شعبان ثابت يكتب : (فتاة المترو)

أصدقائي وقرائي الأعزاء تابعت معكم كما تابع ملايين المصريين الأسبوع الماضي فيديو مترو الأنفاق للرجل المسن والفتاة الشابة الذي إنتشر إنتشار النار في الهشيم فور ظهوره على منصات التواصل الإجتماعي المختلفة وأصبح( ترند ) نمبر وان في مصر ٠
وباختصار شديد لمن لم يشاهد الفيديو يظهر فيه رجل صعيدي عمره 76 سنة يدعى عبدالعال محمود عبدالعال وتعود أصوله إلى محافظة سوهاج مركز جهينة
( مصنع الرجال ) ويسكن في قرية الغريزات مركز المراغاِ
ويرتدي الزي الصعيدي الفلوكوروي المعروف من جلباب وشال وعمامة وعكازه في يده ويبدو عليه الوقار ٠
وفجأة ينتفض واقفا في سيارة المترو ويقول بصوت غاضبا لفتاه تبدو في العشرينات من صوتها لأنها لم تظهر في الفيديو بصورتها ينهرها قائلا
( إزاي تضعي رجل على رجل ) بكسر الراء
أمام الرجال هكذا بدون حياء وأن هذا عيب وليس من الأصول وبجواره شباب صغار في السن يحاولون تهدئته دون جدوى والفتاه ترد عليه وأنا عملت إيه وأنت زعلان ليه إيه الجنان دااا وكررتها بصوت مرتفع وما معناه
(وأنت مالك )
إلى هنا إنتهى الفيديو ولم ينتهي الجدل والنقاش في المجتمع وعلى صفحات التواصل الإجتماعي بين مؤيد ومعارض لتصرف عمنا الصعيدي كل حسب ثقافته ٠
وأنا من وجهة نظري التي ربما تكون خطأ من وجهة نظر الآخرين أن عمنا الصعيدي رجل من زمن الأصول زمن الإحترام من الصغير للكبير وعطف الكبير على الصغير كما يسمونه الزمن الجميل زمن القيم والمبادئ الذي تربينا عليه نحن مواليد الستينيات وماقبلها بأن الصغير يقف إحتراما للكبير وأن الست لايجب أن تضع
( رجل على رجل)
أمام الرجال وعندما يتحدث رجل كبير في العمر لشاب أو شابة يقف له إحتراما ولايرفع عليه الصوت ولا يحتد عليه في الحوار إحتراما لسنه وأنه في مثابة والده !!
ولكننا وصلنا لزمن ضاعت فيه القيم والأصول والمبادئ ولم يعد هناك الإحترام المتبادل فلايحترم الصغير الكبير ولايعطف الكبير على الصغير وأصبح الصوت العالي سيد الموقف إلى أن ظهر هذا الفيديو ليعيد النقاش في المجتمع على صفحات التواصل الإجتماعي حول إحياء القيم والمبادئ القديمة من الزمن الجميل الذي تربينا عليها وأنا بدوري أطرح عليكم نفس السؤال أصدقائي وقرائي الأعزاء بغض النظر عن رأيي الشخصي مارأيكم في تصرف عمنا الصعيدي مع فتاة المترو ؟!










