د.صابر حارص يكتب: يوميات صائم (3)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه…

والمعنى ان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم سيكون ضامنا لك قصرا بأسفل الجنة إذا تركت الجدال حتى وإن كنت محقا، ضامنا لك الجنة إذا تركت الإنكار والاعتراض على كلام صديقك أو زميلك أو جارك وقريبك حتى لا تعلو عليه أو تتظاهر بأنك متفوق عليه في النقاش والفكر

تجنبوا البحث عن أخطاء غيركم لفظا ومعنى، فما دام الأمر لا يتعلق بالدين فالصمت أفضل من الجدال، والتسامح أفضل من الحقوق، والجدال في الدين لا يكون إلا بالحسنى، وإلى هذا الحد كان الرسول صلى الله عليه وسلم حريصا على مشاعرنا، وحريصا على ان نكون ودودين في كلامنا وحواراتنا

أما إذا تركت الكذب حتى لو كنت مازحا فإن الحبيب صلى الله عليه وسلم يضمن لك قصرا بوسط الجنة

كثير من الشباب والنساء وحتى الرجال يقعون في الكذب مذحا، فيما تسمى « بالمقالب» التي تثير ضحك الناس على موقف مفتعل، وهي دلالة على خطورة شأن الكذب وعظيم أمر الصدق في الجد والهزل

يحضرنا هنا البرامج التي تقوم على افتعال مواقف تؤدي إلى السباب والشتائم والاستهزاء والسخرية،
ومنها يتعلم الأطفال والشباب أن هذه الجرائم مجرد نوع من الكوميديا والترويح عن النفوس، وهي كوارث في التربية والتنشئة

ويرتبط الأمر «بويل لكل همزة لمزة» والويل هو العذاب الشديد لمن سخر واستهزأ، وكثير ما يقع منا هذا الأمر في كلامنا وحوارنا وكتاباتنا ولا ندرك عذابه الشديد

أما القصر في أعلى الجنة فللأخلاق الحسنة التي تجمع الفضائل كلها ومنها ترك الجدل وترك الكذب وترك التنطع وترك التشدد وترك الغلو والتفريط والإفراط..

حسن الخلق باب كبير نفرد له مقالا مستقلا