مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب: ( لأجل نوبل ! .. ترامب يفتل لبوتن من ذقن زلينسكي..)

0:00

اي محاوله لتغليب المنطق لفهم مايدور الان في اي ركن في الدنيا تعتبر غير منطقيه باعتبار ان المنطق هو ماعرف قديما عن ثوابت العلاقات بين الدول او حتي الناس بغض النظر عن الأخلاق والقيم فالسياسه وحتي العلاقات الانسانيه الان غالبا ما تخلو منهما، ويظل اللامنطق في تجاهل ترامب ان الطريق الاسهل الي نوبل يمر بالقدس وغزه وليس بكييف ففي الاولي هو يستطيع ان ” صدق” واخلص نواياه وبالامر والتهديد بحجب شيئ من الدعم ودون جولات طويله من المباحثات وعندها سيحمله الكون كله وبامتنان الي نوبل لكننا رهن اللا منطق ولا قيم.

.. عندما تولي ترامب الرئاسه في دورته الحاليه استدعي الرئيس الاوكراني زلينسكي ليتناوب ترامب ونائبه دي جي فانس وعلي الهواء توبيخه وبالدارج ( مرازاته والتهكم علي ملابسه) في لقاء خرج عن كل قواعد اللياقه السياسيه والبروتوكول، فيما مفاده اننا ننفق لندعمك دون ان تحفظ أرضا او شعبا بمعني ان الانفاق علي حمايه الغير علي المحگ في تصرف ترامب المأزومه دولته اقتصاديا.

ومن ذلك الوقت لم يتغير الوضع علي الارض في المعركه الدائره رحاها علي اراض اوكرانيا.
ومن وقت وجيز داعب احلام ترامب ان يحصل علي جائزه نوبل للسلام فسعي من اجل حلمه( ليلحق برؤساء سابقين حصلوا عليها مثل روزفلت ١٩٠٦ وكارتر ٢٠٠٢ واوباما ٢٠٠٩) وعليه ارسل مبعوثه ويتكوف ليدعو بوتن الي قمه في الاسكا شهدت استقبالا احتفاليا واستعراضيا بتحليق طائرات B2 وF35 مع وصول بوتن وشهد العالم لقطات قمه تظهر اعتبارا عظيما للضيف الروسي.

بعدها جاء الي البيت الابيض قاده اوروبا الكبار (المانيا.. ايطاليا.. فرنسا.. بريطانيا ومعهم ممثلي الاتحاد الاوروبي) لتلبيه (( استدعاء )) نعم استدعاء ترامب لهم لمناقشه وربما فرض الصفقه الضيزي التي طرحها بوتن لانهاء الحرب في اوكرانيا،

طرح بوتن سيكون حسب المثل الدارج عندنا (من ذقنه وافتله) بمعني ان يتم تبادل اراضي اوكرانيا باراضي اوكرانيا اي ان تثبت روسيا بموجب الصفقه اقدامها في المقاطعات الاربعه (لوجانسك، دونيتسك، خيرسون، زابوروجيا) والتي سبق ان اجرت بها استفتاءا محليا اقر فيه سكانها الانضمام الي روسيا مقابل ان تنسحب من اراضي اوكرانيه اخري تحت احتلالها مع تثبيت واقرار دولي لوضعها علي القرم _هذا _ علاوه علي ضمانات امنيه بعدم دخول اوكرانيا في حلف الناتو!!

مع تحول ترامب من حليف الي وسيط ذو بأس اصبح علي اوروبا ان تكتفي بنفسها و (تشيل ليلتها وتحاسب علي مشاريبها) لتضمن امنها وعدم تغول روسيا عليها وان تبني جيوشها وترفع حصه مساهمتها في الناتو فقد تخلي عنها حاميها لتصبح مقوله ترامب في رئاسته الاولي (الدفع مقابل الحمايه) واقعا لايفرق بين الشرق الاوسط واوروبا وتنتعش معه حصيلة مشتريات السلاح الامريكي لمن يريد الامن والدفاع

في الخلفيه التاريخيه يقف داعما لترامب ان اوروبا سلمت مقودها كليا لامريكا اعتبارا من طلبها النجده في الحرب العالميه الثانيه لتنقذها امريكا من بأس النازي الذي جاست اقدام جيوشه اوروبا كلها وحتي مستعمراتها في شمال افريقيا ودكت طائراته لندن ووصلت في وقت من الحرب بالقرب من موسكو عاصمه حليفهم وقتها الاتحاد السوفيتي فكانت حادثه (نجازاكي وهيروشيما) التي اخرجت الحليف اليابان من الخدمه لينهار النازي وتينتصر الحلفاء ويهدون النصر مع قيادتهم لامريكا والتي تولت عبء الحمايه لهم من اجل قيادتهم وهو الامر الذي اصبح مع ترامب قيد مراجعه وتغيير ادوات

.. الامر رهن مناقشات بقبوله وضامنه وضماناته وضمانه فهل تمنح اوروبا لترامب فرصه نيل جائزه نوبل للسلام عبر تسليم اوكرانيا لبوتن واعلان انتصاره في حرب لم تحسم من اربع سنوات ومعها يصبح منطق التاجر (ترامب) هو السائد.

زر الذهاب إلى الأعلى