شعبان ثابت يكتب : (هل خسر البافانا)
أصدقائي وقرائي الأعزاء تابعت معكم على مدى أسبوعين تطورات القضية التي رفعتها دولة جنوب أفريقيا ( الشقيقة) الشهيرة في عالم كرة القدم بمنتخب (البافانا بافانا) بمعنى الأولاد ولكنهم في ساحة السياسة رجال في زمن عز فيه الرجال فقد أخذوا إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية برغبتها ظنا منها أن جنوب أفريقيا ستخسر القضية لامحالة مستندة إلى غطرستها وسطوتها على كل المنظمات الدولية ولكن باغتتها جنوب أفريقيا بتقديم ملف مكتمل بالصوت والصورة التي تثبت أن إسرائيل إرتكبت جريمة ( الإبادة) الجماعية في قطاع غزة العزة.
وقدم أعضاء الوفد الجنوب أفريقي مرافعات تاريخية ستسجلها محكمة العدل الدولية بحروف من ذهب وإنتظرنا أسبوعين تقريبا لصدور القرار الذي صدر أول أمس متضمنا عدة بنود منها أن المحكمة ترفض طلب إسرائيل برد المحكمة وأن المحكمة لديها كامل الإختصاص بنظر القضية وأن المحكمة تقبل طلب جنوب أفريقيا بإتهام إسرائيل بجريمة الإبادة الجماعية وأن المحكمة (تلزم) إسرائيل بإتخاد تدابير مؤقتة لمنع الإبادة الجماعية وهذا أقصى مايمكن أن تتخذه المحكمة من قرارات لأن حماس ليست( دولة) ليصدر قرار بوقف إطلاق النار ويجب أن تقدم إسرائيل تقرير في غضون شهر بالإجراءات التي إتخذتها لمنع الإبادة الجماعية؟
وبعدها خرج الخبراءورجال القانون الدولي الكل يدلي بدلوه في تفسير القرار بالرغم من أن معظمنا كان متخوف من رفض القضية أصلا أو تبرئة إسرائيل من تهمة الإبادة الجماعية وخاصة أن المحكمة تترأسها قاضية أمريكية الجنسية ولكن الحكم صدر بأغلبية ساحقة ضد إسرائيل لم يعترض سوي قاضي واحد أو قاضيان على الأكثر ووضعت إسرائيل في مأزق قانوني وعرتها أمام العالم بتهمة إرتكاب جريمة (الإبادة الجماعية)
وهي التي ظلت طوال تاريخها
( إن كان لها تاريخ) وسيطرتها على الإعلام العالمي والمنظمات العالمية تتمتع بالحصانة ضد النقد وتقدم نفسها على أنها واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط!
نعم فازت جنوب أفريقيا وخسرت إسرائيل ونالت جنوب أفريقيا إعجاب ودعم الشعوب العربية والإسلامية بل ومعظم شعوب العالم الحر في المقابل نالت معظم حكومات الدول العربية والإسلامية اللعنات من شعوبها على تخازلها عن نصرة قضية فلسطين قضية الشعوب العربية والإسلامية الأولى ونال هذه الحكومات مانال من سخط ونقد.
سيسجل التاريخ لدولة جنوب أفريقيا هذا الشرف والجرأة على مواجهة إسرائيل بكل غطرستها وإعلامها العالمي وعرتها أمام العالم كله؟!
شكرا للبافانا بافانا مني شخصياً كمواطن من الشعب المصري وأظن أن ملايين المصريين يشاركوني هذا الشكر لكم أيها الشعب ( الشقيق)