مقالات الرأى
أحمد فرغلي رضوان يكتب : سعاد..محاولة للاقتراب من قصص حب المراهقين

0:00
شاهدت فيلم “سعاد” في عرضه الجماهيري الأول سينمائيا في مصر والذي ظلمته جائحة كورونا وعرض في الدورة الافتراضية لكان 2020 ثم مشكلات قضائية بين صناعه حالت دون عرضه تجاريا طوال السنوات الماضية مع عرضه في عدد من المهرجانات العالمية أبرزها برلين وتريبيكا. لفت نظري اهتمام الجمهور بمشاهدة هذا الفيلم رغم تاريخ انتاجه الذي يعود لعام 2020. الفيلم يتحدث عن الشباب الصغير “المراهقين” وعلاقتهم الافتراضية عبر الانترنت ، يقترب كثيرا من تفاصيل هذه العلاقات بصدق وساعده على ذلك طاقم التمثيل “الغير محترف” وطريقة التصوير التي اتبعتها المخرجة أيتن أمين. وهي من أهم مميزات الفيلم رغم صعوبتها التي تعتمد في كثير منها على العفوية في التقاط مشاهد كثيرة جدا للممثلين الشباب وكان لذلك بعض التأثير على المونتاج. الأحداث تدور حول سعاد وشقيقتها الصغرى رباب الفيلم انتقل بين الأثنتين في الأحداث مع الطرف المشترك في العلاقة أحمد، وتناول مفهوم علاقة الحب عند الفتيات الصغيرات مع قيود المجتمع والدين والأسرة. العلاقة بين الأختين بكل تفاصيلها كانت قريبة جدا من الواقع ونشاهد الجدل ولحظات المرح وتفاصيل إنسانية كثيرة صورتها المخرج باحساس جيد. بطلة الفيلم سعاد التي تنتمي لطبقة إجتماعية معينة في بلدة صغيرة خارج القاهرة كان الخيار لديها البحث عن عالم إفتراضي أخر عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتنفيس عن رغبات مكبوتة تعيش مع هذا العالم قصة حب تتمناها وبدأت تصدقها وتروي عنها وعن الطرف الأخر قصصا خيالية كما ظهر في المشهد الافتتاحي وهي تروي قصة من تأليفها عن حبيبها لسيدة تجلس بجوارها في المواصلات العامة !وهو من المشاهد المتميزة في الفيلم ومعه مشهد وفاة سعاد. هذا العالم الافتراضي عبر الإنترنت مليء بالحكايات التي تستحق أن ترويها شاشة السينما لأنها الواقع الحالي، وأحيانا تكون نهايات هذه القصص مآساوية هذا العالم لدى الكثيرين الوسيلة الأسهل لخلق العالم الذي يريد أن يعيشه الشخص! الحوار بين الشخصيات كان يحتاج بعض التفاصيل أكثر وربما صناع الفيلم المخرجة أيتن أمين والمؤلف محمود عزت كانوا يخشون من الإقتراب بالحوار في تفاصيل بشكل أكثر وضوحا. اختار صناع الفيلم رواية الأحداث من خلال ثلاثة فصول للشخصيات الرئيسية سعاد، رباب، أحمد وواضح تركيز السيناريو أكثر على عالم الفتيات لم نشاهد حياة الشاب والذي بدى أنه “مستهتر” نوعا ما إلا في الجزء الأخير، كنت أتمنى إتاحة مساحة أكبر لعالم هذا الشاب. الفصل الأخير من الأحداث كان أكثر إثارة وتشويق ولا تستطيع توقع النهاية والجمهور ذهب إلى نهاية إنتقامية عن طريق الشقيقة الصغرى ! ولكن النهاية كانت هادئة ومفاجئة. فيلم سعاد تجربة جيدة وتقترب كثيرا من بعض مشكلات المراهقين في العلاقات العاطفية الغير ناضجة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها النفسي الكبير والذي يصل إلى حد الانتحار . نجحت المخرجة أيتن أمين في توصيل الحالة بشكل جيد جدا وبصدق كبير مع استخدام شريط صوت واغنيات معبرة خلال الأحداث. وهو في رأيي أفضل أفلامها الروائية الثلاثة، وعموما إنتاجها الفني قليل بسبب مشكلة قديمة ومستمرة لدى عدد من المخرجين وهي عدم وجود “دعم” لمشروعاتهم. تقييمي للفيلم 7/10