مقالات الرأى

دكتور عماد عبد البديع يكتب: الكتائب الفيسبوكية الصهيونية الموجهة للشباب العربي!

0:00

كما عملت اسرائيل على تطوير قدراتها الجوية حتى تصير لها السيادة الجوية في المنطقة، وكما عملت على تطوير عملياتها الاستخباراتية الجاسوسية حتى استطاع جهاز الموساد في الفترة الأخيرة القيام بعمليات اختراق كبيرة ومؤثرة، وكما حرصت الدولة الصهيونية على منظومة الدفاع الجوي المتطورة سواء الاسرائلية او التي أهدتها إياها امريكا، والتي تتصدى وبدقة عالية للصواريخ المطلقة نحو تل أبيب، لم تهمل اسرائيل أيضا سلاح لا يقل خطورة عن تلك الأسلحة وهو سلاح الدعاية عبر منصات التواصل الاجتماعي…

تدرك اسرائيل أهمية هذه المنصات، وتستخدمها بشكل فعال في التواصل مع الشباب العربي وبث أفكارها اليهم، وعن طريق متحدثين باللغة العربية. تعمل هذه الوسائل على التشكيك في قيم وحقوق الدول العربية والسخرية من شعوبها ، وتصل الى حد بث روح اليأس والانهزامية لدى الشباب العربي، والتضخيم والدعاية من قدرات الكيان الصهيوني …والتي لا تتحدث الا على انجازات الجيش الإسرائيلي ولا هم لها إلا الدفاع عن الكيان الصهيوني والدخول في مناقشات ساخنة مع الشباب العربي، والذين يعبرون عن رفضهم لهذه الأفكار، بل ويبادرون إلى الرد وضحد هذه الأكاذيب والسخرية منها …

يعمل على هذه المنصات ليل نهار كتائب إسرائيلية رسمية ، ويديرها محترفون يخاطبون الشباب العربي بلغتهم العربية وباسلوبهم، وباستخدام المصطلحات والكلمات والأمثال العربية الشائعة بهدف التأثير على الشباب العربي. وبالإضافة إلى ذلك يوجد أيضا العديد من الصفحات الشخصية لحسابات إسرائيلية، والتي اعتقد لا يمتلكها أشخاص عاديون وانما جهات قائمة من وراءها ذات افكار وأهداف محددة، والدليل على ذلك كم المحتوي والمعلومات الموثقة المدعومة بالصور والفيديو والتي لا يمتلكها أشخاص عاديون.

اسرائيل الدولة المغتصبة التي قامت على أرض لا حق لها فيها عبر هجرات من دول شتى، ولذلك فهم يدركون تمام الإدراك واليقين أن عيونهم لو غفت لحظة سوف يطبق عليهم جيرانهم العرب، هم عندهم هذه العقيدة ويزرعوها في نفوس شبابهم ويربون أطفالهم عليها، رغم أن جيرانهم العرب مسالمين كل السلم، ولذلك هم دائما في حالة خوف وفزع ومتشككون إلى أبعد الحدود، ويعملون حساب الخطر البعيد قبل الخطر القريب، والدليل على ذلك ما قامت به اسرائيل من ضربات استباقية لإيران لشعورها أن إيران باتت على مقدرة ومقربة من صنع قنابل نووية ما بين ٤٨ إلى ٧٢ ساعة !

اذا كانت إسرائيل ليست صاحبة الحق واستطاعت أن تروح لنفسها وان تستخدم هذه المنصات من أجل قلب الحقائق وتزييف الواقع والوصول إلى العالم وإقناعهم بقضيتها واستثارة عطف العالم نحوها فأين نحن العرب أصحاب الحق والأرض والقضية من استخدام هذه المنصات في إقناع العالم بعدالة قضيتنا وكشف اكاذيب وزيف الدعاية الصهيونية؟ لماذا لا نخاطبهم بلغتهم كما يخاطبوننا بلغتنا؟ هذه المنصات السهلة والمجانية يمكن أن نوظفها التوظيف الأمثل بما تمثله من أدوات دبلوماسية ووسائل قوة ناعمة تضاف إلى مصادر قوة الدول.

زر الذهاب إلى الأعلى