مقالات الرأى

اللواء مروان مصطفى يكتب .. أفيقوا ياعرب ..المتغطي بأمريكا عريان

0:00

لقد وضعت اسرائيل خطة اغتيال قيادات حماس في قطر منذ اكثر من شهر تقريبا .. وبدأت التنفيذ الفعلي لها في اليوم السابق للاعتداء عندما أبلغت ترامب رئيس الوزراء القطري بضرورة ممارسة ضغوطاً أقوي علي القيادات الحمساوية لإجبارهم علي قبول مبادرة ترامب، وتسليم كل الاسري والمخطوفين وجثامين الموتى لإسرائيل حتي يقوم بإيقاف الحرب ، وحتي لا يتم قتلهم و طردهم من قطر
وبالفعل قام رئيس الوزراء القطري سريعاً باستدعاء القيادات الموجودين في الدوحة وفي تركيا ، وعقد معهم لقاءاً مطولاً في مساء يوم الاثنين .. حيث وافقوا في النهاية علي المبادرة بشرط وجود ضمانات شخصية مؤكدة من الرئيس ترامب بالزام اسرائيل بإيقاف الحرب والخروج من غزة ، واتفقوا علي الاجتماع في صباح اليوم التالي (الثلاثاء) لإعداد الرد الرسمي علي ترامب ( وهو بالطبع ما اغضبه ولم يرض غروره) .
وفي الثالثة بعد ظهر اليوم التالي قامت الطائرات الاسرائيلية بضرب غرفة الاجتماعات التي يجتمعون فيها في أحد المجمعات السكنية في احد أحياء الدوحة الممتلئة بالعديد من السفارات والمدارس الأجنبية.. وتقيم بعض عائلات تلك قيادات بفيلات بداخل هذا المجمع، وبالرغم من دقة الصواريخ التي أطلقتها الطائرات الاسرائيلية علي الجناح الجانبي من المبني الذي يتم في الاجتماع .. فقد فشلت العملية ولم تنجح في اغتيال اي من القيادات الحمساوية المجتمعين في المبني .. وبالمثل تماماً فقد فشلت كل اجهزة الرادار الحديثة والمتقدمة الامريكية والالمانية في رصد دخول تلك الطائرات او التصدي لاطلاق تلك الصواريخ .
ولهذا فقد اعتبرها البعض من المحللين والخبراء العسكريين مجرد اعادة للتمثيلية التي حدثت مع قطر خلال حرب ايران ..واضافوا انها سيناريو متفق عليه لاستعراض اسرائيل لعضلاتها لتخويف الدول العربية ، ولترهيب قيادات حماس التي تجرأت واصبحت تتفاوض مباشرة مع امريكا وتخشي من توصلها لاتفاق معها لتسليم الرهائن بما يوقف الحرب .وقالوا أيضاً ان ذلك يتوافق مع الرغبة القطرية في اخراجهم من قطر .. وحرجهم الشديد اذا ما طردوهم منها .
ولكن جريدة وول ستريت جورنال الامريكية نشرت تحقيقاً اكدت فيه ان الاستخبارات المصرية قد لعبت دوراً هاماً في افشال هذا المخطط.. بعدما تمكنت من اختراق اجهزة الامن الاسرائيليه وحصلت علي المعلومات الخاصة في هذا الشأن .. حيث قام مدير المخابرات المصري بتحذير نظيره التركي خلال لقائهما الاخير بوجود مخطط اسرائيلي لتصفية قيادات حماس الموجودين في تركيا والمقيمين قطر .. وتم ابلاغ القطريين والقيادات الحمساوية بذلك وتم تحذيرهم باتخاذ اقصي درجات الحيطة والحذر .. وأبلغوهم بضرورة مغادرة المجمع السكني واخلائه وترك تليفوناتهم المحمولة به .. وهو ما أدي لفشل العملية ونجاة كل القيادات المطلب اغتيالهم .
وهناك شكوك حول تسفيرهم للخارج قبل الاجتماع .. ومما يؤيد تلك التكهنات صور الاقمار الصناعية التي نشرها أحد المواقع الردارية الشهيرة للطائرات حول العالم عن قيام طائره كبيرة قطرية اميريه خاصه من طراز بوينج جلوبال ماستر برقم LHOB 241 c17بالاقلاع من الدوحة الساعة ٧,٣٤ صباحاً قبل الهجمة الاسرائيلية .. حيث اقلعت لاحدي الدول العربية بالشمال الافريقي ( اتحفظ عن ذكرها ) دون التعرف علي شخصيات ركابها .. وعادت تلك الطائرة للدوحة في مساء اليوم نفسه( والعهدة على الموقع الشهير ) .
