أحمد فرغلي رضوان يكتب : انتخابات نقابة الصحفيين..رسائل بعين الاعتبار

ربما كانت هي المعركة الأكثر ضراوة على مقعد نقيب الصحفيين في مصر التي أشاهدها منذ التحقت بالنقابة قبل نحو ستة عشر عاما، تكرار فترة تأجيل انعقاد الانتخابات لأكثر من مرة كان عامل أساسي لزيادة جولات الدعاية الانتخابية للمرشحين على مقعد النقيب ومعها كان ارتفاع حدة التلاسن والتراشق عبر وسائل التواصل الإجتماعي بين مؤيديهم لدرجة بدت “مزعجة” للكثيرين ولكن مرت الأمور بسلام وهدوء يوم الانتخابات بفضل وعي الكثيرين من الأعضاء من أبناء المهنة لتخرج الانتخابات نموذجا للممارسة الديمقراطية العادلة ليست في مصر فقط ولكن في منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
ولكن تلك المعركة الانتخابية تركت كثيرا من الرسائل والحقائق مع بعض علامات الإستفهام التي يدور حولها حديث هامس لايزال مستمرا بين الصحفيين، على رأسها أراء كثيرة حول مقعد النقيب وجدل التصويت بين المرشحين وترجيح مرشح على آخر وما أطلق عليه البعض لفظ التصويت “العقابي” ! وما إلى ذلك من تحليلات وبالطبع كل تلك الآراء “الجدلية” حالة صحية تدل على مساحة الديمقراطية التي تتمتع بها انتخابات النقابة بين أعضاء الجمعية العمومية ولكن سأذكر هنا رأي استوقفني كثيرا وتضمن رسائل غير مباشرة وهو للكاتب الصحفي خالد صلاح في اليوم التالي لنتيجة الانتخابات كتب الأتي من بين ما كتب حول نتيجة الانتخابات :
( و تبقى عقيدتي دوماً يا سيادة النقيب أن قوة النقابة من قوة المؤسسات الصحفية ، وليس في إضعاف المؤسسات ، أو خلق أجواء عدائية بين الصحفيين ومؤسساتهم بإسم الحرية تارة ، وبإسم الحزبية والاستقلال تارة أخرى ).
توقفت أمام تلك الكلمات ويبدو أن الزميل يلمح لأشياء ما يعلمها في الكواليس! وإلا ماذا يقصد بخلق أجواء عدائية وإضعاف المؤسسات ؟! كلمات يجب أن ينظر لها المجلس الحالي بعين الاعتبار لأنها ليست بالأمر الهين أن تمر هكذا دون رد وتوضيح .
في رأيي هذه الدورة صعبة للغاية على المجلس الحالي ولديهم “جملة” من التحديات وربما أهمها الحفاظ على وحدة الصحفيين والدفاع عن حريتهم في إبداء الرأي ومد يد التعاون إلى الجميع ومحاولة فتح حوار أيضا لخدمة الصالح العام والاستفادة من الزملاء الكبار أصحاب التاريخ والعلاقات الممتدة “من نقباء سابقين” ولا عيب في طلب الدعم منهم حتى تسير أمور الملفات المعلقة بوتيرة أسرع ، الجميع يجب أن يكون في خدمة نقابتنا العريقة.
أرى كذلك هناك حالة من “التربص” لدى البعض بالمجلس الحالي! لدرجة أنهم ظهروا في احتفال بالنقابة ولكن تغيب عدد من الأعضاء عن الصورة ! فتسأل البعض ما سبب الغياب وتم فتح باب “الخيال” لكثير من التحليلات !؟ يجب أن تكون هناك فترة من الهدوء الآن على صفحات مجموعات الصحفيين وعدم التسرع في إبداء الآراء ومنح المجلس الحالي “المنتخب” الفرصة الكاملة لممارسة عملهم بحرية تامة ودون ضغوط.
كذلك عدم الحديث تجاه أعضاء بعينهم بشكل فردي أن هذا الصحفي أو ذاك محسوب على مؤسسة بعينها ! الجميع الآن تحت مظلة نقابة الصحفيين وينتسبون لنقابة واحدة وفي خدمة جميع الأعضاء.
الدورة الماضية للمجلس برئاسة النقيب الأستاذ خالد البلشي مرت بهدوء وسلام مع الجميع ولم يصطدم “بالسلطة” حيث كان البعض متخوفا من ذلك ولكنه أدار فترته الأولى بحكمة وعقلانية بقدر منصبه بعيدا عن شخصية الصحفي “المعارض” .
المجلس لديه ملفات كثيرة يجب العمل عليها بوتيرة أسرع من الفترة الماضية سواء لائحة الأجور العادلة أو ملف التعيينات المتوقف لسنوات في بعض المؤسسات أو ملف الخدمات العامة للأعضاء والعمل على تطوير موارد النقابة المالية ومشروعاتها من أجل تحقيق “حلم” الاستقلال المالي وكذلك الملف الشائك “البدل” وهو صداع مزمن يجب العمل عليه وألا يكون مرتبط بمرشح بعينه.
كذلك إعادة النظر في لجان القيد ووضع ضوابط “مهنية” شديدة لقبول أعضاء جدد.
أخيرا يجب أت نتباهى بوحدة الصحفيين وحرية الانتخابات ونتائجها.. وكل التوفيق للنقيب وأعضاء المجلس الحالي في مهمتهم الجديدة.
عاشت دوما وحدة الصحفيين.