مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان يكتب : فورمولا 1..نموذج للمتعة السينمائية

0:00

وكأن الدور الذي يجسده يشبه الحقيقة كلاهما نجم كبير بدأ نجمه في الأفول ولكنه يعود من جديد ليتألق كما كان قبل 30 عاما، نجح براد بيت في إعادة اكتشاف النجاح الكبير في شباك التذاكر حول العالم بعد فترة من النجاح المحدود لعدد من الأفلام مع بعض الأخبار الشخصية السلبية.
يجد ما يريده النجم المخضرم براد بيت في هذا الفيلم الذي يشبهه، وبالفعل قدم أداء لافت جدا ربما يقربه من بعض الجوائز هذا العام في ظل تصاعد الإشادات به، وظهر كأنه المُعلم الكبير أو الشقيق الأكبر لأعضاء فريق السباق وكيف يحتضنهم ويقودهم للانتصار.
فورمولا1 فيلم مسلي جدا وممتع جدا في تصويره لهذه الرياضة ولكن السيناريو وشخصياته النمطية ليس جديد هو عن تيمة مكررة عن عودة رياضي من الاعتزال وإعادة اكتشاف نفسه بعد سنوات ولكن تم رواية الأحداث كما قلت بشكل ممتع وصورة جديدة والمتعة البصرية هي الأهم على شاشة السينما  لدرجة أنك تعيش أجواء سباقات الفورمولا كأنك تشاهدها في الحقيقة ! السيناريو رسم قصة حب البطل بهذه الرياضة وتعلقه بها رغم الابتعاد والاعتزال هي كل حياته ورغم مخاطرها الكبيرة التي أشار إليها الفيلم لكن البطل لا يزال قلبه وعقله متعلقان بالفورمولا رغم ما يعيشه من كوابيس نتيجة حادث قديم، ممكن القول الفيلم أفضل دعاية لهذه الرياضة “الخطيرة”.
السيناريو رغم نهايته المتوقعه بتحقيق البطل “سوني” للنجاح وإعادة اكتشاف نفسه لكنك تظل مشدودا بشكل كبير للأحداث بفضل التصوير الرائع للسباقات وكواليسها والحماس الذي ينتقل للمشاهدين !
سيناريو بسيط نجح في نحو ساعتين ونصف في أن يكون ممتعا وجذابا في سرده وجزء كبير من الأحداث أنت داخل حلبة السباق مع شخصيات كثيرة ومتنوعة خاصة البطل وصديقه والمنافس الشاب الصغير ،السيناريو صار بشكل جيد بين شخصياته كذلك باقي الشخصيات كانت حاضرة بشكل جيد مثل فريق الخبراء.
المونتاج متميز جدا جعلنا نعيش كل أجواء السباقات سواء داخل السيارة أو عند تغيير الاطارات خلال  ثانيتين! وردود أفعال أعضاء الفريق خارج المضمار في أكثر من سباق.
المخرج جوزيف كوزينسكي بعد متعة المشاهدة التي قدمها في الجو خلال فيلمه السابق Top gun يكرر نفس المتعة البصرية هذه المرة على الأرض مع F1 هو مخرج يعرف كيف يشعل الحماس ويرفع الادرينالين للجمهور خاصة مشهد الحادث و مشهد النهاية الذي كان به مشاعر مؤثرة جدا، الاخراج كان مهتما أولا بالصورة والحركة ونجح باقتدار في ذلك مع اهتمام أقل بعناصر السيناريو وشخصياته، هو معه عناصر متميزة في التصوير “كلاوديو ميراندا” والمونتاج “ستيفن ميريون” والموسيقى “هانز زايمر”  الثلاثة حاصلين على الأوسكار.
طاقم التمثيل خافيير بارديم في دور الصديق الذي يثق في قدرات صديقه القديم وأنه قادر على مساعدتهم رغم عيوب شخصيته ومزاجه المتقلب! وسمعته السيئة من حادث قديم في أحد السباقات
نظراته في المشاهد الأخيرة أوصلت مشاعر الحب والفخر بصديقه القديم الذي لم يخذله.
أيضا دامسون إدريس في شخصية النجم الصاعد للفريق ما بين الغيرة والمنافسة من النجم القديم إلى الصداقة قدم مشاهده بأداء جيد أمام براد بيت.
فورمولا 1 فيلم ممتع ومثير ومشوق هو نموذج للمتعة السينمائية نجح جماهيريا جدا الإيرادات بلغت حتى الآن نحو 400 مليون دولار حول العالم ولا يزال في دور العرض بينما الميزانية بلغت نحو 250 مليون دولار .

تقييمي للفيلم 7.5/10

زر الذهاب إلى الأعلى