مقالات الرأى
صفوت عباس يكتب: ( البيه النائب بين خطاب جمال عبد ناصر واغنيه سعاد حسني.)!

0:00
مقطع فيديو انتشر مؤخرا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر رحمه الله في خطاب له في ستينات القرن الماضي اي بحدود ٦٠ عاما مضت قال مرتجلاً وبلغه دارجه معبرا عن تخوفه من المتهافتين ليكونوا نوابا للشعب وفي وصف يثير الدهشه والسخريه قال ” انا خايف ان احنا نجيب ناس في المجلس النيابي يدوا وعود للعمال والفلاحين واول مايدخلوا المجلس سلام عليكم وانتهي محدش بيسأل!.. عارفين انتم كلكم الكلام ده… بيبتدي يفكر هو في نفسه انه النائب المحترم وعايز تطلعات طبقيه عايز يشتري له عماره او فدانين او يدور علي صنف سجاير احسن من اللي كان بيشربه، ويشوف له واحد غني يتجوز بنته”. التعليقات علي الفيديو اغلبها استحسن كلام المرحوم ناصر وقال (حصل). في عام ١٩٨٥ كتبت سناء البيسي والرائع الراحل صلاح جاهين مسلسل (هو وهي) ورد باحد حلقاته اغنيه” خالي البيه ” التي تحتفل فيها بطله العمل(سعاد حسني) بفوز خالها في الانتخابات النيابيه وتقول كلمات الاغنيه…. خالي الغالي كتير المال.. كبش وادالي دا خالي البيه. ويبدوا ان الحال قد تغير بين وقت خطاب جمال عبد الناصر في منتصف الستينات واغنيه سعاد حسني في ١٩٨٥، فالحاله الاولي وصفت النائب المشتاق لتغيير وضعه المالي والطبقي ومضيعا وعوده للناخبين وواجبه النيابي، والثانيه اوضحت ان المشتاق ليكون نائبا اصبح بقدرات ماليه ضخمه لكنه يسعي لوجاهه يستمدها من وضعه النيابي تتمثل في صوته المسموع ومؤثر في دوائر الخدمات اوضحها تشخيص الراحل الرائع احمد زكي زوج بنت اخت النائب البيه باتصاله بضابط النقطه ومدير البنك ووضح في المشهد تهافت الناس لتهنئه زوج بنت اخت البيه النائب، وقد وصفت كلمات صلاح جاهين في الاغنيه حاله المقام العالي التي تمنحها النيابه وحاله كيد العزال في اطار التنافس الانتخابي في اطار العصبيات والقبليه فقالت الاغنيه ( كاد عزالي البيه خالي.. مقامك غالي ياخالي البيه). شخصت كلمات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والشاعر المبدع صلاح جاهين رحمهما الله حاله المشتاقين ل (نائب) او من تحققت احلامهم فصاروا نواب بين متطلعين للعبور بالنيابه الي وضع اعلي طبقي ومالي باي وسيله.. وعندما تحقق للمشتاقين الصعود للثراء _ باعتبار الثراء في قياس غير منطقي هو المعبر عن علو الطبقة_ فلما لم يجلب المال الجاه لجاء ليكون نائبا باعتبار ذلك مفتاحا للجاه. الناس المؤيد منهم والمعارض وفوق اي اعتبار في المشهد هم اداه تنفيذ النظم الانتخابيه المتغيره والحيل الانتخابيه المتجدده وهم من يصنعون ويدفعونه للترشح ويشعلون اشواقه ويهتفون له او يقصونه لحساب غيره وهم المنطقه العريضه للحديث عن النائب وتصييته وصنع جاهه توسما في خدماته، وهم من يمنحونه اللقب بمجرد ان يفكر في الترشح ولا يسحبونه منه حتي لو لم يوفق. وحيث اخرج النائب والناس العمل النيابي من مقصده الاساسي من تشريع ورقابه الي وساطه وخدمات وجاه قبلي مهملين دور التشريع في صنع افضل الخدمات بقوانين او تعديلات قانونيه لما يمس حياه الناس ومعاشهم ومهملين لدور النائب الرقابي في ضبط الاداء الحكومي المتصل بشئون الناس فكان حصاد من الناس من النواب هشيما وامنياتهم منهم سراب وعليه انفضوا عن الادلاء باصواتهم والاهتمام الفعلي بالانتخابات ليكون التصويت في انتخابات الدور الاول لمجلش الشيوخ حوالي ١٤ ٪ وفي الاعاده حوالي ٧٪.