مقالات الرأى

الوفاء لمصر يبدأ من إحترام نشيدها الوطني بقلم: أنس الوجود رضوان.

0:00

في أمسية مميزة داخل أروقة المسرح القومي، كنت أشاهد العرض المسرحي الرائع الملك لير. وقبل أن تبدأ المسرحية ، ارتفع لحن السلام الوطني المصري، فتوقف الجميع عن الحركة، ووقفوا في صمت مهيب، قلوبهم ممتلئة بالفخر والإنتماء.
غير أن مشهداً أحزنني وسط هذه اللحظة، حين بقي رجل وسيدة من أشقائنا السوريين جالسين في مقعديهما، وكأن الأمر لا يعنيهما. كان الموقف غريباً، لأن مصر التي يعيشون على أرضها لم تتخل يوماً عن أشقائها العرب، بل كانت دائماً الحضن الدافئ في أوقات الضيق والرخاء.
إن الوقوف احتراماً للنشيد الوطني ليس مجرد بروتوكول شكلي، بل هو رسالة صادقة بالوفاء والإعتراف بالجميل للدولة التي استقبلتك وأمّنت لك حياة كريمة. فالنشيد هو رمز الكرامة والعزة، وهو الروح التي تجمع أبناء الوطن على قلب واحد. وحين يقف الزائر أو المقيم احتراماً له، فإنه يعبّر عن تقديره للأرض التي يعيش عليها وأهلها.
تجاهل مثل هذه المواقف يترك أثراً سلبياً عميقاً ، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى تعزيز أواصر الأخوّة العربية، وإبراز ما يجمعنا من تاريخ ومصير واحد.
مصر لم تفرّق يوماً بين أبنائها ومن قصدها من أشقائها، ومن حقها أن يُقابل هذا الموقف النبيل بالعرفان. ليس المطلوب أن يتنازل أحد عن إنتمائه، بل أن يُظهر إحترامه للبلد المضيف ورموزه الوطنية.

رسالتي في الختام إلى كل الأشقاء العرب المقيمين على أرض مصر
تذكروا أن هذه الدولة فتحت أبوابها لكم، واحتضنتكم كأبناء، وأعطتكم من أمنها وطمأنينتها. فلتكونوا على قدر هذه المحبة، ولتُعبروا عن تقديركم بالوقوف إجلالاً للنشيد الوطني المصري كلما عزفت أنغامه. فهو ليس مجرد لحن، بل علم مرفوع وكرامة وطنية، والوفاء الحق أن نقف له كما نقف لأوطاننا.

زر الذهاب إلى الأعلى