مقالات الرأى

عبدالمعطى احمد يكتب: ماذا لولم ننتصر ؟!

0:00

بعد 52عاما من انتصار أكتوبر، ودماء سالت، لتخرج منها أشجار الأمان والبناء ، هل فكر أحد ممن يحاول أن يشوه انتصارنا العظيم، وبعد إفراج إسرائيل عن وثائق الحرب، ماذا كان سيحدث لو انتصرت إسرائيل ؟ سؤال طرحته الكاتبة د. شيرين العدوى! لقد منينا بزرع يد للدول الغربية “الكيان المحتل” بجوار مصر ؟! فلماذا مصر بالتحديد هى التى اختيرت لهذا الجوار؟ يجيب لنا جمال حمدان فى كتابه شخصية مصر فيقول: إن زعامة مصر فى المنطقة زعامة حسمتها الجغرافيا مرة واحدة وإلى الأبد، فإن دور مصر القيادى والريادى فى العالم العربى لم ينقطع أبدا حتى فى الفترات التى آلت فيها الزعامة الشكلية لغيرها. ومن العوامل أيضا: موقع مصر كأكبر كتلة سكانية بين القسمين الإفريقى ، والاسيوى، وكذلك تشكلها الثقافى وثرواتها العامة، كل هذا وبالتحديد الشخصية المصرية كانت السبب وراء تلك الزعامة حتى فى فترات الاحتلال، والتى حاول الكيان الغربى بدعاوى كثيرة كالتشدد الدينى أن يشكلها ويصنعها فى أجيال قادمة من الأبناء، لتهتزتلك الشخصية وتكون صالحة إما للبيع، أو النسيان، أو الاستهانة بالثمن الذى دفع من أجل ذلك. لولم ننتصر لكنا الان نشرب ايات الانكسار فى كل مكان، ولهدمت بيوتنا، وقتل ابناؤنا، وسكنا المخيمات، وتفاوضنا على كل شئ وأى شئ. ولما كشفت الوثائق المفرج عنها عن الذعر الذى أصاب إسرائيل عندما أدركت القوة الحقيقية للجيشين المصرى والسورى، والانتصار الساحق لمصر، ولما كشف كيسنجر عن هذا فى مقابلة نادرة مع صحيفة “معاريف” العبرية، مؤكدا أن الهدف الرئيسى من المساعدات الأمريكية للكيان، كان منع الاتحاد السوفيتى من تسجيل نصر على واشنطن فى الشرق الأوسط ولما كتبت الصحف الغربية كصحيفة الديلى تلجراف يوم 7 أكتوبر 1973: “لقد غيرت حرب أكتوبر مجرى التاريخ بالنسبة لمصروالشرق الأوسط بأسره، عندما اقتحم الجيش المصرى قناة السويس ،واجتاح خط بارليف. ولما كتبت صحيفة “بماحنية” الإسرائيلية بعدها بسنوات فى20 سبتمبر 1998 :”إن هذه الحرب تمثل جرحا غائرا فى لحم إسرائيل الحى ، ولما كتبت صحيفة “التايمز” البريطانية فى 11أكتوبر 1973 :”واضح أن العرب يقاتلون ببسالة ليس لها مثيل ،وينتاب الإسرائيليون إحساس عام بالاكتئاب لدى اكتشافهم الاليم أن المصريين والسوريين ليسوا فى الحقيقة جنودا لا حول لهم ولا قوة. إن الإسرائيليين يتقهقرون امام تقدم هؤلاء الجنود على طول الخط، ويستطيع الجميع أن يضغط على زر الهيئة القومية للاستعلام ليرى هذا التقرير المهم للصحف العالمية الذى أعده الكاتب احمد مرسى فى ذكرى 44سنة على انتصار أكتوبر، لولم ننتصر لما شاهدنا هؤلاء الأدعياء الان أعداء الوطن بأبواقهم المأجورة يحاولون التشكيك فى هذا الانتصار العظيم، لطمس هذا من أذهان جيل لم يشاهد عظمة مصر. لقد انتصرنا نصرا ساحقا وعلينا بعد 50 عاما ان نوقظ أبناءنا من براثن المجرمين الذين يأكلون ادمغتهم بحشوها بأفكار النصر بطعم الهزيمة.
لايمكن أن يمر شهر نصر أكتوبر دون أن نتذكر هذا الرجل الشجاع الذى غامر بمستقبله وبلاده، واتخذ قرار الحرب معتمدا على الله وحده، الذى لم يخذل مصر وحقق لها النصر، وأعاد للمصريين والعرب والمسلمين فى كل مكان كرامتهم وعزتهم، ولم يكن قرار شن الحرب على اسرائيل لاستعادة سيناء المحتلة سهلا، فقد كان يحتاج إلى رجل فى شجاعة الرئيس الراحل أنور السادات، ففى ظل ظروف صعبة كانت مصرتمر بها، ولم تكد تمر ست سنوات على هزيمة يونيو، وجيش مدمر ماديا ومعنويا بسببها، وضغوط اقتصادية صعبة تعيشها البلاد، وتربص الكثيرين فى الداخل والخارج بتوجهات خليفة ناصر جاء قرار الحرب، وكانت عملية إعادة بناء القوات المسلحة وحدها ماديا ومعنويا وتدريبيا تحتاج على الأقل إلى عشرين عاما، حتى يتم تسليحها بصورة جيدة، وإعداد الأفراد وتدريبهم على أسلحة جديدة، وتطوير الأسلحة القديمة، فى ظل حصار الأروبى وألأمريكى على مصر لمنعها من شراء أسلحة حديثة حتى جاء قرار الحرب، وبالرغم من الضغط الشعبى الهائل على السادات بعد وفاة عبد الناصر لخوض الحرب، فإنه كان يمكنه بسهولة أن يسوف بحجج كثيرة، إلا أن أبناء القوات المسلحة المخلصين تمكنوا برغم ضعف الامكانات والقدرات التسليحية مقارنة بإسرائيل، إن قرارين تاريخيين أتخذهما السادات غيرا من خريطة منطقة الشرق الأوسط، وأحدثا تطورات غاية فى الأهمية إقليميا وعالميا هما قرار حرب لأأكتوبر، وقرار زيارته للقدس واجتماعه مع قادة اسرائيل، فقد برهن قرار الحرب والنصر الذى تحقق أن مصر ليست لقمة سائغة أمام إسرائيل أو الغرب الذى سعى ويسعى دائما لكسرها وتقييد حركتها حتى لاتكون كما أراد لها الله أن تكون زعيمة فى محيطها، وأن تقود تلك الأمة، وهم يدركون جيدا أن المصريين منذ قديم الأزل هم سادة المنطقة، وبدونهم لايكون لها أى وزن او أهمية، ومن هنا يتواصل التآمر عليها وعلى دورها بصورة غاية فى الخبث، ولكنها باقية وستظل رائدة وقائدة فى محيطها، مهما واجهت من تحديات ومؤامرات، هكذا علمنا التاريخ.
فى 12 أكتوبر عام 1990أغتيل الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب وأربعة من رجال الشرطة، وفى نفس التاريخ من عام 1992 وقع زلزال قوى مركزه حلوان وقوته 5،8 ريختر أسفر عن قتل580 شخصا بالقاهرة، وفى عام 1999 فاز العالم المصرى الدكتور أحمد زويل بجائزة نوبل، وفى عام 2001 منظمة الأمم المتحدة وسكرتيرها العام كوفى عنان يفوزان بجائزة نوبل للسلام لجهودهما من أجل عالم أكثر تنظيما وأكثر سلما

زر الذهاب إلى الأعلى