مقالات الرأى

د.أمانى فاروق تكتب: شباب مصر والمسؤولية المجتمعية: طاقة أمل تبني المستقبل

0:00

في عالم تتسارع فيه الأحداث، وتتشابك فيه القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، تبرز المسؤولية المجتمعية كركيزة أساسية لا غنى عنها لبناء الأوطان. فهي ليست مجرد شعار يُرفع أو مبادرة تُطلق ثم تُنسى مع مرور الوقت، بل هي التزام عميق يعكس وعي الشعوب، ويجسّد تلاحم الأجيال في مواجهة التحديات، وسعيهم معًا نحو مستقبل أفضل.

وفي هذا السياق، يظل الإعلام لاعبًا رئيسيًا في ترسيخ هذه الثقافة، فالكلمة والصورة والخبر ليست مجرد أدوات للتواصل، بل هي جسر يربط بين الفرد ومجتمعه، ومنصة توجّه الرأي العام نحو القيم التي تنهض بالأمة.
والإعلام هنا ليس نمطًا واحدًا، بل منظومة متكاملة تشمل الإعلام الدولي الذي ينقل تجارب الشعوب الناجحة، ويبرز صورة مصر المشرقة في محيطها الإقليمي والعالمي، والإعلام السياسي الذي يساهم في صياغة السياسات وتوجيه الطاقات نحو التنمية، وكذلك الإعلام المجتمعي الذي يعمل على توثيق العلاقة بين المواطن ومجتمعه، ويغرس في النفوس قيم التعاون والعطاء.

ولعل ما تحتاجه مصر اليوم هو أن ننتقل من مرحلة الحديث عن المسؤولية المجتمعية إلى مرحلة الفعل والتطبيق، وأن تتحول هذه المفاهيم إلى واقع ملموس في مؤسسات الدولة والقطاع الخاص، بل وفي كل بيت مصري. وهذا لن يتحقق إلا إذا تبنى شباب مصر هذه الثقافة، فهم طاقة الأمة المتجددة، وذراعها الأقوى القادر على إحداث التغيير الإيجابي.

شبابنا اليوم هم قادة الغد، وهم الأقدر على استيعاب التحديات الرقمية والاقتصادية والاجتماعية التي يفرضها هذا العصر، ومن هنا تأتي أهمية دورهم في المبادرات التطوعية، وروح العمل الجماعي، والمشاركة الفعالة في كل ما يخدم المجتمع. فالمسؤولية المجتمعية ليست عملاً خيريًا مؤقتًا، بل هي أسلوب حياة يبني الفرد قبل أن يبني الدولة.

ومن هنا، تأتي الدعوة لكل شاب مصري بأن يضع بصمته في مسيرة الوطن، وأن يشارك بفكره وجهده ووقته، وألا يكتفي بدور المشاهد أو الناقد، فالمستقبل لا يُصنع بالكلمات وحدها، بل بالفعل والإصرار والعطاء. ولتكن رسالة شباب مصر إلى العالم أن هذه الأرض قادرة على النهوض، بوعي أبنائها، وقوة إعلامها، وتكاتف مؤسساتها.

فلتكن هذه المناسبة العالمية للمسؤولية المجتمعية فرصة لإطلاق عهد جديد، يتبنى فيه شباب مصر قيم المشاركة، ويؤمنوا بأن بناء الوطن مسؤولية مشتركة، وأن كل جهد يُبذل اليوم سيثمر غدًا وطنًا أقوى، ومجتمعًا أكثر تماسكًا، ومستقبلًا يليق بأحلامهم.
——
مدير مركز التدريب والتطوير بمدينة الإنتاج الإعلامى

زر الذهاب إلى الأعلى