مقالات الرأى

الدكتورة حنان عيد تكتب (عطِّر فَمَك إذا ذكرت حوَّاء وحورية القرى !!)

0:00

وكلنا عشاق وأنا عاشقة ترابها النبيل
يقولون أن الوطن هو أغلى ما يعتز به الإنسان، لأنه مهد صباه ومدرج خطاه ومرتع طفولته ومأوى كهولته ومنبع ذكرياته ونبراس حياته، وموطن أبائه وأجداده وملاذ أبنائه وأحفاده.

وفي هذه الأيام يتعرض موطني وموطنك لهجمة شرسة من بُلَهاء أُبتلي بهم هذا الزمن .. حقداً وكرهاً ومكراً ولا ندري ما السبب دون فهم أو عقل أو قلب .. هل تُعادون الله ورسوله في حفظ هذا البلد الأمين وتميزها عنكم .. أم هي أحلام مسيخكم الدجال وليتها عقولكم وقلوبكم
الضرب بيد من حديد وبالقاضية لكل من تسول له نفسه التعدي على قلب ومنارة وسيدة هذا العالم ..
وإذا أردتم فهلم فقد حانت لحظة النبش في قبوركم أحياء .
زبيدة:
عن مصري أتحدث عن وطني أدافع .. عن ترابي أترجل وأتأسد .. عن بلدي أموت وأُقبَر .
فمن تخلى وباع فهو وعدوي سواء .. ومن الآن وصاعداً نُصِبت حلبة الصراع بالكلمات والسلوك وبكل أدوات القتال الحية والمعنوية والإفتراضية.
وعلى من لا يساندني التخلي والبعد عني .. فأنتم عبئ ومرض لا سند يشد عضد .. وغداً معاً نرى من الناصر والمساند ومن المستنصر والشامت .
قالوا عنها وفيها:

سلاماً عليك يا أرض النيل، يا أم الجيل.
في مصر تعانقت القلوب وتصافح المحب والمحبوب، والتقى يوسف ويعقوب.
في مصر القافية السائرة، والجملة الساحرة، والمقالة الثائرة، والفكرة العاطرة

وفيكي كأَنَّ الورودَ وجناتُ بِكْرٍ مسَّها النيلُ رقةً ببنانٍ
بل كأنَّ النخيلَ جِيدُ عروسٍ وعليه التمورُ عِقْدُ جُمانِ
أنا يا مِصرُ عاشقٌ لكِ حتى لم يعدْ لي من البكا دمعتانِ

ودخلتُ النزالَ في الحُبِّ لكنْ ضَاع سيفي مني وضَاع حصاني. لوَّنتْ مصرُ بالشبابِ ثيابي مشَّطتني وطرَّزَتْ قمصاني
فأنا الشافعيُّ قد جاء مصراً فإذا الفقهُ في جديدِ معاني
قبلها لم يكنْ هنالكَ شِعرٌ كلُّ ما كانَ قبلها شطرانِ .. بعدها دفقةُ النُّبوغِ تجلَّتْ في”حافظاً”
و “شوقي”

فهي للدهرِ كُلِّهِ دَفَّتانِ ولها بصمةٌ بكلِّ فؤادٍ وبقلبي أنا لها بصمتانِ
وتجلِّي الإله في الطُّورِ يكفي لكِ عزاً يا مصرُ في الأكوانِ .. والتراتيلُ في مديحكِ تَتْرى في سطورِ الإنجيلِ والقرآنِ ..
والعقيدةِ مصرٌ سِرُّها خالدٌ، هو “الرحِمَانِ”

واسألوا الأزهر وعين جالوت وحطين .. إسألوا الرملَ من سقاهُ يُجِبْكم: جيشُ مصرٍ بدمِّهِ قد سقاني
ليس نصرٌ من غير مصرٍ لَعَمري هل رأيتمُ خيلاً بلا فرسانِ
ليس للشرقِ نهضةٌ دونَ مصرٍ كيفَ يَعلو بيتٌ بلا أركانِ
يا مصرُ إذْ ذكرتُكِ ضَجَّتْ في قصيدي مباهجٌ وأغاني .. فحقولٌ من البنفسجِ شِعري وقوافيَّ شهقةُ الريحانِ .. وحروفي براعمُ اللوزِ لكنْ نقطةُ الحرفِ حبةُ الرُمَّانِ .

رغمَ هذا ومصرُ أعلى وأغلى فاعذروني ما كان في إمكاني .. ريشتي حاولت وقولي، ولكنْ أعجزت مصرُ ريشتي ولساني
يا ضحكة الوليد يا صرخة الشهيد
واجبنا نحوك عظيم فلك منا الوفاء والعمل والعطاء .. ولك الحياة ولنا الفناء
عندما سألوني عن مصر

زر الذهاب إلى الأعلى