البطلات الأربعة.
من الأساس الاختيارات لشخصيات الأبطال كان أضغف من الشخصيات النسائية خاصة شخصية مختار وهو دور كبير ! لم يقدم أداء جيد، ربما أفضل أدوار الرجال على مستوى الأداء محمد لطفي.
ولكن على العكس البطلات كن في أفضل حالاتهم خاصة إنتصار قدمت أداء متميز جدا ومعها هدى المفتي المسلسل يعيد اكتشاف موهبتها من جديد و كذلك رحمه أحمد بعيدا عن الكوميديا أجادت ودنيا سامي صاحبة الموهبة الكبيرة.
العالم الذي صوره المسلسل حقيقي بشكل كبير ولأول مرة نشاهده بأماكن تصوير معبرة جدا عن حالة الشخصيات الإجتماعية.
٨٠ باكو مسلسل جيد وتجربة ناجحة للمخرجة كوثر يونس مع الدراما التليفزيونية بعد السينما، ونص نسائي واقعي للمؤلفة غادة عبدالعال.
_ إخواتي
ما بين الكوميديا السوداء والفانتازيا كانت أحداث مسلسل “إخواتي” ومن أكثر المسلسلات التي كانت افتتاحيتها جذابة ومثيرة وتجبرك على متابعة الحلقة الثانية، بالطبع هذا العالم الدرامي ذكرنا بمسلسل عرض قبل سنوات !
ظل العمل يسير بشكل جيد وبخفة ظل لأبطاله خاصة ثنائية كندة علوش وحاتم صلاح.
حتى جاءت حلقة ” التويست” اكتشاف حقيقة جريمة قتل الشقيقات الثلاثة لربيع هي من أضعف الحلقات على مستوى السيناريو ! وتصل لحد السذاجة في التفكير والتخطيط والتنفيذ !
كذلك أجواء الجثة والمطبخ واختفاءها أجواء شبيهه لعمل سابق لنفس المؤلف ( مهاب طارق) عرض مؤخرا ! وكان يجب البعد عن تكرار نفس العالم الدرامي قدر الإمكان أو يكون هناك فترة زمنية كافية لأن الجمهور قارن بين العملين!!
أداء الأربع بطلات من أكثر عوامل النجاح في المسلسل قدمن أداء جيد جدا نيللي كريم وروبي وكندة وجيهان الشماشرجي، من أنجح البطولات النسائية ، وكان بينهم كيمياء كبيرة.
تعتبر جيهان الشماشرجي أكثر ممثلة استفادت من المسلسل ونجحت في لفت أنظار المشاهدين وسط بطلات أكثر منها شهرة وخبرة.
حاتم صلاح وعلي صبحي أجادا بشكل كبير، محمد ممدوح في الحلقات القليلة كان صاحب حضور قوي، فريق التمثيل جميعهم كانوا في حالة متميزة وهو ما يحسب للمخرج محمد شاكر خضير ، والذي خلق حالة فنية محببة وجذابة جدا للجمهور بالموسيقى والأغاني التي تم استخدمها في الحلقات.
_ أثينا
من الأعمال التي شاهدتها بالصدفة وجذبتني لمتابعتها كان مسلسل “أثينا” والذي تدور أحداثه حول العالم الافتراضي “المرعب” لشبكة الانترنت والذي يعيش بداخله الجميع الأن وخاصة الشباب الصغير الذي نشأ عليه ولا يعرف غيره في الصداقة والترفيه وجميع أمور الحياة ! وصولا للذكاء الاصطناعي AI وما يمكن فعله في حياتنا! فكرة المسلسل جيدة والحبكة الدرامية والشخصيات مكتوبة بشكل جيد ، يسلط الضوء لأول مرة على هذا العالم بتفاصيل جديدة مخيفة.
السيناريست محمد ناير عالج الموضوع بشكل مؤثر وقاس في نفس الوقت بانتحار الشباب بالضغوط النفسية التي يتعرضون لها عن طريق شخصية من العالم “الافتراضي”! وكان السيناريو يحتاج للاقتراب أكثر عن تفاصيل هذا العالم للتحذير من خطورته لأن هناك جيل كبير لا يستوعب ما يدور .
المسلسل دخل مباشرة على جريمة ومحاولة فك لغزها ونجح في صناعة دراما بوليسية مشوقة.
لكن الشخصيات كانت عليها ملاحظات مثلا شخصية رئيسية في المسلسل وهي الدكتورة إيمان واضح الشر منذ أول مشهد وتصرفاته تشير انها جزء من الجريمة ، كان ممكن اللعب بالشخصية دراميا أكثر بحيث لا تظهر مكشوفة هكذا منذ البداية.
يحسب للمسلسل والمخرج يحيى إسماعيل إنه أتاح فرصة لعدد كبير من الوجوه الشابه ومساحة أدوارهم كانت كبيرة ولكن معظمهم يحتاج لتدريب أكثر إذا أرادوا الاستمرار ولم يقدم أحدهم أداء متميز.
باقي الممثلين برز منهم نبيل عيسي والذي قدم دورا آخر في مسلسل إخواتي بشكل لافت ولذلك تقييمه يرتفع بالنسبة لي كذلك باقي الأبطال ريهام حجاج وسوسن بدر وأحمد مجدي كانوا جيدين.
رسائل :
_ أنوشكا : الشر كما يجب أن يكون..فنانة قديرة.
_سامح حسين: الجمهور يثبت دائما إنه يشجع العمل الجيد.
_نيكول سابا : رقية العسكري بداية جديدة لكي كممثلة.
_دياب : كان الدور يشبه الكثير من أعمالك حتى كانت الحلقة ال13 فتغير رأيي .. برافو
_حمزة العيلي : تجيد تقديم شخصياتك بموهبة كبيرة .
_المسلسلات الشعبية : تحولت إلى كباريه كبير للدراما !
_ النص وجودر : فورمات يجب أن تكون موجودة كل عام .
_ آسر ياسين ومي عزالدين : نجحتم في صناعة حالة رومانسية جميلة.
_ دراما النصف الأول : النهاية السعيدة الهادئة سيدة الموقف.. وبدون مفاجآت .