مقالات الرأى

محمد محمود عيسى يكتب : البيروقراطية تهدد أمن وسلامة الكنيسة الإنجيلية

0:00

طرحت في مقال سابق ومنذ عام مضى قضية الكنيسة الإنجيلية في القوصية وذلك من خلال حوار طويل مع جناب القس إكرام سمير راعي الكنيسة الإنجيلية الذي تناول خلال حواره معي قضية ومشكلة الكنيسة الإنجيلية في القوصية والتي تتمثل في أن مبنى الكنيسة قديم ومتهالك ويكاد يقترب من حالة أنه آيل للسقوط ووصل إللى مرحلة خطيرة تهدد أمن وسلامة أتباع الطائفة ومن يترددون على الكنيسة وقد ذهبت إلى الكنيسة الإنجلية في عيد الميلاد الماضي ورأيت بنفسي مدى تقادم المبنى والحالة السيئة جدا للمبنى والذي أصبح بالفعل يهدد سلامة وأمن المترددين على الكنيسة ومن يذهبون إليها لأداء الصلاة وإقامة الاحتفالات والمناسبات الدينية المختلفة وفأجأني القس إكرام سمير خلال الحوار  والذي أجريته معه خلال العام الماضي  بقوله أنه يسعى للحصول على تراخيص بناء كنيسة جديدة بدل هذه الكنيسة الآيلة للسقوط منذ اثنا عشر عاما ولم يتمكن خلال هذه السنوات الطويلة من الحصول على الموافقات الحكومية للحصول على تراخيص بناء كنيسة جديدة شعرت بذهول ودهشة كبيرة كيف لراعي الكنيسة الإنجيلية أنه يقضي كل هذه السنوات الطويلة وهو يسعى ويذهب ويخاطب كل الجهات الرسمية والمعنية بالأمر للحصول على تراخيص بناء كنيسة جديدة يمارس فيها هو وشعبه ورعيته شعائر العبادة والصلاة ولا يتمكن من الحصول عليها سألت نفسي أولا وفكرت بصوت مسموع كيف يحدث ذلك في مصر بلد التعايش والمحبة والمواطنة والمساواة بين المواطنين كيف يحدث هذا في عصر الجمهورية الجديدة وفي عهد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي انتقل بمصر وبالمصريين إلى عهد الريادة والقيادة والذي انتشر في عهده بناء دور العبادة بكل سهولة ويسر إيمانا منه بحق المصريين جميعا في ممارسة شعائر دينهم في دور عبادة عصرية وحديثة تليق بهم وبمصر وبالجمهورية الجديدة ورأينا جميعا الافتتاحات العظيمة لقداسة البابا تواضروس للكثير من الكنائس والأديرة خلال زيارته الأخيرة إلى أسيوط