لقد اخطرت اسرائيل البنتاجون بتفاصيل الضربة وتوقيتها ، وقام بدوره بإبلاغ الرئيس ترامب .. واعطي البنتاجون تعليماته للقاعدة الأمريكية في قطر بعدم اعتراض الطائرات المهاجمة او التصدي لصواريخها .. وقامت القاعدة بإطلاق عدد من طائرات التزود بالوقود (بمشاركة طائرتين من سلاح الجو البريطاني) حيث قاموا بمهام امداد الطائرات الاسرائيلية بالوقود في قبل عودتهم لإسرائيل .
وامعانا في احراج الدول العربية ، ولإظهار الجبروت الاسرائيلي اذاعت القناة ١٤ الاسرائيلية المعروفة بقربها الشديد من نتنياهو خط سير الطائرات المهاجمة التي انتهكت أجواء (الاردن ، وسورية ، والعراق ، والسعودية ).وهو ما تم نفيه من بعضهم .
لقد خانوا قطر،، وطعنوها في ظهرها .. علي الرغم من كونها الدولة التي تعتبرها امريكا حليفها الاستراتيجي الوحيد من خارج حلف الناتو ، وغدروا بها بعدما نفذت رغبة امريكا في ايواء قيادات حماس علي اراضيها لضمان السيطرة عليهم ، وبعدما قدمت لترامب ١,٢ تريليون دولار وأهدته طائرة فخيمة لم يكن يحلم بها ، بالإضافة الي ١٠ مليار دولار لتوسعة قاعدة عديد التي شاركت في الهجوم عليها بدلاً من الدفاع عنها …وهي التي نفذت رغبة نتنياهو بدفع ٣٠ مليون دولار شهرياً لقيادات حماس في غزة ..وحتي قناة الجزيرة القطرية قناة الجزيرة القطرية قدمت كنزاً ثميناً لإسرائيل عبارة عن فيديو تم تصويره ( لابي عبيدة ) المتحدث باسم حماس وهو مكشوف الوجه مما أدى الي قيام الموساد بالتعرف عليه وتحديد شخصيته واغتياله مؤخراً.
وللأسف الشديد .. كل ذلك لم يشفع لها ولم يحفظوا جمائلها ، ولم يحترموا قادتها ، وقاموا بانتهاك سيادتها ، واهانوا شعبها ولم يعتذروا له ..واكتفي ترامب بمكالمة تليفونية مع توصيته لوزير خارجيته بإعداد اتفاقية للدفاع المشترك مع قطر( ليست بالمجان) لضمان عدم تكرار الامر، ثم اصطحب بعض وزرائه للعشاء في احد المطاعم احتفالاً بما حدث .
لقد آن الاوان بعد تلك المهانة ان تتعلم دولنا العربية من هذا الدرس القاسي ، وتستخلص منه العبرة والموعظة ، وان ترفض الخضوع والابتزاز ، و ترفض الارتماء تحت اقدامهم .. لقد اثبتت الايام ان ترامب ما هو الا قزم صغير امام نتنياهو الذي أصبح هو الحاكم الفعلي وصاحب القرار الاول في البيت الأبيض .. ولعل جميعنا قد تيقن الآن بأن ( المتغطي بأمريكا دائماً عريان) وانه لا شرف لهم ، ولا امان معهم ، ولا عهد بهم ، وان اتفاقاتهم الابراهيمية هي مجرد ضحك على ذقون العرب .. لابتزاز اموالهم ومواردهم ، وللهيمنة والسيطرة على بلادهم ،ولتأكيد سيادتهم وتحقيق احلام دولتهم التوسعية .
لقد انتهي الدرس يا عرب .. أفيقوا وتكاتفوا وتوحدوا قبل ان تذهب ريحكم وتضيع بلادكم ..وارحموا شعوبكم .. يرحمكم الله.

لواء / مروان مصطفى المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الامني بمجلس وزراء الداخليه العرب

زر الذهاب إلى الأعلى