دكتورة حنان عيد تكتب: الفرح هدية .. ولكن كيف يكون الحزن هدية؟
كان هناك رجل حكيم جلس بين الناس في قريته .. فقال لهم نكتة ظريفة وجديدة .. فضحك كل الموجودين كالمجانين .. ثم أعادها بعد نصف ساعة فضحك نصفهم .. ثم أعادها بعد نصف ساعة أخرى فضحك ربعهم .. ثم أعادها بعد نصف ساعة ثالثة أيضاً فضحك واحد فقط .. ثم أعادها بعد دقيقة من آخر مرة فلم يضحك أحد .. فوقف وقال لهم : بما أنكم توقفتم عن الضحك لنفس النكتة بعد ساعات قليلة .. فلماذا تستمرون بالبكاء على الجرح وإلى الأبد؟ صدق الحكيم.
أسأل نفسي كل صباح هل أنا بخير ؟
وتأتي الإجابة الحمد لله على كل حال .. الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا .. الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه.
الآن أدركت أن الحزن هدية جعلني دائم الشكر والحمد على ما أشعر به من أمان .. دائم الدعاء والتودد إلى الله .. دائم الأمل واليقين بأن الغد أفضل بإذن الله مهما حدث ..
وعرفت أن من كان له خليل أو صاحب وَفِي له فتلك نعمة من الله .. ومن كان لديه حبيب هو نفسه وعينه وفؤاده فليشكر الله .. لأنه يفرح لفرحه .. ويواسيه في حزنه .. وينصحه إذا أراد مشورته ..
فجميل أن يكون لك قلباً أنت صاحبه .. ولكن الأجمل أن يكون لك صاحباً أنت قلبه
تأمل قوله تعالى: بوادٍ غير زي زرع .. ومع ذلك ورغم حزنه لفراقهم هتف سيدنا إبراهيم بالدعاء وارزقهم من الثمرات .
يا من لا زال في قلبه حب وفي نفسه نُبْل وفي عقله رقي .. أكرم روحك وقلبك وعقلك لأنها خُلِقت لفترة من الزمن وسترحل ..
وكن مؤدباً في حزنك .. حامداً وشاكراً في دمعتك .. أنيقاً في ألمك .. فالحزن كالفرح هدية من الله لعباده .. سيمكث معك ثم يعود إلى ربه حاملاً معه تفاصيل صبرك وشكرك وحمدك .
فالحمد لله على وطن العشق لترابه إيماني .. وكرامتي في رحابه كل
كياني
ألقاكم على خير في كلمات من القلب