مقالات الرأى

شعبان ثابت يكتب : (تجارة الكراهية )

0:00

أصدقائي وقرائي الأعزاء جميعنا يعلم أن للتجارة مفهوم واحد فقط لاغير هو أن تبيع وتشتري غلال أو فواكه أو خضار أو عقارات أو مواشي أو أو أو٠٠٠ إلخ مما نعرفه من أشياء تباع وتشترى لكن ظهرت في السنوات الأخيرة تجارة من نوع آخر أطلقت عليها مصطلح( تجارة الكراهية )

في السياسة ظهرت تجارة الكراهية بين الشعوب والدول وحتى بين أبناء الشعب الواحد والدولة الواحدة منذ أن بدأت وسائل التواصل الإجتماعي وبعض الأبواق الإعلامية التي لاتقتات إلا على نشر الكراهية والشحن بين الشعوب لأغراض سياسية خبيثة فتقسم الشعوب بين هذا ليبرالي وهذا شيوعي وهذا إسلامي وهذا إخواني وهذا وهذا وهذا وتغذي الكراهية بين كل المسميات عن طريق التخوين والإتهام بالمؤامرات وأن هؤلاء يتآمروا على هؤلاء إلى أن وصل كل طيف سياسي أن يكره الآخر ويتمنى زواله !!

وفي الدين إنتشرت تجارة الكراهية بشكل كبير بين الشعوب والدول عن طريق منابر إعلامية ومواقع إلكترونية يتصدرها أناس يقولون على أنفسهم( شيوخ )وكل متعصب لمذهب ديني من المذاهب ويبدأ في بث التفرقة والكراهية لأنصار المذهب الآخر المخالف له وتم تقسيم المسلمين مابين سلفي وشيعي وصوفي وكذا وكذا وكل منهم يقول أنا على صواب والآخر ضال مضل وأن الفرقة الفلانية هي الناجية والباقي في النار ووصل بهم وصف بشر بأنهم (كلاب) أهل النار وهكذا تم الشحن في شباب بتجارة الكراهية التي يتربحون منها ملايين الجنيهات وربما الدولارات إلى أن وصل الحال أن يقتل المسلم مسلم آخر وهو يكبر ويهتف الله أكبر الله أكبر ؟!

وفي مجال الرياضة حدث ولاحرج وخاصة أنها متشابكة مع أخطر فئة في المجتمع فئة الشباب ولأن الرياضة يرتبط بها ويشجعها ملايين الشباب ظهرت تجارة الكراهية والتعصب والشحن الإعلامي من شخصيات لاتتربح إلا على بث التعصب بين الشباب الذي يحب فريقه الذي يشجعه وبدأت التجارة بأن فريق ما هو الفريق المدلل من الدولة وأن الدولة تغدق عليه الأموال ويساعده الحكام والإعلام ويكسب بطولاته بالحرام وأن الفريق الآخر مضطهد والدولة تمنع عنه الأموال والتحكيم ضده والإعلام ضده هكذا تم شحن الشباب حتى وصلت الكراهية لحرق بعضهم بعضا بل وقتل بعضهم بعضا والمستفيد الوحيد ثلة فاسدة في الإعلام الرياضي تقتات على تجارة الكراهية !!

وهكذا لو تمعنت في مختلف المجالات لوجدت أن فيها من هم يتاجرون بالكراهية بين الناس لمصالحهم الخاصة حتى وصلنا إلى هذا الحال الذي تشعر فيه أن المجتمع وصل لدرجة أن لا أحد يطيق أحد وقد يقتل أحدهم الآخر لأتفه الأسباب ؟!

لابارك الله في تجار الكراهية ولا في أموالهم التي يكتسبونها من هذه التجارة اللهم أجعلها وبال عليهم بما إقترفت ألسنتهم

زر الذهاب إلى الأعلى