صفوت عباس يكتب : ( تغيير لانتخاب افكار لا صور )

منذ وعينا لاحظنا فكرا انتخابيا يكرس للعصبيه عبر مرشح القبيله او للجهويه عبر مرشح البلده او الخط او الحي او الحاره وكانت التنظيمات السياسيه من الاتحاد الاشتراكي الي الاحزاب التي انشأها المرحوم السادات الي احزاب مابعد ٢٠١١ وحتي الان كانت تسعي لاختيار وتقسيم ممثليها علي اساس العصبيات الكبيره او مناطق الكثافات التصويتيه العاليه وهذا قد افرز في الغالب نائبا صنعته اصوات هدفها تمثيل العصبيه والمنطقه بمجرد نائب حتي وان خلا من اي ثقافه ومعرفه بالعمل النيابي وواجبات ومسئوليات وادوار ممثل الشعب.
وحيث كانت الدعايه الانتخابيه في الدوائر الريفيه التي تمتد لمسافات تتجاوز عشرات الكيلومترات وقد تكون في دوائر تمتد شرق وغرب النيل في قري ونجوع وعزب متناثره بما يعني ان يتحمل المرشح نفقات انتقال مواكبه بينها عارضا نفسه وخاطبا ود الناخبين فيها علاوه علي نفقات اللافتات وكروت الدعايه علاوه علي نفقات مقر يرتاده الناس للدعم او للسمر الانتخابي ومايلزمه هذا من نفقات ضيافه هائله،وفي الدوائر الحضريه كان المرشح ينفق علي لافتاته ودعايته المباشره في المقاهي او للنوادي او المقرات الاجتماعيه كل هذا اوجب ان يكون المرشح بملائه وقدره ماليه تمكنه الانفاق علي حملته الانتخابيه ودعوه الناخبين اليه مما اوجد المرشح الاقطاعي او الرسمالي في المراحل المبكره للانتخابات البرلمانيه ثم المرشح القادر ماليا والثري حسب اي مصدر من مصادر الثراء ومع تطور اشكال الدعايه بتقديم هدايا تشجيعيه للناخبين لدفعهم لانتخاب المرشح ومع المنافسه بين المرشحين تضخمت نفقات هذا وكل هذا جعل شكل المرشح من خلال عصبيته او جهته في اطار حزبي او مستقل.
العرض الفائت اوجد نائبا مايلبث الناس ان يندفعوا لاختياره حتي ينقلبوا الي السخط علي ادائه البرلماني الذي لا يحقق طموحهم في تحسين اوضاعهم المعيشيه والحياتيه وتوفير الخدمات العامه لهم واتاحه فرص التوظيف وعند اصحاب الوعي منهم في ان يكون نائبهم مشاركا بادوات الرقابه البرلمانيه والاسهامات التشريعيه والحديث في الشان العام للدوله في الموضوعات التي تطرح علي المجالس النيابيه ودعم سياسات الحكومه او انتقادها وهذا ناتج من ان سلوك الناس في الاختيار ياتي لصالح مرشح عصبيتهم او منطقتهم الذي يملك ملائه ماليه تيسر اختيار ه وليس المرشح البسيط ماليا لكنه بمؤهلات كاشفه لمعاناتهم ومشاكلهم وقادره علي عرضها والسعي لحلها.
مع كل ماسبق من تعقيدات المشهد الانتخابي المنغلق علي (عصبيه وجهويه مع مال) كان يمر بصدف متعدده من بسطاء العشيره والمال لكن ظهرت عليهم بعد انتخابهم معالم وجاهه ومال الامر الذي اثار شهيه الكثيرين ليرتادوا غمار المنافسه الانتخابيه لينالوا حظوظا من البريق والثراء او حظوظا من الوجاهه لمن لم يسعفه ثراؤه في احراز وضع مميز في صفوف المجتمع الاماميه
الاحزاب لم تكن افضل حالا من الناس فكانت تنساق وتكرس لنفس دوافع وطريقه اختيارهم لاجل الوصول للاغلبيه او تمثيل مناسب تحت القبه لتصل بقادتها الي زعيم اغلبيه او معارضه فكانت اختيارات الاحزاب لمرشحيها تتم تحت غطاء العصبيه او الجهه..
في التجربه الانتخابيه الحاليه والتي تقوم علي نظامي القائمه والفردي عبر احزاب ومستقلين _فيها _ تم اعداد القوائم التي تمثل قطاع جغرافي واسع وسابقا كانت تختار حصه كل محافظه في القائمه من بين ابناء المحافظه الامر الذي تم تجاوزه هذه المره ليكون تمثيل القطاع باي من ابنائه علي حصه اي من محافظاته ولم ينل الامر استحسان الناس تحت ضغط الجهه اولي بحصتها .
المفترص ان هذا الامر يكرس لفكره انتخاب قائمه بائتلاف احزاب متقاربه الفكر والمبادئ والرؤي بدلا من اختيار علي اساس الفرد والعصبية والمال وهذا سيصنع وعيا انتخابيا جديدا يتجاوز الافراد عديمي التاهيل الفكري والسياسي مع فرض ان اعضاء الاحزاب يعرفون مبادئ وفكر وتصنيف حزبهم السياسي (اشتراكي.. ليبرالي.. تقدمي.. او بافكار الديمقراطيه الاجتماعيه) وهذا محل شك الان وان كان تجاوزه يمثل بارقه امل في صنع وعي سياسي يغير منتج الانتخابات المتطفل الوصولي الصاعد علي اسس بغيضه.









