مقالات الرأى

ياسين غلاب يكتب : مصر وليبيا ..”النبي وصى على سابع جار” ورسائل أخرى

0:00

يفهم ويقدر ما قامت به مصر تجاه ليبيا الشقيقة شعبها الذي حول حديث سيد الخلق سيدنا “محمد صلي الله عليه وسلم” وللمصادفة مع اقتراب مولده؛ “الجار بالجنب” إلى مثل “النبي وصى على سابع جار”. ليبيا جارة وشقيقة والمصريون على طول تاريخهم لم يقصروا ولن يقصروا في ذلك.
مصر لم تتدخل عسكريا في ليبيا عندما وقع الشقاق بين أبنائها تنفيذا لوصية الرسول الكريم بحق الجار رغم قدرتها على ذلك ورغم اعتبارات أمنها القومي.
مصر سعت ولا تزال تسعى إلى أن تكون المصالحة ليبية ليبية ورعت ولا تزال ترعى هذه المصالحة حتى تتحقق بإذن الله و”الصلح خير”.
مصر خلافا للبعض لم ترفع عباءة الدين كما رفعها البعض الآخر الذين حاولوا احتلال “ليبيا” بحجة المساعدة وحجج أخرى؛ فإذا كان من يحاول احتلالها بحجة “الإسلام” فلماذا لا يساعدها دون التدخل عسكريا بحجة “الإسلام أيضا” أم أن هناك مآرب أخرى.
للأسف مصر لم تستطع إنقاذ ليبيا لظروفها المعلومة للجميع وقت أن تدخل آخرون فيها بحجة “حقوق الإنسان” وحجة “الإبادة الجماعية” وحجة “حماية المدنيين” وساعدهم فريق من أهلها بحجة إقامة “الخلافة الإسلامية” وتبين للقاصي والداني أن الهدف هو “أموال ليبيا ونفط ليبيا ومعاقبة القذافي لمحاولته التعامل بالدينار الإفريقي” ولم يدرك الكثيرون منا ومن كل دول المنطقة أن هذا التدخل جزء من مخطط كبير للاستيلاء على المنطقة من حدود المغرب العربي إلى تخوم الصين.
جاءت كارثة ليبيا الأخيرة لتشمر مصر عن ساعديها وفي ساعات تحركت فرق الإنقاذ لتفعل المستحيل بينما قالت وسائل إعلام الغرب وغيرها أن جهود الإنقاذ مستحيلة وأنه لن تستطيع أية معدات للإنقاذ أن تتدخل.
قهرت مصر المستحيل وأمدت أهل درنة وما جاورها بالمساعدات وتؤثر مصر جارتها حتى لو كانت بها خصاصة.
مئات الآليات تحمل المساعدات وأخرى تشق الطرق لتنقذ أهل درنة من الليبيين ومن غيرهم. هل تذكرون كيف قتل بعض الدواعش الذين استولوا على “درنة” بعض مواطنينا وكيف ثأرت مصر لهم؟ لم تتذكر مصر ذلك عندما وقعت الكارثة.
أدهش الجيش المصري العالم في خلال وقت لا يذكر كيف حول حاملة الطائرات إلى مستشفى ميداني عالج فيه مئات وربما آلاف الليبين وغيرهم. رسائل مصر في الإمداد والتموين وقت الكوارث عديدة: مفرحة لنا ولمن يؤمنون بنفس الرسالة ومؤلمة للطامعين والناهبين..
لا نمن على أهل ليبيا فهم أهلنا ولا نمن عليهم لأن هذا من حقهم بل فرض علينا وتحيا مصر وتحيا مصر.

زر الذهاب إلى الأعلى