سألت كيف يحدث هذا وكل هذه السنوات الطويلة اثنا عشر عاما بتمامها وكمالها لم تمكن المسؤولين في محافظة أسيوط من الموافقة على إعطاء الموافقات والتصاريح اللازمة لبناء الكنيسة الإنجيلية وخرجت من حالة التساؤل والتي لم أتوصل لإجابات منطقية ومقنعة لها وقمت بنشر الحوار وتفأجأت بمكالمة هاتفية من القس إكرام سمير يومها بأن المسؤولين قد تواصلوا معه وأخبروه بأنه جاري إنهاء أوراق تراخيص الكنيسة الإنجيلية وسيتم الحصول على الترخيص وإنهاء كافة الأوراق خلال فترة قصيرة استبشرنا خيرا وتناسينا السنوات الطويلة الماضية وتناسينا الأثنا عشر عاما سنوات الحصول على التراخيص وقلنا نفتح صفحة جديدة ونترقب إنهاء الإجراءات ولكن يبدو أننا أسرفنا في الأمل وأسرفنا في التفاؤل ومن الواضح أن عاما جديدا سينضم للسنوات الماضية سنوات السعي للحصول على التراخيص وبدلا من أن تكون إثنا عشر عاما ستكون ثلاثة عشر عاما سنوات السعي للحصول على ترخيص بناء كنيسة إنجيلية في القوصية لأنه ومنذ الاتصالات التي حدثت مع القس إكرام في العام الماضي وإلى الآن عام كامل وسنة كبيسة بأشهرها وأيامها لم يحدث أي جديد والإجابة الجاهزة لدى المسؤولين أن الأوراق معطلة ومجمدة بمكاتب محافظة أسيوط وعند السؤال عن من بيده تحريك الموضوع وإنهاء هذه المأسأة الإنسانية والدينية والمصرية يقولون بأن الأمر كله متوقف على قرار يصدر من محافظ أسيوط اللواء دكتور هشام أبو النصر محافظ أسيوط والذي من المؤكد أنه لو وصلته تفاصيل المشكلة كاملة وحضر من أسيوط لمدينة القوصية وقام بمعاينة مبنى الكنيسة الإنجيلية بنفسه وشاهد مدى تهالك وقدم المبنى وتهديده لحياة الناس لن يتأخر لحظة واحدة عن تبني القضية كاملة بل وسيسعى بنفسه لوضع حجر أساس الكنيسة الجديدة ولكن كيف يصل الأمر إلى مكتب السيد محافظ أسيوط وبقية المسؤولين في الدولة المصرية هل يسارع السادة أعضاء مجلس النواب لتبني القضية وحلها خلال فترة الانتخابات هل يصل هذا المقال وتصل هذه المأسأة إلى السادة المرشحين للانتخابات البرلمانية ويقومون بتنبني الأمر وإنهاء مشكلة السنوات العجاف للحصول على تراخيص بناء الكنيسة الإنجيلية بل هل يصل الأمر إلى مكتب السيد رئيس الجمهورية والذي لن يرضيه هذا التعنت وهذه السنوات الطويلة في الحصول على تراخيص بناء الكنيسة الإنجيلية

دعوني أضعكم جميعا في حجم المشكلة والمأسآة  وأصف لكم تبعات المشاكل التي من الممكن أن تحدث إذا لا قدر الله تهدم المبنى على رؤوس المصلين أو حتى جزء منه دعوني أسألكم جميعا من الذي سيتحمل النتيجة ومن الذي سيتحمل المسؤولية كيف سيتم التعامل مع الأمر في ذلك الوقت لا قدر الله كيف ستكون حالة المسؤولين جميعا  خاصة إذا وصل الأمر إلى الإعلام في الداخل والخارج وكيف ستكون الإجابة عن سبب تعطل الحصول على تراخيص البناء كل هذه السنوات الطويلة حتى تهدم المبنى كيف سنقف جميعا أمام ضمائرنا وأمام مسؤوليتنا إذا حدث ضرر لأي أحد من الناس جراء تهدم مبنى الكنيسة القديم .  من يذهب إلى مبنى الكنيسة سيرى بعينه تشقق الجدران والأسقف وتهالك الأرضيات من الداخل والخارج ونحن نقترب من فصل الشتاء وموسم الأمطار الغزيزة ومن الوارد أن تتأثر الكنيسة جراء هذه الأمطار ويحدث بها بعض الضرر الجسيم

يتعرض القس إكرام سمير راعي الكنيسة لحالة ضاغطة غاضبة ورافضة من شباب الكنيسة عن سبب هذا الرفض وكل هذه السنوات الطويلة وهم يرون ويشاهدون بناء وتشييد دور العبادة الأخرى يسألون عن سبب هذا التعنت من قبل المسؤولين ويطرحون عليه حلولا غاضبة ورافضة من مخاطبة الإعلام والجهات المسؤولة في مصر والخارج ولكن القس يحاول في كل مرة أن يحتويهم ويجيبهم بأن الأمر اقترب من النهاية والتي نتمنى جميعا أن ينتهي هذا الأمر وأن نصل إلى مرحلة الحصول على تراخيص بناء الكنيسة الإنجيلية ووضع حجر الأساس لها وأن نحتفل جميعا بتدشين الكنيسة الإنجيلية

زر الذهاب إلى الأعلى