أخبار المحروسةجديد الذكاء الاصطناعي

مركز تدريب «إعلام القاهرة» يقود طلاب الابتدائي والإعدادي إلى عصر الذكاء الاصطناعي

كتب: محمد شاهين

0:00

في ترجمةٍ عمليةٍ لتوجيهات القيادة السياسية بدمج الذكاء الاصطناعي في مراحل التعليم الأساسية، أطلق مركز التدريب والتوثيق والإنتاج الإعلامي بكلية الإعلام – جامعة القاهرة تجربة رائدة تستهدف تدريب طلاب المرحلتين الابتدائية والإعدادية على استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مبسط واحترافي. هذه المبادرة النوعية تسعى إلى بناء وعي مبكر لدى الأطفال بمفاهيم الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في حياتهم اليومية، بما يفتح أمامهم آفاقًا جديدة للإبداع والمشاركة الفاعلة في المستقبل الرقمي.
يتضمن البرنامج التدريبي سلسلة من الورش العملية التي تم تصميمها بعناية لتتناسب مع الفئة العمرية المستهدفة، حيث يتم شرح المفاهيم الأساسية للذكاء الاصطناعي مثل البرمجة المرئية، ونماذج اللغة التوليدية، وتحويل النصوص إلى صور وفيديوهات تعليمية، بأسلوب تفاعلي يعتمد على اللعب والتجريب.
صرّحت الدكتورة نشوى عقل، مدير مركز التدريب بكلية الإعلام، أن هذا البرنامج يأتي استكمالًا لدور الكلية الرائد في خدمة المجتمع، ومواكبة التحول الرقمي في التعليم. وأضافت: «نحن لا ندرّب التلاميذ الصغار على التقنيات فقط، بل نغرس فيهم قيماً تربوية تحفّز على الإبداع، والعمل الجماعي، وتحمل المسؤولية الرقمية. نسعى إلى أن نضع حجر الأساس لجيل قادر على فهم أدوات العصر، واستخدامها بشكل هادف ومؤثر».
ومن جانبه أكد خبير الذكاء الاصطناعي أشرف مفيد، المشرف الأكاديمي على التجربة، أن تعليم الذكاء الاصطناعي في المراحل المبكرة لم يعد خيارًا، بل ضرورة وطنية. وقال: «الطفل الذي ينشأ اليوم على أدوات الذكاء الاصطناعي سيكون هو المبتكر وصاحب المبادرة في الغد. لهذا صممنا التدريب ليعتمد على مشروع عملي ينفذه الطالب بنفسه باستخدام أدوات مجانية وآمنة، ليكتشف قدرته على الإنتاج لا الاستهلاك فقط».
وتقوم آلية التدريب على إشراك كل مجموعة طلابية في تنفيذ مشروع بسيط مثل قصة مصورة أو فيديو تعليمي باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وأظهرت النتائج الأولية تحسنًا ملحوظًا في مهارات التفكير النقدي والتواصل والابتكار لدى الطلاب المشاركين، كما لوحظ ارتفاع مستوى الثقة بالنفس وشغف أكبر بتجربة أدوات جديدة مرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة.
ويخطط المركز خلال الفترة المقبلة لتوسيع نطاق التجربة بالتعاون مع مدارس رسمية وتجريبية في عدة محافظات، إلى جانب إطلاق منصة إلكترونية تضم وحدات تعليمية تفاعلية وألعاب تربوية مبنية على الذكاء الاصطناعي. وتُعد هذه التجربة نموذجًا رائدًا على مستوى الجامعات المصرية في تفعيل دور المؤسسات الأكاديمية في دعم التوجهات الوطنية نحو إعداد جيل رقمي يتماشى مع مستهدفات رؤية مصر 2030.

زر الذهاب إلى الأعلى