مقالات الرأى

دكتور عماد عبد البديع يكتب: هل تصبح أمريكا دولة من دول العالم الثالث؟

0:00

تابعنا مؤخرا الأحداث والمظاهرات التي حدثت في الشارع الأمريكي وتحديدا في ولاية كاليفورنيا، تلك الأحداث التي تعد نوعا ما غريبة عن العرف السياسي الأمريكي والتقاليد السياسيه الامريكية الراسخة، هذه الأحداث التي أكدت وجهة نظر الكثير من المحللين والمتابعين بأن أمريكا تعيش عصر خريف الديمقراطية.

فأمريكا في الحقبة الترامبيه، وفي المائة يوم الأولى من تولي الرئيس الامريكي لمقاليد الحكم، شهدت البلاد العديد من الظواهر والأحداث السياسية الساخنة والغير معتادة بالنسبه للمجتمع الأمريكي، وذلك نتيجة للسياسات التي انتهجها ترامب في تعامله مع الملفات السياسية الأمريكية الداخلية والخارجية، هذه الظواهر التي تتنافى مع الكثير من القيم الديمقراطية التي طالما تغنت بها امريكا وكانت سمة اساسيه من سمات الثقافه الامريكيه.

فعلى سبيل المثال ما شهدته وتشهده ولايه كاليفورنيا حتى اليوم من الاضطرابات الواسعه نتيجة سياسات ترامب حول ملف الهجرة غير الشرعية للولايات المتحدة الامريكية، والتي وصلت الى حد المطالبه بالانفصال والاستقلال عن امريكا، مما استدعى الرئيس الامريكي الى استدعاء قوات الحرس الوطني بل وقوات المارينز وهي قوات المشاه البحرية في الجيش الامريكي والتي كانت تحارب في أفغانستان وفيتنام ونزولها الى الشارع لقمع التمرد والاضطرابات.

الشيء الفارق في هذا الشأن هو الطريقة التي تعاملت بها القوات في قمع المتظاهرين باستخدام العنف المفرط والقنابل المسيلة للدموع والأسلحة وكأنه مشهد من أفلام هوليوود لم تعتاده أمرريكا، أو مشهد يحيلك الى دولة من دول العالم الثالث..

ومثال اخر هو دعوة الرئيس الامريكي دونالد ترامب للاحتفال بمرور 250 عاما على تأسيس الجيش الامريكي، وذلك في عرض عسكري مهيب يتزامن مع تاريخ ميلاد الرئيس الأمريكي، في سابقه هي الاولى من نوع ها في تاريخ الولايات المتحده الامريكية، والذي كلف الدولة مئات الملايين من الدولارات الأمريكية، مما أثار استياء الكثير من المواطنين الامريكيين، وخرجت المظاهرات رافعة صور تظهر ترامب في شكل مضخم عبر رسوم ساخرة، ويرددون شعارات لا للديكتاتورية…

وفي حين يرى فريق من المتابعين أن هذه المظاهرات والاحتجاجات قد ترقى الى صوره من صور التمرد والعصيان المدني، ويذهبون بعيدا الى إمكانية انفصال الولاية عن الولايات المتحده الامريكيه، بينما يرى أخرون ان هذه الأحداث تعتبر مجرد قطره في بحر الولايات المتحده الامريكيه، وأنه يمكن السيطرة، عليها ولا تؤثر ابدا على العرف السياسي السائد في امريكا، وانها مجرد انعكاسات لسياسات ترامب الداخليه والخارجيه.

هذه الاحداث وتلك المظاهر التي لا نشاهدها الا في دول العالم الثالث تعتبر نقطة تحول في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية، فهل هذه تعد تحولات في المجتمع الامريكي؟ أم تبقى مجرد ظواهر أحدثتها الحقبه الترامبية تنتهي بنهاية ولاية ترامب؟ أم تبقى مستمره مؤثره متفاعله في واقع السياسه الامريكيه في المستقبل؟؟ هذا ما سوف تجيب عليه الايام القادمه..

زر الذهاب إلى الأعلى