مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان يكتب : هارلي .. فيلم في السريع !

مثل اسمه الذي يشير إلى أشهر أنواع “الدرجات النارية” المعروفة بسرعتها العالية تم صناعة فيلم “هارلي” سريعا ومن السهل اكتشاف ذلك لدرجة أن صناع الفيلم “كسلوا” أو لم يتذكروا تصوير مشاهد المفروض أنها أساسية في فيلم أكشن حينما ظل الزعيم يطارد اللص التائب طوال الأحداث من أجل القيام بعملية أخيرة فوجيء الجمهور أنه يدخل عليه وقد أنجز العملية الخطيرة الكبيرة !! ما هي التفاصيل! وكيف تمت لا نعرف ؟! إلى جانب أن مشاهد الأكشن صنعت بشكل ضعيف مثل مشهد هروب البطل والبطلة من المستشفى ! مشهد القفز بالهارلي في مياه النيل ظلت الصورة معلقة في الهواء وقتا طويلا لدرجة أنك تعتقد أنه عطل فني ! بالإضافة إلى أعتماد الكوميديا بالفيلم على مشاهد إيحاءات جنسية ! وكان هناك تباين كبير بين أراء الجمهور !
فيلم “هارلي” الذي يعود به للسينما الفنان محمد رمضان بعد غياب نحو خمس سنوات !! يتحدث عن تيمة شهيرة ومكررة هي “اللص التائب” وهنا البطل في الأساس مهندس ميكانيكا يتحول إلى الإدمان والسرقة كيف ضل طريقه “مش مهم” ! ثم يتوب بعد حادث كبير في حياته، من مشاكل الفيلم انك بسهولة تتوقع السيناريو لا مفاجآت لا تشويق !
محمد رمضان أراد تقديم كل شيء في الفيلم أكشن وكليبات غنائية وبعضا من الرومانسية فلم يظهر شيء بشكل جيد ، وبالطبع كان يجب إستغلال نجاح مسلسله الأخير “جعفر العمدة” فاستعان ب أحمد داش و مي كساب وكنت أخشى أن أشاهد حمادة فتح الله وأولاده في نهاية الفيلم !
الكاست ضعيف أصدقاء للبطل ظهروا واختفوا بدون سياق درامي مقنع، شخصية ” هارلي ” لم أشعر أن محمد رمضان أجتهد مع المخرج وصنعا شكل وتفاصيل خاصة بها باستثناء “تسريحة الشعر” أنت تشاهد محمد رمضان الذي تشاهده على السوشيال ميديا طوال الوقت يستعرض درجاته النارية ! أو الذي تشاهده في كليب غنائي لم أشاهد شخصية جديدة ! يبدو لي أن رمضان أصبح ممثل “كسول” وفقد شغف المشخصاتي ربما بسبب انشغاله بالموسيقى والغناء كثيرا ، هو ممثل موهوب ولديه الكثير ليقدمه، إذا أخلص لما يقدمه بعيدا عن منطق “السبوبة”.
مي عمر كذلك وجدتها مرة تأخذ الشخصية في ناحية الكوميديا ومرة أخرى إلى الدراما وأحيانا الرومانسية !
كنت أتمنى مشاهدة نجم سينمائي كبير محمود حميدة في دور أفضل ولكن ظهر بدور عادي ومكرر  يبدو أن الجميع عملوا بدون تحضير جيد في هذا العمل .
كما قلت هو فيلم تم صناعته في السريع ربما ليستفيد البطل محمد رمضان من غياب نجوم شباك تذاكر السينما المصرية عن هذا الموسم، حيث يعرض سبعة أفلام أبرزها كوميدية فيلم “ابن الحاج أحمد” لشيكو وفيلم “بعد الشر” لعلي ربيع والاثنان ليسا من نجوم الشباك والأرقام الكبيرة ولذلك تفوق “هارلي” بسهولة في أول يومين عرض وبفارق كبير  وانفرد لأول مرة منذ موسم عيد الأضحى عام 2012 بقمة الإيرادات حيث لم ينافسه وقتها حينما عرض له “عبده موتة” سوى ياسمين عبدالعزيز بفيلم “الآنسة مامي”، وجاء في إيرادات العام ثالثا بعد فيلمي “المصلحة” وتيتة رهيبة”، أتمنى أن يعود ويركز أكثر على السينما الفترة القادمة.
قبل أن أنتهي قرأت عن أزمة عدد ساعات العمل الطويلة والتي تجاوزت 50 ساعة متواصلة!! للانتهاء من التصوير واللحاق  بالعرض ! بالطبع ما حدث خطأ كبير ويؤسس لطريقة عمل مخالفة لجميع قوانين العمل وحقوق الإنسان في العالم!
وللأسف أكتفت نقابة المهن السينمائية بتوجيه اللوم للشركة المنتجة !؟ ولكن الخوف أن هذا الأمر سينتج عنه تكرار مخالفات أخرى على حساب العناصر البشرية لصناعة السينما وكنت أتمنى اتخاذ قرارات أكثر صرامة ضد مثل تلك المخالفات بدل من أن تصبح محل “تفاخر” من صناع الفيلم وبطله!
هارلي فيلم عيد متوسط فنيا ويبدو أن الموسم متواضع بعد مشاهدتي لثلاث أفلام حتى الآن.

زر الذهاب إلى الأعلى