د. داليا البيلي تكتب : القاهرة ترحّب بالكويت: لقاء الرئيس السيسي والشيخ أحمد عبد الله يؤكد التعاون الاستراتيجي بين البلدين

في خطوةٍ تعكس عمقَ العلاقات الأخوية والتاريخية بين جمهورية مصر العربية ودولة الكويت، قام سموّ الشيخ أحمد عبد الله الأحمد الصباح رئيسُ مجلس الوزراء بدولة الكويت بزيارةٍ رسمية إلى القاهرة، تزامناً مع حضور مراسم افتتاح المتحف المصري الكبير قرب أهرامات الجيزة.
وقد التقى خلال الزيارة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي،
وخلال اللقاء تم التإكيد على أوجه الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. 
تأسّست العلاقات المصرية-الكويتية على قاعدة من الأخوة والتضامن، إذ كانت مصر من أولى الدول التي اعترفت باستقلال الكويت، وقد وقفت معها في تحدياتها عبر التاريخ ، وهو ما شكل قاعدة من الثقة المتبادلة.
هذه الخلفية التاريخية تُثبّت اليوم العلاقات بين الشعبين والدولتين، وتجعل من التعاون بينهما مسعىً طبيعيّاً ومتَّسِقاً.
وهناك ايضا الأبعاد المُعزّزة للزيارة
1. البُعد الثقافي والرمزي
بحضور رئيس وزراء الكويت لافتتاح المتحف المصري الكبير، تُبرز العلاقات المصرية-الكويتية أكثر من مجرد تعاون سياسي أو اقتصادي: إنها شراكة في الثقافة والحضارة.
وقد هنّأ سموّ رئيس الوزراء المصريين بهذه المناسبة، ونقل تحيات سمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح
وقال إن المتحف «يجسّد الحالة الحضارية لمصر». 
2. التعاون الاقتصادي والاستثماري
خلال لقائهما،أشاد الرئيس السيسي بجهود أمير دولة الكويت التنموية وعمق العلاقات التاريخية بين البلدين كما أكد الترحيب الكامل بالاستثمارات الكويتية في مصر، مع الالتزام بتذليل العقبات وتوفير التسهيلات للمستثمرين. 
من جانبه أكّد رئيس الوزراء الكويتي رغبة بلاده في توسيع شراكتها مع مصر في مختلف القطاعات، مع التركيز على التنسيق لما تمّ الاتفاق عليه خلال زيارة الرئيس السيسي للكويت في أبريل 2025. 
3. التعاون الشعبي والإنساني
أبدى الجانب الكويتي تقديراً كبيراً لدور الجالية المصرية في الكويت في مجالات التعليم والصحة والخدمات، مما يعكس أن العلاقات بين البلدين تمتد إلى أبعد من الحكومات — إلى المجتمعين وكفاءاتهما. 
4. التنسيق الإقليمي والأمن العربي
تناول اللقاء أيضاً بحث التطورات الإقليمية، حيث عبّر الجانب الكويتي عن تقديره للدور المصري في ترسيخ الاستقرار ومبادرات التهدئة في المنطقة، من بينها الجهود المصرية في قطاع غزة. 
تمهد هذه الزيارة لإطلاق مراحل مُعمّقة من التعاون في مجالات الحضارة، الاستثمار، التكنولوجيا، والطاقة المتجددة. كما أن حضور الشريك الكويتي بهذه المناسبة الحضارية يعزّز الأبعاد الرمزية للعلاقة.
ولكن رغم الإيجابيات، يبقى التنفيذ الفعلي للاتفاقيات والاستثمارات، مع ضمان بيئة استثمارية مستقرة في مصر، أمراً حاسماً.
كذلك، تتطلب الأوضاع الإقليمية المتغيّرة تنسيقاً مستداماً بين البلدين للحفاظ على المكتسبات.
إنّ زيارة رئيس وزراء الكويت إلى مصر لحضور افتتاح المتحف المصري الكبير وتوقيته المميز، تمثّل تجديداً للعهد بين مصر والكويت، وتأكيداً على أن علاقتهما ليست مؤقتة أو سطحية، بل متجذّرة في التاريخ والشراكة ورؤية المستقبل.
وفي هذه اللحظة، تتلاقى السياسة، الحضارة، الاستثمار، والشعب في بوتقة واحدة لتعزيز أمن واستقرار ومنفعة مشتركة.
وتحيا مصر وعاشت الكويت










