مروان مصطفى يكتب :فضيحة العصر .. الخونة المتأسلمون واسرائيل .. ايد واحدة

كان لدينا الكثير من الظنون والشكوك حول مسرحية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الهزلية .. وقد اثبتت الأحداث الحالية صحتها ، واظهرت الوقائع الجارية خفاياها واهدافهما المتماثلة ومصالحهما المشتركة ، ورغبتهما العارمة في احتلال سيناء وتوطينهم فيها من خلال سيناريو محكم وزعت فيه الادوار بدقة بالغة ، وتبادلوا فيها مواقف التعنت والمماطلة ، وتغيير المواقف والطلبات التعجيزية المستحيلة خلال المفاوضات .. بقصد استنزاف الوقت لإعطاء الجيش الاسرائيلي الفرصة للانتهاء من دفع سكان غزة وحشرهم علي الحدود المصرية وتوفير الوقت لاستكمال خطط الابادة والتجويع ومصائد الموت
لقد اثبتت الأحداث .. ان مخطط التهجير له اضلاع ثلاثة اولهم إسرائيليا امريكيا والثاني حمساوياً والثالث هو الاخوان المسلمين .. اقتطاع سيناء او احتلالها ليس هدفا إسرائيلياً وامريكياً فقط .. بل انه أيضاً هدفا حمساوياً أساسياً ،فالهجرة لسيناء هي الحلم والمخرج الوحيد لإفلات حماس من العواقب التي تنتظرها ، وهي الاقرب والافضل لإعادة تجميع الفلسطينيين ولم شملهم واعادة توطينهم لإنشاء وطنهم البديل ، وهى الملاذ الآمن لتهريب قيادات الانفاق وأسرهم وربما سلاحهم أيضاً بدلاً من نفيهم لدول بعيدة يسهل اصطيادهم فيها ، كما ان الاستيطان في سيناء سوف يتيح لهم الاستمرار في الحكم واعلان دولتهم الجديدة التي سيعترف بها اغلب دول العالم للتخلص منهموم القضية وصداعها المزمن .
باختصار.. سيناء هي السبيل الوحيد لإنقاذ حماس من النكبة التي سببتها .. وبنفس القدر هي السبيل الوحيد لإنقاذ رقبة نتنياهو من المحاكمات التي تنتظره والتي ستجعله بطل اسرائيل الاعظم .. والاهم من ذلك كله انها الجائزة الكبرى التي ينتظرها ترامب لاستثمارها ، ومؤهله الأساسي للحصول على جائزة نوبل .
ولان مصر هي عقبة التهجير الكبرى .. ولأن جيشها القوى يقف سداً منيعاً حارساً لحدودها فقد اتفقوا ، وتوافقوا علي تصعيد التهديدات ، وتشديد الضغط عليها لتتراجع عن مواقفها .. فقاموا بعملية فاشلة لاقتحام حدودنا الغربية وبحمد الله وتوفيقه تم دفنهم في رمالها ..ثم أرسلوا لنا قافلة مساعدات دولية مأجورة للوصول لمعبر رفح لافتعال المشكلات بما يؤدي لصدام عسكرى وبحمد الله وتوفيقه تم منع وصولها .. وأخيراً خرج علينا ترامب زعيم العالم ليهددنا وليساومنا ( اما سيناء أو مياه النيل ) والحمد لله لم تهتز لنا شعرة واحدة . . وفي تصعيد فاجر خرج علينا نتنياهو وهو في البيت الابيض ليصرح بمنتهي الصلافة والاستفزاز ( ان اسرائيل ليست هي من تحاصر شعب غزة .. انما يحاصرهم من أغلقوا حدودهم امام الحشود الراغبة في الخروج من غزة لمكان آمن تعيش فيه ) ،
وبعدها خرج علينا خليل الحية وتحدث بكل بجاحه وبنفس المعني وقال في أداء تمثيلى ممحون ( اناشد مصر وشعبها ورجالها ونسائها وشبابها وجيشها ومثقفيها وازهرها ومساجدها وكنائسها وقبائلها وعشائرها ..لا تتركونا نموت علي حدودكم ) انها نفس المطالب والاطماع انها ادوار تمثيلية تم توزيعها بدقة بالغة .
وبالطبع انتهزت حركة الخونة المتأسلمون الارهابية ( الضلع الثالث في المؤامرة) الفرصة وسارع قادتها الخونة وقدموا أنفسهم لأحد اجهزة المخابرات الاجنبية ليشاركوا في حملة الهجوم على مصر .. ليحاولوا اجبارها علي بدء حرب ضروس لاحتلال سيناء .. وبما يكسر شوكة القيادة المصرية ويجبرهاعلي العفوعنهم ، وقبول عودتهم لمصر.. وقامت كل منصاتهم الإعلامية بالهجوم علي مصر وتشويه صورتها ، واتهامها بالاشتراك مع اسرائيل في حصار غزة ، وحملوها مسئولية منع دخول المساعدات الإنسانية لإحراجها دولياً ، وبقذارة متناهية شوهوا صورة الشعب المصري واتهموه بالخضوع والخذلان لأنه رفض الاستجابة لنداءاتهم ودعواتهم للخروج الي الشارع لأحداث الفوضى ، والتظاهر للضغط على الحكومة لفتح حدودها لدخول الفلسطينيين ، كما قامت كوادرهم المأجورة بالخارج بحملة قذرة لمهاجمة سفارتنا الخارجية ..
وحسناً فعل وزير الخارجية المصري عندما اصدر تعليماته المشددة لسفارتنا في الخارج للتعامل بالحزم والخشونة المطلوبة مع تلك العناصر المأجورة ،واعلانه لتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل مع الدول التي لا توفر الحماية الكاملة لسفارتنا .. وتعليماته للتعامل بالمثل مع الدول التي تتهاون في حماية مقارتنا الدبلوماسية في الخارج .. وسعدت أكثر بالتسريب الذكي لتلك التوجيهات علي مواقع التواصل الاجتماعي لتصل للعالم كله .
وارجو من مصران تواجه تلك المحاولات الدنيئة بكل الحزم والتشدد .. فهم لا يختلفون مطلقاً عن الجواسيس والمخربين.. الذين يتحتم اسقاط جنسيتهم المصرية وترقب عودتهم لمحاكمتهم .. كما يجب ايضا تنشيط المراجعات الأمنية لخلاياهم النائمة في الداخل ومتابعة انشطة المنتمين لهم لأنهم خلايا خبيثة تخريبية تخدم اسرائيل وتنفذ اجندتها …ولنا فيما يحدث في إيران والاردن وسوريا ولبنان عبرة .. كما لنا فيما حدث في السودان وليبيا والعراق واليمن عظة .
وللخونة المتأسلمين اقول : لقد فضحتم انفسكم ، وكشفتم زيف شعارتكم بفعلتكم الشنعاء ، ووضعتم بأيديكم المسمار الأخير في نعش مصريتكم وانتمائكم لها ..والتي سجلها التاريخ وسيذكرها دوماً .. وسيلحق بكم العار أنتم وأجيالكم من بعدكم بسبب طعنات الخسة والخيانة في ظهر مصر وشعبها .. وهي خطيئة لا تغتفر ، وفضيحة كبري لن ينساها المصريون لكم حتي يوم الدين .
لواء / مروان مصطفى المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الامني بمجلس وزراء الداخليه العرب










