د. سوزان القليني تكتب : عظيمة يا مصر
استيقظ العالم الأسبوع الماضي على فاجعة زلزال مدمر في تركيا وسوريا وعدد ضخم من الضحايا والمباني المنهارة، إذ تشير الإحصائيات إلى ارتفاع أعداد الضحايا في البلدين يومياً لتتجاوز وفقاً لآخر الأخبار إلى واحد وعشرين الف شخص ما بين مصاب ومتوفي من مختلف الأعمار ومازال هذا العدد قابلاً للزيادة نظراً للحالات الخطيرة في المستشفيات.
مع شعور الجميع بالغصة والمرارة تجاه هذه الفاجعة التي أصابت الإنسان أياً كان موقعه على وجه المعمورة بدأت المساعدات الدولية تنهال على تركيا
وبالرغم من تلكؤ بعض دول العالم عن مساعدة سوريا لأسباب سياسية إلا أن مصر كعادة أم الدنيا في إغاثة المنكوبين أرسلت المساعدات الطبية إلى البلدين للمساعدة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، من خلال الفرق الطبية وفرق الإنقاذ المصرية التي كانت أول من يصل إلى سوريا، ويشهد القاصي والداني للأطباء المصريين بالبراعة الطبية وكيف لا ومصر علّمت العالم ليس فقط في الطب إنما في مختلف المجالات.
لعل المأساة في سوريا أكبر من المأساة في تركيا نتيجة للعجز الكبير في عدد الأطباء السوريين لخروج معظمهم من سوريا سواء بالهجرة أو الإعارة الخارجية لضعف المرتبات وسوء حالة المعيشة نتيجة الحرب والحصار والأزمات المتتالية.
المشهد في سوريا قاس جداً حيث لا يوجد من يستطيع الإنقاذ، والدرس من المشهد السوري لابد أن نتعلم منه، فالحفاظ على ثروة مصر الطبية سواء الأطباء أو الفريق الطبي المساعد ضرورة حياتية.
في وقت الأزمات لا جدوى من كرة القدم أو الحفلات الغنائية إنما الحاجة تكون للطبيب وحده ولعل ذلك ظهر جلياً في أزمة جائحة كورونا حيث كانت البطولة الحقيقة للأطباء في مختلف أنحاء العالم.
وحتى لا يُفهم مما سبق أنني أقلل من شأن لاعبي الكرة أو الفنانين إذ أنهم يمثلون القوة الناعمة لمصر وما لها من أهمية على الأصعدة المحلية والدولية التي لا تقل في أهميتها عن دور الطبيب، فكل في موقعه له دور يُقدّر.
هذا التقدير لابد أن يكون على المستويين المادي والمعنوي إذ لا يكفي الشكر والتقدير للأطباء، إنما لابد من توفير مستوي مادي يليق بدور الأطباء في المجتمع ويساعدهم على آداء مهمتهم علي أكمل وجه.
تبقي مصر هي أم العروبة والداعمة للإنسانية مهما كانت الصعوبات التي تمر بها، الشكر كل الشكر لبلدنا الغالية مصر التي لا تتخاذل عن المساعدة لأي دولة تحتاج اليها مهما كانت الظروف فهذه دائما سمة الكبار.
تحيا مصر الكبيرة دائماً وعظيمة يا مصر.