مقالات الرأى

ضاحى عثمان يكتب : فاقد الشيء لا يُعطيه.

0:00

يا صاحبي ..

إذا كان الكاره لغيره .. قد توافقت كل الدلائل على ذلك ..

إنه شخص قليل إيمان .. ولا يرضى بما قسم الله له ..

فتراه دوماً .. مشغولاً طوال وقته بما في أيدي هؤلاء الناس ..

فمن هو .. ذلك الإنسان الكاره .. والمكروه من الجميع ..؟!

الجواب : البعض يرى .. أنَّه هو الشخص الجاهل ..

الذى يدَّعى العلم .. وفي الوقت ذاته إن أخطأ لا يعترف بخطئه ..

وإذا قيل له أخطأت ثار وانفعل وتكبَّر .. وأخذته العزة بالإثم ..

فلا يحب الاعتراف بخطئه أبداً .. وكأنَّه غير كل البشر .. وكأنَّه معصوم ..

ومثل هذا الشخص في حقيقته .. كذاب .. وبخيل ..

والكاذب .. هو أخطر أنواع البشر .. على الإطلاق ..

ويظل يكذب .. إلى درجة تصديقه للكذبة ويتعايش معها ..

والبخيل .. بخيل فى المال والمشاعر وكل شئ فى الحياة ..

والشخص البخيل أيضاً يسبب عن طريق تعاملاته مع الغير ..

نوعاً من الكراهية تجاهه .. لأنَّ ليس كريماً معهم في أي شيء ..

وبالطبع ..

إنسان بهذه المواصفات .. لا أحد يستطيع أن يصادقه ..

فيا صاحبي ..

مع إقرارنا أنَّه لا شخص على وجه الأرض يخلو من العيوب ..

وأنَّ كل شخص منَّا في نصيب من هذه العيوب ..

وأنَّ الكمال .. إنَّما لله وحده سبحانه وتعالى ..

ومع إقرارنا أيضاً .. أن رؤيتنا للناس تختلف من شخص إلى آخر ..

فهناك مثلاً نوعية من الناس مكروهة عند البعض .. ومحبَّبة عند غيرها ..

لأنَّ الناس ليسوا سواسية .. لولا اختلاف الأذواق .. لبارت السلع .. كما يقولون ..

واعلم ..

إنَّه لا يمكن أن يكون الشخص مكروهاً من جميع من حوله ..

لكن .. إن كان لكل إنسان منَّا مساوىء لا تُحصى ..

إلا أنَّ إظهار هذه السيئات يختلف من شخص إلى آخر ..

فالرجل الذى تكرهه أنت .. قد يكون محبوباً من شحص آخر ..

فالرجل المنافق مثلاً .. قد يكون مكروهاً من زملائه ..

ولكنه محبوب من رؤسائه ممن ينافقهم .. ومحبوباً بين أفراد أسرته ..

وبالتالي ..

فالكره مسألة نسبية .. تختلف من شخص إلى آخر ..

ولكن من المستحيل أن يتفق الجميع على كره شخص واحد ..

وعموماً .. يبقى الشخص المكروه .. هو :

المنافق .. والمنافق يـجمع جميع المو بيقاتإذا حـدَّث كـذب ..

و إذا أءتمن خان وإذا وعـد أخـلف ” .. وهو : الخائن .. الكذاب ..

الذي يغِير من الآخرين .. ويطمع مما فيما أيديهم .. ولا يحب الخير للناس ..

وهو .. أيضاً : المتكبر .. الحسود .. صاحب الخلق السيئ .. ​

فيا صاحبي ..

إنَّ الشخص المنافق والحسود والذى بقلبه كبر وحقد ..

ويكون فى كلامه رياء .. وفى نظرته حسد ..

واعلم ..

إنَّ الشخص الذى فى طبعه جرح الناس ..

يتلذَّذ بالألم .. الذى يمكن أن يسببه جرحه لهم ..

وهو الشخص المتطفل .. لمعرفة أحوال من حوله بشكل استفزازى ..

إنَّه التافه .. والدجال .. والنصاب ..

فالذي يكرهه الناس .. من المؤكَّد أنه مكروه من الله عز وجل  ..

لاًن الله إذا احب عبداً …….  فيحبُّه أهل الأرض ” .. الحديث

والكذاب .. هو المنافق المؤذي .. ثقيل الدم .. ثقيل الحضور ..

