مقالات الرأى

محمود سامح همام يكتب: الرئيس الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة

على ما يمثل انحراف حاد في تغير الأحداث، وبتاريخ 12 يناير الموافق يوم الجمعة شنت طائرات وبوارج وغواصات أمريكية وبريطانيا بالتعاون ودعم من هولندا والبحرين وكندا وأستراليا غارات بعدد 73 على مناطق متفرقة في خمس محافظات من اليمن بهدف استهداف إضعاف القواعد الحوثية اليمنية بغاية وقف تهديد الحوثيين لطرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وأسفرت تلك الغارات عن مقتل وإصابة عدد من القوات المسلحة اليمنية، بالإضافة إلى تصريح المتحدث باسم جماعة الحوثيين بأنه لا مبرر لهذة الهجمات التي تمس سيادة اليمن، وأن الجماعة ستواصل استهداف السفن الإسرائيلية.

وعلى غرار هذا التصعيد يمكننا ذكر أن الولايات المتحدة الامريكية هي المؤسسة لقوات ” حارس الازدهار ” التي تكونت لصد الهجمات الحوثية للسفن في البحر الأحمر وتضم أكثر من 20 دولة من حول العالم، من ثم يمكننا الآن طرح سؤال حول هل واشنطن تورطت في عدة حروب بواقع سياستها الامبريالية أم بسبب رئيس يميني فاشل؟

في البداية سوف نتناول الحديث عن قرارات الرئيس الأمريكي ” جو بايدن ” المتعددة في تحريك القوات المسلحة الأمريكية وإشغال البيناجون بميادين حرب عدة في مناطق متفرقة حول العالم، فنجد منذ تولي الرئيس بايدن اقترح ميزانية قدرها 6 تريليونات دولار، ووضع صورا للزيادة الدراماتيكية في الإنفاق الحكومي منها 992 دولار للبرامج الدفاعية لوزارة الدفاع، وتزداد تلك التقديرات بنسبة 16٪؜ كل عام .
استكمالاً، قامت واشنطن بدعم أوكرانيا عسكريا واعلامياً واقتصادياً منذ بداية حربها مع روسيا في فبراير 2022 ، وقدمت مساعدات أمنية قدرها 43,2 مليار دولار و 2,9 مليار دولار من المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى دعمها للميزانية لهم من خلال آليات البنك الدولي بقدر 20,5 مليار دولار ، وذلك الدعم جاء على أثر عدائها التاريخي مع المعسكر الشرقي في موسكو ومنعاً لزيادة النفوذ الروسي في أوروبا الشرقية..

بالإضافة إلى إعلان واشنطن دعمها الكامل للكيان الصهيوني بكافة الطرق حليفها الأكبر في المنظقة والعالم منذ عملية طوفان الأقصى، حيث تم إنشاء قاعدة عسكرية مدمرة في إسرائيل على رأسها اقوى واكبر حاملة طائرات فالعالم ، وذلك بالطبع كمالة لعشرات المليارات التي تُصرف لدعم تل ابيب، وعلاوة على ذلك التأييد التام لهم في قرارات مجلس الأمن بحق الفيتو لمنع وقف عمليات الإبادة التي يقوم بها الكيان في حق شعب غزة.

ولا نستطيع أن ننكر أن ما تم ذكره في بداية حديثنا، هو تصعيد واضح من الولايات المتحدة في حق دولة اليمن، فاستهداف مدن مركزية كبرى في اليمن ليس مبرر فهجمات الحوثيين لم تكن خطر سوى على السفن الإسرائيلية او تلك المتجه للشواطئ الفلسطينية ولا تستحق ذلك التصعيد، ومن بعد هذا الهجوم سوف تتوسع الهجمات تجاه السفن الأمريكية وغيرها من الدول الداعمة حسبما صرح المتحدث باسم جماعة الحوثيين .

ختاماً. الرئيس الأمريكي وضع نفسه في حروب عدة علاوة على ما تم ذكره فهناك تصعيد بين تايوان (تدعمها أمريكا) والصين غريمتها بالأضافة الى حروب الوكالة التي تحركها ايران ضد واشنطن، تلك دلالات تظهر لنا تغييب العقل لدى بايدن وإصرافه فالخزانة الأمريكية وعدم تمكنه من الطرق الدبلوماسية التي تستطيع أن توفر كل تلك الخسائر العسكرية والأدمية والاقتصادية في تلك الحروب، ومما يرجح لنا كفة أنها الفترة الاولي والأخيرة لرئاسة بايدن للبيت الأبيض، وفي النهاية يمكننا الحكم على الرئيس الأمريكي بأنه من أسوأ الروساء على مر تاريخ الولايات المتحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى