مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : ( احزاب للوطن والمواطن لا للبرلمان )

0:00

بهذا العنوان نخالف الثوابت التي تسعي اليها الاحزاب ومنتسبيها ونخالف التعريفات الاكاديميه التي تصف كلمه (حزب).
يصفون الحزب بانه تجمع لافراد برؤي ومرجعيه فكريه وايديولوجيه متقاربه يسعون للوصول للحكم او السلطه لتنفيذ رؤاهم وبرامجهم القائمه علي مرجعيتهم.

الأيديولوجيات الرئيسيه للاحزاب السياسيه في العالم تدور في اطار (أحزاب يمينيه)  تدعو للحفاظ على القيم التقليدية وتدعم السوق الحرة.وتختلف القيم التي يدعو اليها اليمين باختلاف المرجعيات الدينيه لبلد الحزب، ثم (احزاب يساريه) تدعو العدالة الاجتماعية والمساواة وحريات مطلقه وديمقراطيه تدعم عدم احتكار السلطه وتداولها واغلبها يميل لاقتصاد اشتراكي، ثم (احزاب الوسط) برؤيه تميل إلى التوازن بين القيم التقليدية والإصلاحية.
تلك هي القاعده حسب توصيف اكاديمي لكن الواقع اوجد تداخلات واشكال للاحزاب تطورت مع الزمن واختلفت مسمياتها وتعددت باختلاف البلدان.
ابرز الاحزاب عالميا في بريطانيا العمال والمحافظين وفي الولايات المتحده الجمهوري والديمقراطي وفي فرنسا التجمع الوطني والجبهه الشعبيه والاشتراكي وفي المانيا الإتحاد الديمقراطي المسيحي والاشتراكي الديمقراطي والبديل من اجل المانيا وفي روسيا الموحد والحزب الشيوعي الروسي اما في الصين يتصدر الحزب الشيوعي الصيني. احزاب معدودة تنشط في بلاد تعتبر محورا يدير العالم ويشكل اغلب ملامحه وحراكه.

التجربه المصريه الحديثه في التعدديه الحزبيه بدات ايام المرحوم السادات بالمناب ثم باحزاب مصر والتجمع والاحرار الاشتراكيين والعمل الاشتراكي وبعدهما جاء حزب الوفد الجديد كليبراليه وطنيه وانبثق عن حزب مصر الحزب الوطني الديمقراطي الذي تصدر المشهد السياسي والنيابي حتي ٢٠١١ وبعدها وصل عدد الاحزاب في مصر الي ١٠٤ حزب سياسي بعضها لايزيد عن مقر ورئيس. (اي عدد هائل وفعل ضحل).

في دول العالم التي ذكرنا سابقا تعرض الاحزاب يرامجها القائمه علي افكار فيلتف الناخبون حول الطرح البرامجي الذي يلبي حاجاتهم ويحل مشاكلهم ويقدم لهم الحلول لما يعانيه كما تمارس الاحزاب بداخلها ديمقراطيه صارمه تختار الاصلح لقيادتها ومن يمثلها انتخابيا فيتحقق للجماهير مشهدا انتخابيا نقيا شفافا مرضيا عنه من الجماهير والاحزاب من خسر ومن كسب.
في الخارج الوعي الشعبي يختار من يصعد للسلطه البرلمانيه او للحكم.

عندنا الاحزاب لاتمثل الا منصه للعبور الي تمثيل نيابي يسعي اليه المترشح للحزب ليحقق مجدا شخصيا له وربما نفعا وبريقا ووجاهه اجتماعيه تكرسها فلسفه مقيته لافكار العصبيات والقبليات خاصه في الدوائر الريفيه التي تشكل معظم الخريطه الانتخابيه عندنا. واحيانا يلتحق نائب فاز مستقلا بحزب كبير ليضمن لنفسه حمايه لضعفه السياسي والبرلماني.

ربما لو سئل نائب فاز ممثلا لحزب عن المرجعيه الأيديولوجية والفكريه التي تشكل برامج وسعي حزبه فانه لا يعرف الا مارحم ربي وربما بعض المنتسبين لاحزاب دينيه يسوقون لشعاراتد عائيه فارغه قد تلفت الانظار لكنها بلا قيم عمليه سياسيه وواقعيه مما اسقط فكره تسييس الدين وانفض عنها الناس لعدم اتساقها وللشك في ضمائر منتسبيها.

الواقع السياسي عندنا يحتاج لاحزاب تبني افكارا جديده متسقه مع الوطن بتحدياته وهمومه ووفرته وقلته ومحيطه المشتعل، كما تبني فكرا يعالج مشاكل جموع البسطاء ويلبي احتياجاتهم ويربت علي مواطن وجعهم ويصهر الفرد في بوتقه ولاء تام للوطن والوطن في وحده تامه مع المواطن.

الاحزاب يجب ان تكون مشروعا ثقافيا يحمل الوعي ومشروعا اقتصاديا يحمل الرفاهيه ما استطاع اليها سبيلا ومشروعا للتلاحم البناء لا مشروعا للصعود لشكل نيابي لايقدم للوطن ولا للمواطن حلا ولا عقدا.

زر الذهاب إلى الأعلى