مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان يكتب : فيها إيه يعني..مشاعر صادقة تجذب الجمهور

0:00

كوميديا اجتماعية تقليدية ولكن المفاجأة كان الاستقبال الجيد من الجمهور لفيلم “فيها إيه يعني” ، وهو دلالة كبيرة على إن مزاج المشاهدة للجمهور يحتاج لمثل تلك النوعية من الأفلام ويفتقدها مثل الفيلم الرومانسي أيضا.
الفيلم نجح في إثارة كثير من المشاعر الإنسانية المختلفة ما بين الحب والأبوة والصداقة وهو نجاح يحسب لصناعه المخرج عمر رشدي حامد في أول تجربة له والمؤلفين وليد المغازي، مصطفى عباس، محمد أشرف.
فكرة تبدو مكررة وليست جديدة علاقة البنت وتعلقها بالأب حتى بعد الزواج ولكن الأب لديه حنين لحب الماضي الذي لم ينساه مع مرور الزمن.
السيناريو بسيط وبلا مفاجأت كثيرة وتستطبع أن تتوقع تحولاته ولكن الحالة الإنسانية بين الأبطال تميزت بصدق شديد وهي من أهم مميزات العمل ونجاحه الجماهيري سواء حالة الحب بين صلاح وليلى رغم مرور سنوات طويلة أو حالة الحب بين الأب والإبنة المتعلقة به وكذلك الحفيدة وزوج البنت ، العلاقة الأسرية خفيفة الظل كانت جيدة.
مشكلة كبيرة كانت في السيناريو وهي طول مدة الفيلم التي تتجاوز ساعتين! لدرجة أنك ممكن تشاهد الفيلم بعد مرور نصف ساعة أو اكثر ولا تشعر أن هناك أحداثا مرت! وتفهم القادم من الأحداث بسهولة!!
الفيلم كان في اختبار جماهيري صعب جدا لأنه موجه لفئة عمرية ليست شابة فالأحداث تدور حول قصة حب قديمة بين رجل وإمراة تجاوزا الخمسين ولكنه نجح في جذب الجمهور العام والعائلي وحقق ايرادات كبيرة تقترب من 60 مليون جنيه وهو رقم مفاجيء للفيلم ولم تستطع أفلام جديدة عرضت بعده ومن بطولة نجوم شباب تجاوزه مع بداية عرضها !؟
حالة الصدق الشديدة التي ميزت العلاقات سواء بين البطل  وحبيبته القديمة أو بين البطل وابنته كانت بها مشاهد شديدة العذوبة وجمل حوار جيدة ومؤثرة وساهم أداء ماجد الكدواني سواء أمام غادة عادل أو أسماء جلال في نجاح تلك الحالة الإنسانية ووصولها للجمهور بقوة.
ما يميز السيناريو والتصوير المزج ما بين الحياة الحديثة داخل كومبوند مغلق وبين الحياة القديمة في حي مصر الجديدة وشوارعه وبالتأكيد الجزء الثاني من العمل كان أكثر صدق وواقعية وتجاوب معه الجمهور كثيرا، ولذلك دائما أطلب من المخرجين الاجتهاد في المعاينة والتصوير في أحياء وشوارع القاهرة بعيدا عن القاهرة الجديدة داخل أسوار الكمبوند !
من أكبر عيوب السيناريو كما ذكرت المدة الزمنية هو من أطول الأفلام التي شاهدتها خلال عام 2025 ، كان ممكن اختصار 25% من الأحداث خاصة الجزء الأول مشاهد وشخصيات لا داعي لوجودها وأغلب الظن إن ذلك حدث بسبب وجود أبطال كثيرين وعمل توازن في السيناربو بينهم ! رغم إن القصة الرئيسبة هي بين صلاح وليلى.
ولكن الانتاج دائما يجد نفسه في حيرة بين مساحات الأدوار ويحاول أن “يراضي” الجميع، كذلك الشخصيات وتقديمها لم تكن جيدة خاصة شخصية ليلى .
عنصر التمثيل ماجد الكدواني وغادة عادل وأيضا أسماء جلال مصطفى غريب وميمي جمال وريتال عبد العزيز.
ماجد الكدواني من أفضل الممثلين في العالم العربي وسبق وكتبت ذلك أكثر من مرة ولكن كان لديه فرصة كبيرة لتقديم نوعية أدوار في مراحل عمرية أصغر من اختيارته في السنوات الأخيرة ! وأتمنى ألا يحصر نفسه في أدوار الجد من الأن ! موهبته كبيرة ويستطيع تقديم أدوار كثيرة لمراحل عمرية أصغر.
غادة عادل منذ فترة لم تؤدي هكذا بشكل جيد وكانت اختياراتها غير جيدة مؤخرا وهي من أكثر ممثلات جيلها موهبه ولكن الاختيارات ثم الاختيارات.
أسماء جلال أيضا قدمت واحد من أفضل ادوارها في السينما وخاصة مشاهدها أمام ماجد الكدواني أدتها باحساس جيد .
مصطفى غريب بالنسبة لي “لا جديد” طوال العام متواجد وبنفس ردود الأفعال “يحرق نفسه” بسرعة كبيرة .
ميمي جمال وجودها إضافة كبيرة وأداء خفيف الظل بامتياز .
والشابة الصغيرة ريتال عبدالعزيز لديها موهبة واضحة.
فيلم فيها إيه يعني من الأفلام الجيدة هذا العام ومن مفاجآت شباك التذاكر أيضأ.

تقييمي للفيلم 7/10 .

زر الذهاب إلى الأعلى