والكاذب .. هو : الخائن .. وهو الفاسق والفاجر ..

واعلم ..

إنَّ الإنسان إذا فـقد مصداقيته .. خسر نفسه وخسر من حوله .. وغير أمين الأمانة ..

فلا يصون الكلمة .. وسوف يستغلها ضدك بحق أو بدون حق .. ولن يرد ما أخذه منك ..

ويسوِّف في الوعد .. ومهما وعَد .. فلن يفي به .. لأنه كذاب ولا أمان له . .والكذاب اذا تعوَّد

على الكذب .. كتب فى السماء كذوباً .. فلن يرجع عن الكذب أبداَ ..

وهذه الآفة منها الشرّ كلة ..

والشخص الكروه .. هو : الشخص الذي يُعيِّر الناس بما أعطاهم ..

وهو : الشخص الذي يتمنى الشر لجميع من حوله .. ولا يتمنى الخير لأحد ..

وهو المنحرف في تفكيره ودينه .. وهو الأناني .. والنمَّام .. والذي ينقل الكلام بين الناس ..

وهذا الشخص الذي تجتمع فيه كل حقائر هذا الصفات .. مثل :

الكذب .. والمكر .. والحقد .. وعدم الأمانة .. والخيانة .. والغرور ..

وعدم الإبتسامة .. والجبروت .. والإساءة للغير .. وسوء الخلق والمعاشرة ..

المخادع .. ذو الوجهين .. واللئيم .. المتكبر على غيره .. عديم الشخصية ..

يطمع فيما لدى الآخرين .. لا يحفظ لسانه .. مخادع .. انتهازى .. قاسى ..

إذا أئتمنه أحد على سرٍ له يخون الأمانة .. لا يعتذر .. وقــــليل الذوق ..

فظ .. غليظ القلب .. يطعن من يعاشرهم ويجالسهم .. يأخذ دوماً من الآخرين ..

لا يعطي شيئاً .. يبدى لهم الحب والوفاء .. وبداخله يكن لهم العداوة ..

يتدخل فيما لا يعنيه .. أحمق .. مفتري .. ابن حرام .. مغتصب الحق .. الحرامي ..

يحتقر الآخرين .. ويستغلهم لجلب منفعة له .. متفاخر .. متعجرف ..

إذا أحسنت إليه أساء إليك .. النذل .. الخسيس .. الوقح .. الحقير ..

يعتقد دوماً أنه أفضل الناس .. ويحتقرهم  .. لا خلق له ..

يتحدث كثيراً عن نفسه .. ويقطع أحاديث الآخرين .. ويتحدث عنهم في غيابهم

ولا يحترم كبيراً ولا صغيراً .. لا يري إلا نفسه أمام نفسه .. ولا يبالي بكل من حوله ..

ولا يستمع لأقوال ولا نصائح الآخرين له .. يسيئ لك في أي وقت .. ولا تأمن جانبه ..

ناكر الجميل .. المتغطرس .. المتشبَّه بالنساء .. المتطفل .. الاتكالي .. عاق الوالدين

الشكَّاك .. سيئ  الظن .. وبذيء الكلام .. المرتشي .. المشاكس .. المتقلب المزاج ..

لا يساعد أحداً .. الشتَّام .. طويل اللسان.. الديكتاتوري .. العنيف .. والماكر ..

لا يتقى الله في معاملاته مع الآخرين .. همّه تخريب العلاقات بين الناس ..

لا يستطيع العيش بدون نكد .. الذي لا أمان له .. المصلحجي .. الجبان ..

لا يحترم آراء الآخرين .. ينتقد الجميع من حوله ..  لا يحتفظ لهم بماء الوجه ..

الجبار .. مناع للخير .. الماكر .. الخبيث .. الجاهل الذي يكره المجتمع ..

يجعل من الشيطان قدوة له .. لص .. لا يكف شرة عن الناس ..

المتعالى عن الناس .. عديم الدين .. عديم الأخلاق . . والحاسد ..

ليس أهلاً لثقة الناس .. يجاهر بعدائه وظلمه للجميع ..

هو الإنسان الظالم .. الذي لا يردعه دين .. ولا ضمير .. ولا مبادىء ..

المغرور .. العصبى بجنون .. وفظ اللسان .. الغشاش ..

لا يرى إلا نفسه .. ويُظهر ذلك للناس ..

هو باختصار : ” سيء الخلق ” .. بعكسحسن الخلق ” . .

