وفاء بكرى يكتب : هل سمعتم عن “مسعف الشارع”

وضعتنى الأقدار في أكثر من موقف خلال الأسبوعين الماضيين، متعلقة بالتعامل مع مرضى ومحاولات إسعاف أحدهم لحين وجود طبيب أو ممرض، حينها تذكرت مبادرة فردية لم تحظ بالحديث كثيرا عنها خلال الفترة الماضية، وهى خاصة بممرض شاب اسمه أحمد على الفداوى، عضو تمريض جراحة القلب والصدر بمستشفيات جامعة القاهرة ” قصر العينى”، وجميعنا نعلم أن تمريض المستشفيات الجامعية وعلى رأسها قصر العينى وعين شمس، من أفضل الممرضين وإن كنت أتخذ بعض الملاحظات عليهم حاليا، لقد قام الفداوى بتدشين مبادرة ” مسعف الشارع”، في بادرة لنشر الوعى الصحى مجتمعيا، لتكون مبادرة “الفداوى” محاولة إيجابية لتثقيف الناس بشكل عام، بالاسعافات الأولية، تلك المبادرة التي كانت تقوم بها معسكرات ” الكشافة” قديما، وأعتقد أنها لم تعد موجودة بشكل كبير، أعجبتنى فكرة ومبادرة الفداوى، التي جاءت في وقت الكثيرون يتخذون فيه ” سبيلا سلبيا” بعدم المساهمة في إنقاذ أي فرد قد يحتاج إلى تدخل سريع، خوفا من حدوث تداعيات لا يعرفون كيفية مواجهتها، في حديثى مع الممرض أحمد الفداوى، فسر لى سبب مبادرته المهمة، واضعا عدة أسباب، أولها أن المجتمع بات بعيدا عن عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة بإنقاذ من يحتاج التدخل للإنقاذ، وأصبحت السلبية والأنانية هي الحاكمة للكثيرين، والسبب الثانى أن الرئيس السيسي كثيرا ما يتحدث عن أهمية الوعى لدينا جميعا، فوجد أحمد أننا بحاجة إلى الوعى الصحى، وهو ما يفهم فيه، ليطبق على نفسه ” التوجه الايجابى”، بجانب ايمانه بأن اى منظومة صحية سليمة لابد أن تكون مبنية على الدولة والمجتمع معا، وغياب دور المجتمع، سيؤدى حتما إلى فشل هذه المنظومة.مبادرة الفداوى جاءت بتثقيف الناس بالإسعافات الأولية، وكيفية أدائها، والهدف النبيل منها بأن يكون فى كل شارع من شوارعنا واحد على الأقل يقدم هذه الإسعافات للحالات الطارئة التي قد تحدث أمامه، لحين وصول الإسعاف أو نقل المريض للمستشفى، مع توفير نحو 30 مليون جنيه لخزينة الدولة، التي يتم إنفاقها سنويا على بنوك الدم بسبب الحوادث لتعويض الدم المفقود فيها، فلو استطاع ” مسعف الشارع” الذى يدربه الفداوى، سنوفر مثل هذه المبلغ الذى ورد في آخر إحصائية عام 2022، أرى أن مبادرة الممرض أحمد الفداوى، يجب ألا تقف عنده، فبالتأكيد لن يستطيع أن يغطى مصر بالكامل، ولكن من واجب الحكومة والجهات المعنية تبنى هذه المبادرة النبيلة، لتعميمها على مستوى مصر بالكامل، لإنقاذ أرواح أهالينا بأيدينا.