أحمد فرغلي رضوان يكتب : الفنانين بين المسؤولية الأخلاقية والصمت العاجز

حالة انكشاف تاريخية لجميع النجوم والمشاهير العرب حدثت ليلة احتفالية “معا من أجل فلسطين” بملعب ويمبلي أرينا في إنجلترا ، نجوم ونجمات هوليوود ومطربين عالميين وشخصيات إجتماعية مؤثرة حضروا ليقولوا أراءهم أمام العالم دون خوف وليذكرهم التاريخ بأنهم قالوا كلمتهم بجرأة ودون حسابات المكسب والخسارة.
الإحساس بالمسؤولية الأخلاقية والإجتماعية تجاه القضايا الإنسانية المختلفة نابع عن قناعة داخلية تحرك الإنسان ولا تحتاج لتوجيه أو إذن أفعل كذا وقل كذا!
بدون شك توجد لدى المشاهير لدينا في العالم العربي حالة من سوء الفهم وسوء التقدير لكثير من الأمور وتصل أحيانا لاتخاذ مواقف بقاعدة “بالمثل” نكون مثل فلان أو علان ملتزم الصمت أو قد نبادر بفعل ما ويتم التضييق علينا من أحدهم مثل أخرين وهكذا تبنى المواقف عادة، الأساس يكون خوفا على المصالح الشخصية دون وجود “بوصلة” داخلية للمسؤولية الأخلاقية والإجتماعية تجاه قضايا المجتمع أو قضايا إنسانية، بالتأكيد هناك فرق في القيم الثقافية والحضارية والحرية بيننا وبين العالم الغربي والذي لم يتأخر في دعم شعب بعيدا عنه يباد ويتم تجويعه والتنكيل به بكل الطرق! لشعور هؤلاء بالمسؤولية الأخلاقية وإنهم المشاهير الذين لديهم شعبية وتأثير إجتماعي عالمي ويجب استخدام ذلك في عمل خيري وتسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين.
الليلة المشار إليها حضرها أكثر من عشرة ألاف شخص وتم جمع التبرعات بخلاف ايرادات الحفل الكبير الذي امتد لعدة ساعات لدعم عدد من المنظمات الإنسانية لصالح الشعب الفلسطيني.
مجموعة من نجوم هوليوود أبرزهم كانت النجمة الشابة فلورنس بيو وهي نجمة “مارفل” السنوات المقبلة ومع ذلك لم تخش على مستقبلها في هوليوود وجاءت وقالت ” الصمت في وجه المعاناة ليس حيادا، بل تواطؤا” ومن مفاجآت الحفل كان الفنان بندكت كومبرباتش والذي القى بالانجليزية قصية الشاعر محمود درويش “على هذه الأرض أسباب للعيش” ، وريتشارد جير الذي قال ” هذا الحشد يمقل مسؤولية مشتركة تجاه ما يحدث في غزة” وغيرهم من نجوم ومشاهير العالم صعدوا على المسرح ليقولوا أراءهم بكل جرأة وقلت لنفسي تمنيت أن أجد مثل تلك الاحتفالية في عاصمة عربية!
في المقابل كانت هناك طوال الصيف حفلات لمطربين مصريين وعرب ما بين الساحل الشمالي والقاهرة للأسف لم يحركوا ساكنا ! ولم ينظموا حدثا مثل الذي أقيم في ويمبلي أرينا! أو حتى القوا قصيدة أو دعوا لمثل هذا الحفل الخيري، فقط أجد بعضهم يضعوا صور معاناة الفلسطينيين خلال الاستوري في وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بهم !
المشاهير العرب همهم الأول البحث عن مزيد من الشهرة والتنافس في مؤشرات الاعجاب ويصل الأمر من البعض للتحالف مع “الشيطان” شركات تدعم جيش الاحتلال بالأموال وتجد بعضهم يتباهون بتقديم إعلانات دعائية لتلك الشركات الداعمة بشكل علني ودون خجل !!
لم يكن حفل ويمبلي ارينا في انجلترا سوى بالحدث الكاشف للفنانين والنجوم العرب الذين اكتفوا بالصمت العاجز قليل الحيلة خوفا على مصالحهم ! أو أن ينالوا عقابا صامتا بالإقصاء مثل زميل لهم أو أخر أجبر على الاعتذار ! الخوف على المصالح هو من يحرك معظم النجوم العرب !
بينما نجوم ومشاهير العالم ينتفضون بكل جرأة ليدافعوا عن شعب “عربي” يتعرض لإبادة جماعية وحرب شرسة من عدو لا يرحم أطفال أو نساء أو عجائز وبالفعل لعبوا دور إيجابي في لفت أنظار العالم تجاه معاناة الفلسطينيين من خلال وعيهم بدورهم الإجتماعي الواجب تجاه قضايا إنسانية.