أحمد فرغلي رضوان يكتب : رامبو .. فيها حاجة حلوة
هي قصة صداقة من نوع خاص قائمة على الحب والإخلاص اللامحدود دون شروط بين حسن والكلب رامبو ومواجتهما معا للظلم والقهر !
حالة سينمائية نادرا ما نشاهدها على الشاشة تحمل الكثير من المشاهد الإنسانية الصادقة رغم كم الحزن الكبير المسيطر على أجواء الفيلم ،حيث البطل المهزوم في حياته سواء على المستوى العام أو الشخصي ومع ذلك يحاول أن يعيش سعيدا بعض الوقت مع كلبه، لحظات قليلة بسيطة ولكنها كافية لسعادتهما طالما معا، هكذا كان حال بطل فيلم “البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو”.
ومثل أبطال روايات “نجيب محفوظ” يحاول حسن الشاب الطيب المسالم التمرد والانتقام من الفتوة الشرير كارم عندما اقترب شر كارم من صديقه الذي أحبه “رامبو” والذي دافع عنه مرة قبل ذلك وأنقذه من شر كارم .
من أكثر السيناريوهات التي شاهدتها في السنوات الأخيرة بها مجهود كبير ، وهو جهد مشكور من صناعه الشباب في تجربتهم الأولى ، أخصلوا لها وأحبوها.
فكرة جيدة جاءت للمخرج خالد منصور من أحداث حقيقية حدثت في أحد أحياء القاهرة قبل سنوات وأزعجت الرأي العام من بشاعتها! وقرر كتابة الفيلم بسببها بمشاركة محمد الحسيني ولكن السيناريو ذهب إلى أعماق الصداقة بين الإنسان والحيوان فجاء فيلم رامبو يحمل الكثير من المشاهد والمعاني وكان رحلة ممتعة في شوارع القاهرة وهنا يجب الإشارة إلى التصوير المتميز جدا.
السيناريو أهتم بتفاصيل كثيرة وهي من أسباب نجاحه ، سواء أماكن التصوير أو الممثلين أو الملابس والديكور ، التفاصيل تصنع عمل نجاح بكل تأكيد ، فقط في أوقات ما كان هناك بعض “الممل” ونظرت إلى هاتفي وكذلك الخط الدرامي لحبيبة حسن كان يجب العمل عليه بشكل أفضل.
أداء معظم الأبطال جيد جدا حتى رامبو كان يصلك إحساسه وتعبيرات وجهه مثل أي ممثل متمكن.
فيلم مصري أصيل في حارات وشوارع القاهرة يأخذك مخرج ومؤلف الفيلم خالد منصور بكاميرا تحمل الكثير من المشاعر ، لم يخطيء أبدا أي فيلم في الوصول لقلوب الجماهير عندما تدور الكاميرا في شوارع وحارات القاهرة النابضة بالحياة.
اعترف أنني أحب تلك السينما الحقيقية المؤثرة التي تمس القلوب وتحرك المشاعر .
عصام عمر قدم أداء جيدجدا طوال الأحداث ونجح في تقديم شخصية حسن بتفاصيل كثيرة خاصة علاقته بالكلب ما يدل إنه ذاكر الشخصية بشكل جيد، سيبقى من أهم أدواره في السينما وعليه ألا يتعجل في الخطوة الثانية.
كذلك أحمد بهاء قدم شخصية كارم الشرير بشكل متميز وأخشى أن يتم “حبسه” في دور الشرير من شدة تألقه.
وركين سعد وسما إبراهيم أيضا قدما أداءا جيدا، وكذلك أدوار الضيوف.
البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو فيلم مصري حقيقي
قلت لأحد الأصدقاء حتى لو كان هناك فيلمان أو ثلاثة فقط خلال العام عل مستوى متميز هذا يجعلنا نتأكد أن المواهب في السينما المصرية مستمرة إلى الأبد هذا البلد أهله يعشق السينما وهي جزء من ثقافة حياته الأطفال والكبار “الفسحة أو الخروجة” الأسبوعية تكون السينما هي الخيار الأول لهم.
فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو فيلم متميز ويعيد البريق للسينما المصرية في بداية عام 2025 .
تقييمي للفيلم 8/10 .