مقالات الرأى

شعبان ثابت يكتب : (التلميذ والطبيب )

0:00

أصدقائي وقرائي الأعزاء قد تكونوا قرأتوا هذه القصة قبل ذلك ولكني أردت إعادة نشرها اليوم لكي تتذكر الأجيال وتتعلم كيف تعامل من علمها بعد أن فقدنا القدوة في معظم المجالات ٠

الدكتورة العالمي والمستشار العراقي الأشهر ضياء كمال الدين كبير إستشاري أمراض القلب والصمامات بالمستشفى الملكي في لندن بالمملكة المتحدة تم إستدعائه للعراق لتكريمه بعد غياب دام أكثر من 15 سنة وعندما هم الدكتور بالدخول إلى قاعة التكريم إستوقفه منظر رجل كبير في السن يبيع الجرائد مفترشا الرصيف وقف الطبيب ينظر لبائع الجرائد برهة ثم دخل القاعة ٠

؜أجبر الدكتور نفسه ودخل القاعة وجلس غير أن ذهنه بقي مع بائع الجرائد وعندما نودي على إسم الطبيب
(سعادة الدكتور ضياء كمال الدين)
من أجل تقليده وسام الإبداع قام من مكانه لكنه لم يتوجه إلى المنصة بل خرج من القاعة راح الكل ينظر للطبيب في إستغراب ؟!

أما الدكتور فتوجه للشيخ بائع الجرائد وأخذ يده فسحب البائع يده وهو يقول :

؜( أتركني يا بني ماراح أفرش الجرائد مرة أخرى هنا )
؜رد عليه الطبيب بصوت مخنوق : ؜

( أنت أصلا ما راح تفرش مرة أخرى أرجوك تعال بس معي شوي)

أخذ البائع يقاوم والدكتور يأخذ بيده فتخلى الشيخ عن المقاومة بعد ما رأى دموع الطبيب دخلا معاً للقاعة ٠

فقال البائع :
مابك يا بني؟
؜لم يتكلم الدكتور وواصل السير به إلى المنصة والحضور في حالة إستغراب غير أن الدكتور إنفجر بالبكاء وأخذ يعانق بائع الجرائد ويقبل رأسه وهو يقول : ؜
أنت ما عرفتني يا أستاذ خليل؟
؜رد البائع : ؜
لا والله ما عرفتك يا بني والعتب على النظر ؜فرد الدكتور :

؜أنا تلميذك ضياء كمال الدين في الإعدادية المركزية لقد كنت أنا الأول دائما وأنت من كنت تشجعني وتتابعني سنة 1966 ؜حينها إحتضن البائع تلميذه فأخذ الطبيب وسامه وقلده لبائع الجرائد الذي كان يوما ما أستاذه للغة العربية !!

بعدها قال الدكتور كلمته أمام الحضور :
؜( هؤلاء هم من يستحقون التكريم والله ماتخلفنا وجهلنا إلا بعد أن قمنا بإذلالهم وإضاعة حقوقهم وعدم إحترامهم وتقديرهم بما يليق بمقامهم وبرسالتهم السامية )

زر الذهاب إلى الأعلى