وهو : الشخص الذي لا يخشى الله تعالى .. في قول أو عمل ..

فهذا الإنسان المكروه هو الشخص البعيد عن الله تعالى ..

وبسبب بعده عن الله .. تتأصَّل فيه كل الصفات السيئة مجتمعة ..

وبالتالي ..

لابد أن يكرهه الناس .. وبالتأكيد لن يجد حبَّاً من كل المحيطين به ..

وأنت أيضاً .. لن تستطيع أن تحب إنساناً .. وتعرف أنَّه يكذب عليك مثلاً ..

ولكن ..

الشخص الذي يقابلك بوجه ومن خلفك يكون بوجه آخر .. هو : المكروه ..

من الجميع بكل تأكيد ..

وبالطبع ..

الإنسان الذى يكرهه الجميع .. هو ذلك الأنسان الأنانى الغيور ..

الذى يكره ما يحبّه الناس .. ويحب ما يكرهه الناس ..

وهو .. أيضاً : الإنسان الذي يهوى إيقاع المشاكل بين الناس ..

وهو : الشخص الفتَّان والخائن .. وأى إنسان يحمل كل هذه الصفات ..

فهو : ليس بإنسان .. بل شيطان يكره أعمال الخير .. ويحب أعمال الشر ..

لأنَّه يوقع النميمة والبغضاء بين الناس بحثاً عن مصلحته الخاصة ..

وبعد فترة للأسف .. يكتشف الناس أمره .. فيكرهونه ..

لأنه هو الذي يتفنن فى إيذاء كل من حوله .. ويتعمد إزعاجهم ..

فيا صاحبي ..

رأفةً منَّا .. وشفقةً على هذا الشخص .. عسى أن يهديه الله تعالى ..

فلنقل عنه .. إنَّه الإنسان غير المحبوب تلطفاً .. أفضل من المكروه ..

واعلم ..

إنَّ الإنسان غير المحبوب .. هو الذي يحسد من حوله على ما عندهم ..

حتى وإن كان يملك أفضل وأكثر منهم .. ولا يفرح لهم بالخير ..

إنَّ الإنسان غير المحبوب هو الذي لا يسمع إلا صوته .. ولا يرى إلا نفسه ..

ويريد أن يكون هو فقط محور ومركز العالم .. وعلى من حوله .. مراعاة ذلك ..

ولكن ..

الإنسان غير المحبوب .. هو : المتصنع .. بحديثه وبتصرفاته أمام الآخرين ..

ويدَّعي بما ليس عنده .. وهو لا يعلم أن الآخرين يعرفون حقيقته أكثر من نفسه ..

والإنسان غير المحبوب .. هو الذي يعتقد أن له كافة الصلاحيات ..

ليغير في طباع من حوله .. من أشخاص .. أخت أو اخ .. أو زوج ..

على حسب ما يخدم مصالحه هو .. لا كما يرغبون أو يحبون ..

الانسان المكروه من الجميع هو الشخص المغرور المتكابر .. ​

فيا صاحبي ..

إنَّ الشخص غير المحبوب .. هو : الذى ليس بداخله حب ..

لأن الشئ الذى ليس فيك .. لا تراه ..

لذا .. فإنَّ الشخص الذى يقول أنا غير محبوب ..

يجب عليه أن يعلم أن العيب فيه وأنه لا يحب أحداً ..

ولذلك ..

فإنَّ هذا الشخص المكروه هو الذى لا يحب أحداً ..

ولا يحب حتى نفسه .. فأرجوك حاول أن تُحب بحبّ ..

ولكن ..

سبحان الله تعالى .. إنَّه سبحانه يُغيِّر ولا يتغيَّر .. ويصنع المعجزات ..

إذ يمكن أن يُصلح حال الشخصية المكروهه بالرفقة الطيبة .. التي تؤثر فيه ..

بالرجوع الى الله .. وزراعة التقوى في النفس .. والتمعن بقدر الله وقدرته على كل شئ ..

فيا صاحبي ..

لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إنَّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” ..

فمن يمتلك الأخلاق تجده محبوباً من كل الناس .. بل من كل الملل والديانات ..

إذ يأمر له الله بالقبول فى الأرض .. فهو مكروه من الله ومن الملائكة ..

ومن الناس أجمعين ..

وبالطبع ..

كلما زادت صفاته السيئة .. زادت كراهيته لدى الناس ..

زر الذهاب إلى الأعلى