راندا الهادي تكتب : كلنا مدمنون ..

قاعدة بسيطة يمكنك تطبيقها للتأكد من عدم وصولك لمرحلة الإدمان على هاتفك المحمول ، إليكم القاعدة ( هل تستطيع قضاء يومًا كاملًا بدون هاتفك المحمول ) إذا كانت الإجابة : لا ، فأنت مدمن تحتاج للمساعدة العاجلة ، وهذا الإدمان قد أضر بالفعل بخلاياك العصبية ، إدمان صنفته مجلة (Psychiatry Research) العلمية بأنه يندرج في نفس فئة إدمان المواد المخدرة من حيث تأثيره على نشاط الدماغ.
والمخيف عند قراءتي في الأثار السلبية للهاتف المحمول على الإنسان شمولية تأثيره السلبي ليضم الجانب الفسيولوچي والنفسي ، مع ترك قائمة السلبيات مفتوحة لانضمام المزيد من الأمراض إليها باعتباره وسيلة واسعة الانتشار وكثيفة الاستخدام .
وليتحقق الغرض من المقال وهو صدمة القراء من خطورة أداة تدمر صحتهم يوما بعد يوم بل ساعة بعد ساعة كالمرض الخبيث ؛ سأسرد عليكم الخطوط العريضة للسلبيات التي رصدها العلماء على مدار سنوات للهاتف النقال.
أولًا: إجهاد العين ، حيث يؤدي التحديق في شاشة المحمول إلى إجهاد العين أو ما يشار إليه عادة باسم “إجهاد العين الرقمي” أو “متلازمة رؤية الكمبيوتر”،ومن أعراضه : عدم وضوح الرؤية وجفاف العين والصداع وصعوبة التركيز ، حيث إن مستخدمي الهواتف الذكية معرضون لخطر أعلى بنسبة 39.7% لألم العين وجفافها مقارنة بالآخرين.
ثانيًا: آلام الرقبة ، فعند إرسال الرسائل النصية أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، يجلس المستخدم في وضع منحني، وهذا يؤدي إلى حالة عرّفها الأطباء باسم “رقبة الرسائل النصية”، حيث تصبح عضلات الرقبة والكتفين متيبسة أو مؤلمة بسبب دفع الرأس للأمام لفترات طويلة .
ثالثًا: اضطرابات النوم ، ولأن استخدام الهاتف المحمول قبل النوم أمر شائع، تشير دراسة نشرتها مجلة (Nature and Science of Sleep) إلى أن استخدام الهاتف المحمول لمدة 30 دقيقة على الأقل قبل النوم يؤثر على جودة النوم،حيث يتداخل الضوء الأزرق لشاشة المحمول مع إنتاج الميلاتونين، الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم، ما يؤدي إلى صعوبة النوم أو يؤدي إلى نوم رديء الجودة”.
رابعًا: مشاكل القلب ، حيث يسبب التعرض المطول للهواتف المحمولة إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. والخطر مرتفع بشكل خاص بين المدخنين والأشخاص الذين يعانون من حالات مزمنة مثل مرض السكري.
خامسًا: الإجهاد النفسي ، فقد حذر الأطباء المتخصصون من أن متابعة وسائل التواصل الاجتماعي تؤدي إلى زيادة مستويات مشاكل الصحة العقلية، كالتوتر والذعر والأرق ، مع تفاقم الوضع بمرور الوقت .
سادسًا:ضعف الوظائف الإدراكية ، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن التعرض لإشعاع المجال الكهرومغناطيسي للمحمول يرفع درجة حرارة الجسم الأساسية بما يُضعف عمليات الإدراك، و يؤدي إلى ضعف الذاكرة والنسيان وتشتيت الانتباه .
سابعًا: اضطرابات الجهاز العضلي الهيكلي ، بسبب الأوضاع الخطيرة على الجسم عند استخدام المحمول والتي قد تؤدي إلى انزلاق غضروفي وتشوهات عضلية تزداد كلما زاد استخدام المحمول والاعتماد عليه .
ثامنًا: الإدمان ، وهو ما بدأت به مقالي ،وأكرر هنا أن هذه السلسلة من السلبيات مازالت تطول يومًا بعد يوم خاصة مع الاستخدام الكارثي للمحمول من قبل الأطفال .
أفلا نكون مجتمعًا واعيًا ونطلق حملة للتوعية بمخاطر الهواتف الذكية ، ونتمادي في الاهتمام بمستقبل الأجيال الناشئة ونمنع استخدامه لمن هم دون سن السادسة عشرة ، ونقود الطريق نحو الأفضل بقواعد تستبعده من قاعات المؤتمرات والأماكن العامة والكافيهات ، لعلنا نكون .