مقالات الرأى

أحمد خليفة يكتب: إبداع خالد جلال فى مسرحية ” حاجة تخوف” يصنع نجوم جديدة للمسرح المصرى

0:00

خالد جلال بيعمل عظمة فى عرض مسرحية “حاجة تخوف”
اتذكر فى أول وثاني عمل مسرحى خاص بى مسرحية ” تحت الصفر ” ومسرحية” الحكاية ومافيها” كمؤلف وتم عرضهم على مسرح السلام ومسرح نقابة الصحفيين كتجارب أولى ، وقد اتعلمت أشياء مهمة أولها أن الشغف والاخلاص هى متطلبات مهمة للنجاح بالإضافة لشيئ مهم جدا وهو التزام معايير الجودة فى كل الخطوات من تأليف وكتابة واخراج وديكور وموسيقى وكذلك اهمية الاعتماد على عناصر فنيه تمتلك الموهبة والاستمرار فى تدريب الممثلين تدريب جيد وتقديم المواهب الغنيه التى تمتلك الادوات بالاضافة الى عنصر مهم جدا وهو الرسالة من العمل، والهدف منه والرسالة التى تقدم للجمهور والمحتوى من أهم الأدوات لانه ببساطة ” الجمهور واعى” ، و لايستطيع اى صانع عمل فنى، الضحك على الجمهور واستغفاله بتقديم الردئ على اعتبار ان الحكاية سبوبة وأكل عيش فى النهاية سوف ينسى الناس ماتم وكأنه لم يكن ببساطه !! ما قدمته لن يتذكرة احد ، اغلب الجمهور لايعرف كيفية صناعة العمل وادواته وغير دارس للدراما بالتأكيد، لكن العبرة بالنتائج وحكم الناس فى النهاية والاستمتاع بالعمل الجيد.
مسرحية خالد جلال تقدم 50 موهبة جديدة شابة فى إطار برنامج خالد جلال لاطلاق المواهب فى مصر خلال سنوات كتير مضت بشكل دائم ومستمر وهو حاليا قادر على صناعة النجوم وتقديمها للسوق الفنى.
وحين شاهدت العرض تذكرت رسالة الفن الاولى والمهمة وهو ” التطهير” أى تدخل العرض بحالة وتخرج من العرض مشبع بحالة أخرى ! بمعنى منع السلوكيات غير المرغوب فيها من خلال إطلاق المشاعر السلبية، مثل الغضب، أو الصدمات النفسية غير المُعالجة، أو الخوف – وهي ظاهرة تُعرف باسم التطهير العاطفي. ويجادل أتباع هذه النظرية بأن التعبير عن الغضب يساعد على التحرر من المشاعر المكبوتة، ويسهل التطور العاطفي
التطهير مصطلح في الفن الدرامي يصف تأثير المأساة أو الكوميديا وعدة أشكال أخرى من الفن فى الجمهور إلا أن البعض يرى أنه يصف تأثيرها فى الشخصيات الدرامية أيضا ، يفسر أرسطو معنى كلمة Catharsis التى استعان بها فى تعريف المأساة في كتاب فن الشعر وارى ان العرض المسرحي “حاجة تخوف” تجربة تطهيرية قام جلال خلالها بإختبار الجمهور لنفس المشاعر التى تختبرها الشخصيات على المسرح وبالتالي، فإن العمل التطهيرى هو عمل يمنح الجمهور والحضور هذه التجربة مع الممثلين ويقدم جلال التطهير في المسرح هو مصطلح أرسطي يشير إلى عملية التنفيس الوجداني التي تحدث لدى المشاهدين بعد مشاهدة مسرحية مأساوية يهدف التطهير إلى التخلص من المشاعر السلبية مثل الخوف والشفقة من خلال التعبير عنها مسرحيا ، مما يؤدي إلى تنقية النفس وعودة التوازن لها.
في عرض حاجة تخوف” يقدم جلال الملقب خمسين ممثلا وممثلة قضوا عاما ونصفمن التدريب في مركز الإبداع الفنى في القاهرة، ويقوم المخرج خالد جلال بنفسه بإستقبال الجمهور وإرشاد كل واحد إلى مقعده لمشاهدة عرضه المسرحي “حاجة تخوف”، ويهدف منه جلال التواصل المباشر مع الجمهور وتحول المخرج نفسه لاحد الممثلين بالعرض من خلال التواصل المباشر، وخالد جلال يعتبر العمل الفنى بالممثلبن وليده الذى ينتظره بشغف وصبر فترة طويلة ليقدمه بأبهى صورة. لذلك كان حرصه على الاهتمام بكل تفصيله حتى يكون كل شيء فى مكانه وجلال لايقدم ورش تدريب اويقدم حفل تخرج بل يقدم منظومة متكاملة لصناعة النجوم فى عمل فنى متكامل وملتزم بشروط الصناعة أو أن أردت أن تكون دقيق العبارة ” الصنعة”، ويناول العرض فكرة الخوف من خطايا البشر ، والخوف الذى يسيطر عليهم إ إرباك تفكيرهم وخواء الروح وأن كل إنسان عليه النظر فى مرآة حياته وكشف حقيقة نفسه التى يخفيها دون خجل والتخلص من تلك الخطايا، ويقوم جلال فى بداية العرض، بدور الراوى الذى يقدم الأحداث ثم يترك المسرح ليفتح المجال للمبدعين الجدد.

زر الذهاب إلى الأعلى