صفوت عباس يكتب: (١٠٠ عام انتخاب.. صخب التنصيب والاطاحه )

علي ابواب انتخابات برلمانيه من ايام حمل فيسبوك خبرا عن تشكيل هيئه مكتب احدث حزب في مصر في محافظة باقصي الجنوب فكانت حاله كبيره من صخب المنشورات بين من ينقل الخبر ومن يحتفل بمن ورد بالتشكيل ومن يشكك فيه ومن يدعو الي التريث.
.. حاله الاهتمام بخبر عن تشكيل امانه محافظه اسوان لحزب وليد لاتعكس اهتماما بالشأن الحزبي عند الناس بقدر ماتعكس حاله ان الحزب قد يكون متصدرا للمشهد الانتخابي او مشتركا بقوه في الصداره باعتبار الاسماء اللامعه التي شكلت امانته المركزيه وعليه يتوقعون ان يتواجد الحزب ليزيح من يشغلون المقاعد النيابيه الحاليه بدائرتهم بما يساهم في تخفيف حده فعلهم الانتخابي العقابي لاختيار البديل.
كما ان الحاله الشعبيه المصريه بالشغف بالانتخابات والمرشحين حاله قديمه بدات مع اول انتخابات نيابيه مباشره في مصر ١٩٢٤ وصفها المؤرخ عبد الرحمن الرافعي وكان قد فاز فيها بقوله ( اهتمت الأمة بالانتخابات بدرجتيها اهتمامًا عظيمًا دلَّ على ارتقاء النضج السياسى في البلاد، وتتبع الناس بلهفة إجراءات التمهيد للانتخابات، وتألفت اللجان الشعبية في مختلف المدن والقرى، وكان معظمها من لجان الوفد. وكانت الدلائل والملابسات تدل على أن الوفد سينال الأغلبية الساحقة في الانتخابات، فشخصية سعد وزعامته للأمة، والمنزلة التي نالها في نفوس المصريين، كانت وحدها كفيلة بهذا الفوز، ولا غيره تركزت فيه الثورة، لأنه كان زعيمها، وكان نفيه مرتين مما زاد الشعب تعلقًا به والتفافًا حوله، وبخاصة لأن عودته الثانية من المنفى كانت قبيل الانتخابات بمدة وجيزة، فكان ترشيح الوفد يضمن في الغالب فوز كل من يتقدم للانتخابات).
.. حاله الشغف بالانتخابات والاشخاص الان لاتماثل بالطبع حاله الاحتفاء بالوفد وسعد باشا وحاله اول انتخابات مباشره فكل العناصر متغيره ولاترقي في الحاله الحاليه للحاله الاولي ولكن حاله الاحتفال الانتخابي موجوده وبصخب واضواء اشد في شكل تشاركيه الاحتفال بالمولد.
بين الحاله الاولي والاخيره تغيرت الدوائر ونظم الانتخاب من فردي الي قائمه نسبيه الي هجين من قائمه مغلقه وفردي مع اعتبار كوتات انتخابيه كانت بنسبه النصف للعمال والفلاحين في برلمانات مابعد١٩٥٢ والتي تحولت لتمثيل ملائم بموجب دستور ٢٠١٤ مع حصص لذوي الهمم والمراءه والشباب والمصريين بالخارج والمواطنين من طوائف اقل عددا لضمان تمثيل جيد. وتغيرت مكانه النائب الاجتماعيه من باشا او بك او اقطاعي او بدرجه علميه او وظيفيه عاليه الي مواطن عادي وفلاح بسيط وان كان حاليا قد اصاب الانتخابات التضخم في نفقات الدعايه وجذب الناخب!! فاصبحت تحتاج (اثرياء) خاصه في المرشحين علي النظام الفردي او حتي القائمه الممتدة لقطاعات ضخمه تحتاج لدعايه ضخمه لايستطيعها بسطاء الناس.
.. في ظل احزاب قويه التنافس وبمرجعيات فكريه واضحه (ليبرالي او قومي او داع للاستقلال الوطني والتحرر) فكان الحزب الوطني وحزب الوفد والاحرار الدستوريين والان اصبحت الاحزاب حسب راي المواطن (احزاب كرتونيه) بلا معالم فكريه وان كانت احزاب مدنيه بصبغه مصريه الا القليل الذي يغلب عليه شكل اخر بعيدا عن الاوراق الرسميه.
.. في الدوائر الريفيه قديما كان الاقطاعي او صاحب العزبه يوجه سير الناخبين وفي فتره اصبحت العصبيات القبليه هي المسيطر علي الناخبين والان تسيطر علي تصويتهم منفعه شخصيه او تصويت عقابي.
كانت البرلمان يمارس الرقابه والتشريع وربما خلق الوضع الرقابي هيبه للنائب لدي جهات الاداره مما كان يمكنه من انجاز ادوار خدميه تتراوح في وساطات لتوظيف مؤيديه وقتما كان التوظيف متاحا الي جلب موارد تحسن الخدمات والمرافق بدائرته الي خدمات شخصيه اخري للمقربين او لعموم الدائره وكلما زاد الدور الخدمي زاد بريق النائب وزادت قدرته علي البقاء نائبا لدوره او دورات تاليه.
مع ضبط امور التوظيف ومركزيه الخدمات قلت قدره النائب علي ارضاء مؤيديه ودائرته لكن يظل الشغف بالانتخابات شعبيا موجود لانتخاب بديل عقابا للنائب القديم الذي لم يرضيهم الي ان تحين انتخابات جديده يعاقب فيها الناس النائب الذي هتفوا له باختيار بديل وان كان يفلت من العقاب من تضمهم القائمه المغلقه.