همت صلاح الدين تكتب : أستراتيجية التجديد الثقافى (3)
الإنعاش الحضري هو برنامج لإعادة تطوير الأراضي في المدن،و إعادة إعمار المدينة على نفسها، وتدوير مواردها لتتوافق مع عصر العولمة وتغير المناخ الآن .
بدأت أولى محاولات التجديد الحديثة في أواخر القرن التاسع عشر في الدول المتقدمة، وشهدت مرحلة مكثفة في أواخر الأربعينيات تحت مسمى إعادة الإعمار. كان لهذه العملية تأثير كبير على العديد من المناظر الطبيعية الحضرية، حيث لعبت دورا هاما في تاريخ وديموغرافيات المدن في جميع أنحاء العالم. تشمل عملية التجديد الحضري نقل الأعمال التجارية، هدم الهياكل، نقل الأشخاص، واستخدام حق الدولة في الاستيلاء على الممتلكات للمنفعة العامة (شراء الحكومة للممتلكات لأغراض عامة) كأداة قانونية تأخذ الممتلكات الخاصة لاستعمالها في مشاريع تنمية وتجديد المدينة. يتم تنفيذ هذه العملية أيضا في المناطق الريفية، الأنعاش الحضري أحيانا يلعب دور هام لا يمكن انكاره في مجال الارتقاء بوضعية الساكنة وتحسين ظروفهم. فمن شأنة إحداث آثار إيجابية ملموسة. حيث يعمل على تحسين نوعية المخزون السكني؛ زيادة الكثافة وتقليل العشواءيات ؛ يضيف مزايا اقتصادية تتعلق بالعالمية لمركز المدينة. و يؤدي داءما لتحسين المرافق الثقافية والاجتماعية للمدينة، وينعش القدرة التنافسية الأقتصادية للحكومات. وبما ان مصر شهدت اكثر مرة انعاشا حضريا على مدى تاريخها تأتى أهم محطة ” الخديوى اسماعيل المفترى علية ”
تلك النقلة النوعية الحضارية التى رمى اليها لأصابة غرضيين 1 الأصلاح الأجتماعى والصحى على قاهرة المعز لدين الله مع ابقاءها على شخصيتها واتجاهها للصناعة والفن لأستمرار الذوق والهوية 2 انشاء قاهرة اخرى “قاهرة اسماعيل” تستحوذ بأعجاب القلوب , راحة الأعيين بشوارعها الفسيحة ذات الأرصفة الأمنة مياديين واسعة ذات فسقيات زاهرة وقصور فخمة مقامة على احدث طراز عصرى والبساتين الزاهية بها نباتات غريبة , متلآلآة الأنوار ليلا
فأقبل اولا بازالة اكوام القمامة والقذارة وردم مستنقعات مابين باب الفتوح والنصر وقلعة الكبش والسيدة زينب وتعميم الكنس والرش وكل مايخالف للقواعد الصحية واخطط شوارع واماكن جديدة من الشمال الى الجنوب والغرب والشرق
كان يعلم الخديوى تماما عدم نضوج العقلية العامة فى البلاد , لكنة كان بارعا فى علم الهندسة وفى فن التخطيط والرسم” وتعلم ضروب الحكم وفنون الأدارة , 1867 بعد عودتة من معرض باريس عرض على”اوسمان” الشهير
تخطيط القاهرة فتم نزع ملكية المنازل الخشبية التى كانت للاقباط بعد تعويضهم , ووهب الارض لمن يتعهد باقامة مبان فخمة تتفق مع القاهرة الخديوية الأن , ولمعت اسماء معماريين عالميين : فرانسيسكو باتيجيللي، كارلو برامبوليني، برتو أفوسكاني، كارلو فيرجيليو سيفاجني، لوجي جافاس، أوجستو سيساري، وجوزيب جاروزو، الذي قام ببناء متحف الآثار المصري، وقصر عابدين، وفندق شبرد، “باريليه ديشامبز” المهندس الفرنسي صمم حديقة الأزبكية على نمط الحدائق الفرنسية. ونقلت إليها مجموعة أشجار ونباتات نادرة الوجود من كل أنحاء العالم. عملت بها بحيرة صناعية صغيرة بها قوارب للنزهة تعمل بالبدال مثل الدراجات قادت الثقافة مقطورة التخطيط الحضرى , أمر الخديوي ببناء دار الأوبرا الخديوية في الأزبكية عام 1868م، على نمط دار أوبرا “لاسكالا” في ميلانو بناها الإيطالي “بيترو أفوسكاني” عنونت التايمز مصر تشاهد تقدما حضاريا رهيبا حققت تقدما عظيما يزيد على تقدم الذي حققته دول أخرى في 500 سنة !!!
فى الحلقة القادمة : تعداد الحرف والصناع فى الفنون ونظام “الطوائف”, لكل حرفة “طائفة” وكيفية منح الشهادات التى تثبت كفاءتهم ومقدار الأجرة اليومية الواجبة لهم , و احترام حقوق الملكية الفكرية.