السيد خلاف يكتب : خطة الإغراق الصاروخي !!

رغم أن إسرائيل لم تكن لتشن هجومها على إيران إلا بعد موافقة ودعم أمريكي بإيعاز ودعم خليجي،إلا أن فشلا إسرائيليا حتى الآن في تحقيق الهدف من الحرب بتدمير المشروع النووي الايراني أو إسقاط النظام والدولة أيهما أقرب إلى التحقيق .
ومنذ اندلاع الحرب على إيران يحاول نتنياهو إدخال واشنطن في الحرب حتى يتمكن من تحقيق مشروعه ، إلا أن أمريكا لم تقرر بعد وتكتفي بالتهديد والوعيد رغم أنها داعمه عسكريا لإسرائيل من التمويل الخليجي السخي ، ومع ذلك فإن إيران حتى الآن صامدة وغيرت من تكتيكاتها الهجومية وخططها العسكرية ، وأوجعت العدو ودمرت مواقع عسكرية ،وألقت في قلوب الذين كفروا الرعب .
ليس هذا فقط وإنما تستعد لمواجهة كبري مع أمريكا وإسرائيل حال دخول واشنطن المعركة مع إسرائيل، و تستعد لضرب القواعد الأمريكية خلال خطة الإغراق الصاروخي تبدأ من الخليج مع تصاعد التوترات بين إيران من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، وتتجه الأنظار نحو احتمالية انزلاق المنطقة إلى مواجهة مباشرة، خاصة إذا تعرّضت المنشآت النووية الإيرانية لهجوم.
وفي هذا السياق، تبرز استراتيجية إيرانية معقّدة تستهدف القواعد الأمريكية في الخليج والشرق الأوسط، بتركيبة متعددة المحاور ترتكز على مبدأ “الإغراق الدفاعي” وشبكة حلفاء إقليميين، بهدف شلّ رد الفعل الأمريكي وإحداث شلل استراتيجي في عمق المنطقة.
وتعتمد المرتكزات الرئيسية للاستراتيجية الإيرانية على: 1-إغراق دفاعات العدو بهجمات متزامنة تعتمد على استراتيجية “الإغراق الدفاعي” أو “Saturation Attack”، حيث تُطلق عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة في وقت واحد، مما يتجاوز قدرة أنظمة الدفاع مثل باتريوت وTHAAD على التصدي للتهديدات المتعددة.
2-ترسانة صاروخية فعالة متدرجة المدى فاتح-110: صواريخ قصيرة المدى 300 كم، دقيقة الإصابة، تستهدف قواعد في الخليج ، وصواريخ قيام-1 وهي صواريخ متوسطة المدى(800 كم)، مزودة برؤوس تقليدية أو عنقودية ،
وطائرات مُسيّرة هجومية: مثل شاهد-136، وشاهد-129، قادرة على تنفيذ ضربات دقيقة ومنخفضة التكلفة ضد رادارات وأنظمة دفاعية.
3-ضربات صاعقة باستخدام صواعق جوية [Airburst]
هذه التقنية تسمح بانفجار الرأس الحربي قبل ملامسة الأرض، مما يُحدث ضغطًا انفجاريًا يفوق 300 PSI في دائرة نصف قطرها 100 متر.
وتؤدي هذه الخطة إلى تدمير منشآت القيادة والسيطرة ، و قتل الأفراد المكشوفين ، و تدمير مخازن الوقود والطائرات.
4-استخدام الحلفاء الإقليميين كمسرّحين إضافيين للهجمات
تشمل الخطة عمليات منسّقة من الحوثيين في اليمن باستهداف قواعد أمريكية وسعودية في الخليج،وتتحرك
الفصائل الموالية إلى إيران في العراق باستهداف عين الأسد والحضور الأمريكي ،ويفتح
حزب الله فتح جبهة تهديد للمنشآت الأمريكية في البحر المتوسط.
وتضع استراتيجية إيران للمعركة أهداف محتملة في الضربة الإيرانية :
-قاعدة العديد الجوية في قطر وهي أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط، و تضم أكثر من 8000 جندي، ومركز لعمليات القيادة الجوية الأمريكية.
-قاعدة الظفرة – الإمارات
ومركز عمليات التجسس والهجوم الأمريكي
-قاعدة تسيير طائرات MQ-9 و U-2
– الأسطول الأمريكي في البحرين ، ومركز دعم الأسطول الخامس ، هي المركز الحيوي لحماية طرق الملاحة وإمدادات الطاقة.
– قاعدة عين الأسد في العراق وقد تعرضت سابقًا لضربات إيرانية بعد اغتيال سليماني ،وتعد هدف ثابت في أي سيناريو تصعيد .
وبهذه الخطة تكون إيران أرادت أن تطرح استراتيجية مفادها أن إيران قادرة على إيذاء المصالح الأمريكية المباشرة في الخليج ،وأن هذه
الضربات ليست انتقامًا فقط، بل وسيلة لردع أي تدخل أمريكي قادم ، وانها تُظهر استعدادها لتحمّل كلفة المواجهة وتوسيع نطاقها .
وهنا يطرح التساؤل: ماذا يعني هذا بالنسبة للمنطقة؟ والإجابة ببساطة شديدة تعني أن أي هجوم على إيران قد يؤدي إلى تفجر مواجهة إقليمية شاملة ،
وأن القواعد الأمريكية لم تعد آمنة ،وأن واشنطن ستواجه كابوسًا لوجستيًا وتشغيليًا في حال بدأت المواجهة.
وبالمجمل فإن إيران تسعى إلى فرض معادلة جديدة تقوم على توازن الردع بالدمار، لا على السيطرة الجوية والرد الأمريكي التقليدي،وتبقى المعركة حتى الآن سجال مالم تتدخل أمريكا مباشرة ،فإن تدخلت يتوقع أن تشهد المنطقة حربا عالمية مفتوحة على كافة السيناريوهات والاحتمالات .
————-
المقال استند في مادته إلى عسكريين و استراتيجيين