مقالات الرأى

د. سالى جاد تكتب: “الدراما ” ودورها في تعزيز الطاقة الإيجابية

0:00

كانت الدراما المصرية دائمًا مرآة تعكس واقع مجتمعنا، تنقل نبض الشارع وتفاصيل حياتنا اليومية. في الآونة الأخيرة، شعرتُ، كما شعر الكثيرون، بأن بعض الأعمال الدرامية تركز بشكل مفرط على الجوانب السلبية، مما يترك في النفس أثرًا ثقيلًا ويؤثر على شبابنا الذين يبحثون عن قدوة ونماذج يُحتذى بها.
وعندما تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن أهمية تقديم “دراما إيجابية” خلال حفل الإفطار السنوي للقوات المسلحة، لامس بكلماته وجدان الكثير منا ، حيث أشار إلى أن الدراما المصرية “كانت صناعة وأصبحت تجارة”، وهذا يدعونا للتوقف والتفكير في المحتوى الذي نقدمه، وكيف يمكن أن نعيد للدراما رسالتها السامية في بناء الوعي وتعزيز القيم.
واستجابةً لهذه الدعوة الصادقة، بدأت الدولة في اتخاذ خطوات ملموسة. أعلن رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أحمد المسلماني، عن عقد مؤتمر بعنوان “مستقبل الدراما في مصر” في أبريل 2025، بهدف مناقشة سبل تطوير المحتوى الفني بما يتماشى مع رؤيتنا الوطنية. كما تم تشكيل مجموعة عمل متخصصة لإعادة صياغة الدراما المصرية، في خطوة تعكس جدية الدولة في تحسين المحتوى الدرامي الذي يصل إلى بيوتنا وقلوبنا.
لقد كنت دائماً على قناعة تامة بأن الدراما ليست مجرد ترفيه؛ إنها قوة ناعمة تشكل وجدان المجتمع وتؤثر في سلوكيات أفراده. ، وعندما نشاهد أعمالًا تبرز قيم العمل الجاد، التضحية، والإخلاص، نشعر بالفخر والانتماء، ونسعى لأن نكون أفضل. وعلى العكس، عندما تركز الدراما على الجوانب السلبية دون تقديم حلول أو نماذج إيجابية، نشعر بالإحباط وقد نفقد الثقة في مجتمعنا.
نحن الآن فى أشد الحاجة إلى أعمال درامية تقدم نماذج صالحة تكون قدوة لأبنائنا. حيث يجب أن تقدم الدراما ظواهر إيجابية وتعزز هويتنا الوطنية، وتعرض قصص كفاح ونماذج مشرفة وناجحة، تلهم الشباب وتدفعهم للسير على خطى هؤلاء الأبطال الحقيقيين.
أعلم أن تحقيق التوازن بين حرية الإبداع والمسؤولية المجتمعية ليس بالأمر اليسير. لكنه تحدٍ يستحق أن نواجهه. على صناع الدراما أن يدركوا تأثير أعمالهم، وأن يسعوا لتقديم محتوى هادف يساهم في بناء مجتمعنا، لا في هدمه.
وبعيداً عن كل ما يقال فى هذا الموضوع الشائك فإننى على يقين تام بأن الدراما المصرية لديها القدرة على أن تكون أداة فعالة في نشر الطاقة الإيجابية وتعزيز القيم النبيلة في مجتمعنا. ولن يتحقق ذلك إلا بتضافر جهود الدولة، صناع الدراما، ونحن كمشاهدين، في دعم الأعمال الهادفة والابتعاد عن المحتوى الذي يسيء لمجتمعنا وقيمنا. دعونا نعمل معًا لنرتقي بدرامتنا، ولنجعلها تعكس أفضل ما فينا.

زر الذهاب إلى الأعلى