محمد محمود عيسى يكتب : دكتور عصام سمير …. متضامنون معك

لا أكتب عن صديق عرفته وعاشرته منذ سنوات طويلة اختلطت خلال هذه السنوات الجيرة والأخوة والصداقة والعشرة الطيبة والمواقف الإنسانية النبيلة التي تترجم خدمة الناس ومساعدتهم والوقوف بجانبهم في كل المواقف إلى خلق إنساني وطبع أصيل ومنهج أخلاقي في التعامل مع كل الناس فقيرهم قبل غنيهم وضعيفهم قبل قويهم بتلقائية وبساطة شديدة وبغايات بعيدة كل البعد عن التكسب المادي الفاحش أو محاولة ركوب موجات اللقطات وتصدر التريند كما هو حال الكثير من الناس وممن يعملون في الشأن والمجال العام
لا أكتب عن أخ وصديق جمع في علاقته الإنسانية معك ومع كل الناس خصوصية العلاقات الإنسانية والاجتماعية في القوصية التي نحبها وننتمي إليها ونفتخر بها والتي كونت في نفوسنا جميعا مانعا ودرعا وحائط صد منيع وقوي ضد كل دعاوى الكذب والنفاق والضلال التي تفرق بين المصريين على أسس واختلافات واهية كاذبة لا تنتمي إلى واقع القوصية وليست منه وليس منها في شيء فكان الدكتور عصام سمير واقعا ومثلا حقيقيا مجسدا لخصوصية تلك العلاقة الإنسانية الراقية في مجتمع القوصية فتراه يقدم أفضل الخدمات الطبية الراقية إلى أحد الأئمة ويقدم له الدواء والعلاج بالمجان وحينما أصر فضيلة الشيخ على معرفة فاتورة الحساب رفض الدكتور عصام سمير رفضا قاطعا وأصر بكل احترام وتقدير على عدم محاسبة الشيخ وودعه بكلمات راقية
خصوصية العلاقات الاجتماعية والإنسانية الراقية في القوصية تجسدت حينما كنت أجلس معه ودخلت عليه إحدى السيدات وهي تحتاج إلى عملية جراحية مكلفة ولا تملك ثمنها وكانت خائفة وقلقة ومتوترة من أن تعود إلى منزلها ويمنعها فقرها وحاجتها من تلقي العلاج وإجراء العملية الجراحية التي تحتاج إليها ونادى الدكتور عصام سمير على إحدى الممرضات التي تعمل معه وأبلغها أن تكاليف العملية كاملة وبالعلاج على حساب الكنيسة وهنا استغربت السيدة من الموقف وسألت بتلقائية ” يمكن الكنيسة ترفض يا دكتور علشان أنا مش تبعكم ” وضحكنا أنا وهو من طيبة وتلقائية السيدة البسيطة وهنا قال لها الدكتور عصام سمير : ياماما احنا هنا كلنا واحد مفيش أي فرق بينا وفي القوصية كلنا أهل وكلنا واحد وأسرة واحدة اطمني تماما كل حاجة هتبقى تمام “
ووسط أمواج القلق والتوتر التي تعصف بالمنطقة والعالم والتي نحتاج فيها إلى كل لبنة سوية وإنسانية واجتماعية قوية وراسخة في جدار الوطن لكي نواجه بهذا الجدار أمواج الهدم ومؤامرات التفريق ونتصدى لكل من يحاول أن يهدم البناء بخصوصيته وعلاقاته الإنسانية والاجتماعية الفريدة والتي تمثل في هذه المرحلة العصيبة ركيزة مهمة وأساسية من ركائز المواجهة وتحقيق الانتصار يتعرض الدكتور عصام سمير لهجمات إدارية وإجرائية تعسفية وقاسية من أجل أنه أراد أن يستكمل دوره الإنساني والمجتمعي الرائد في اقتحام مجال توعية الشباب بأخطار المخدرات ومحاولة إنقاذ الكثير من الأسر التي ضاع أحد افرادها في طريق الإدمان وخسارة وجوده الآدمي والإنساني في الحياة والمجتمع في الوقت الذي تحاول فيه الدولة ومؤسسات المجتمع المدني مد يد العون والمساعدة لتحصين وتوعية الشباب وابتعادهم عن طريق الإدمان والمخدرات
قد تكون هناك أخطاء إجرائية وقانونية معينة سقطت على سبيل تراكم ضغوط العمل ومتطلبات خدمات المجتمع والناس أو حتى على سبيل عدم الإلمام ببعض الإجراءات القانونية اللازمة ولكن كل ذلك لا يعطي الحق للجهات الإدارية أن تتعامل بهذا التعسف الإداري والإجرائي والقانوني مع الدكتور عصام سمير نعم هناك إجراءات ومواد قانونية كان يجب الالتزام بها ولكن هناك أيضا روح القانون التي توائم بين هذه الجهود وتعطيها الفرصة اللازمة لتوفيق الأوضاع القانونية المخالفة إن وجدت
دكتور عصام سمير حالة مجتمعية مميزة بعلاقاته الكثيرة والمتشعبة مع كل الناس والتي تعكس خصوصية القوصية المحبة لأهلها وناسها وتماسكها وقلما يوجد إنسان في كل أنحاء مركز ومدينة القوصية وعلى كل المستويات العائلية والمجتمعية والوظيفية بكل أنواعها ودرجاتها وتنوعها وحتى الدينية منها لم يقدم له خدمة طبية أو مجتمعية أو عائلية بل خدمات متنوعة
” إن الحسنات يذهبن السيئات “
قدم الدكتور عصام سمير الكثير والكثير من الحسنات والخدمات الطبية والمجتمعية للمجتمع والدولة ولكل الناس بمقابل وبدون مقابل وساهم في إغلاق وموائمة الكثير من الملفات الشائكة وكان أحد الجنود الذين ساهموا في قوة وتماسك مجتمع القوصية وطرقت أبوابه بعض السيئات فهل تذهب هذه السيئات حسنات الدكتور عصام سمير