مقالات الرأى

محمد محمود عيسى يكتب: نجيب ساويرس وزيرا للأوقاف

0:00

طالعتنا الأخبار عن اجتماع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء مع فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف حيث ناقش معه أصول وممتلكات الوزارة وطالب رئيس الوزراء خلال الاجتماع بعمل حصر دقيق لهذه الأصول والممتلكات وتعظيم الاستفادة منها مشيرا إلى أن الدخل السنوي للأوقاف يصل إلى3 مليار جنيه فقط ومؤكدا على أنه في حالة الإدارة الجيدة لهذه الأوقاف والأموال من الممكن أن يرتفع العائد السنوي منها.  إلى هنا انتهى خبر اجتماع رئيس الوزراء مع فضيلة الشيخ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف والموضوع الرئيسي للاجتماع كان عن استثمار هذه الأصول وحسن إدارتها وتعظيم العوائد منها والشراكة مع القطاع الخاص في مجال الاستثمار وتعظيم الفوائد والعوائد المالية والاستثمارية.

 والسؤال الذي يطرحه هذا التكليف من دولة رئيس الوزراء لفضيلة الشيخ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف ما هو الارتباط بين الإمامة والمشيخة وإدارة أصول عقارية وممتلكات مالية عالية ومتعددة القيمة تصل قيمتها إلى عشرات عشرات المليارات وما هي العلاقة بين مجال الدكتوراه في الدين والشراكة في الاستثمار مع القطاع الخاص في الأسهم والسندات والأصول العقارية ما هي العلاقة بين التخصص في مجال الحديث والتفسير والفقه وأصول الشريعة وبين الأسهم والسندات والصناديق الاستثمارية والاستثمار في الذهب والمعادن ما هو وجه الشبه بين التخصص في مجال الفقه والاستثمار التطويري وما هي العلاقة بين الفقه المقارن والاستثمار طويل الأجل وما هو وجه الارتباط بين علوم الحديث وعلوم اللغة وسوق الفوركس والعملات الرقمية ما هو وجه التقارب بين قواعد الفقه والحديث والتفسير وقواعد الأسواق المالية ومجالات الاستثمارات العالمية وتجنب المخاطر المالية .

لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نغفل أن علوم الاقتصاد وإدارة الأصول المالية والاستثمارية علوم عريقة ومتخصصة لها قواعد وأصول ومبادئ ولها متخصصون يملكون العلم والموهبة والخبرة والكفاءة في إدارة الأصول المالية والعقارية والاستثمارات المحلية والعالمية وهذا التخصص العريق هو الذي جعل الكثير من الصناديق السيادية الخليجية والعربية تسند إدارتها إلى مجموعة كبيرة من الكفاءات المصرية والعالمية المتخصصة في الاقتصاد وإدارة الأصول والأموال وهي صناديق سيادية ناجحة وتحقق أرباحا سنوية كبيرة جدا.  لماذا لم تسند هذه الدول إدارة هذه الصناديق والاستثمارات إلى رجال الدين والدعوة أعتقد أن الإجابة ستكون كارثية تماما

ما نود أن نؤكد عليه أن مجال الدين والدعوة والشؤون الإسلامية مجال معين له رجاله وعلمائه وأصحاب الاختصاص فيه ومجال الاقتصاد والاستثمار وإدارة الأصول المالية والعقارية مجال معين وتخصص له رجاله وعلمائه وأصحاب الاختصاص والكفاءة فيه والخلط بين المهمات والتخصصات لا يمت للعلم ولا للدين ولا للإدارة بصلة ولا وجه للمقارنة بينهما بأي وجه من الأوجه

وعلى ذلك لماذا لا تقسم الدولة وزارة الأوقاف الحالية إلى وزارتين وزارة الأوقاف المختصة بإدارة الأصول العقارية والأموال ووزارة الدعوة والشؤون الإسلامية بمعنى أن تكون هناك وزارة للأوقاف والتي تضم العقارات والشركات والأموال والأراضي والحدائق والأراضي الزراعية وكافة الصور المالية ويديرها رجل مال وأعمال متخصص أو خبير اقتصادي كبير يملك الخبرة والكفاءة والعلم والقدرة والأدوات على إدارة هذه الأصول والأموال وتعظيم العوائد المالية منها بنسبة من الشراكة أو الإدارة لأنه يملك القدرة والدراسة والخبرة بالأسواق ومجالات الاستثمار ومعرفة كيفية التصرف واتخاذ القرارات المالية واقتحام مجالات وأسواق الاستثمار الخارجية والداخلية ووزارة أخرى للدعوة والشؤون الإسلامية

 لماذا لا يكون المهندس نجيب ساويرس وزيرا للأوقاف المالية والاقتصادية وهو يملك الخبرات والقدرات والامكانيات المالية المصرية والعالمية في إدارة الأصول والاستثمارات وتحويل الشركات الخاسرة إلى شركات ناجحة ورابحة لماذا لا يكون السيد طارق عامر وزيرا للأوقاف المالية والاقتصادية وهو من حقق نجاحات عظيمة خلال تولية إدارة البنك المركزي المصري وتم اختياره من أفضل عشرة محافظين بنوك مركزية على مستوى العالم لماذا لا يكون رجل الأعمال محمد منصور أو أحمد السويدي أو غيرهم كثيرين من رجال المال والأعمال وزيرا للأوقاف المالية والاقتصادية

ولماذا لا تكون هناك وزارة للدعوة والشؤون الإسلامية منفصلة تماما عن الأوقاف يتولى إدارتها كما هو الأن عالم جليل متخصص في مجال الدعوة والدين هو الدكتور أسامة الأزهري وتختص فقط بمجال الدعوة والشؤون الإسلامية وتنظيم عمل المساجد والإشراف عليها بدون الخلط بين الأوقاف والأموال والأصول المالية والمساجد أعتقد أنه في هذه الحالة سينجح التخصص وستنجح الإدارة في مجال الدعوة والشؤون الإسلامية وسينجح التخصص وستنجح الإدارة في مجال إدارة الأوقاف والأصول المالية وتعظيم الاستفادة والعوائد منها.

دائما ما نقول ونكرر مصر لا تعاني من مشاكل مصر مشكلتها الحقيقية في احترام التخصص والكفاءة وفتح الباب والمجال وإعطاء الفرصة الحقيقية لأصحاب العلم والكفاءة والإبداع والموهبة الحقيقية

زر الذهاب إلى الأعلى