مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان يكتب : عمرو دياب..خلصت فيك كل الكلام

0:00

أربعين عاما ولا يزال عمرو دياب هو المطرب الوحيد القادر على “تحريك” الشارع ! وإضافة حالة من البهجة رغم أعباء ومشاكل الحياة يأتي خبر إصدار ألبوم غنائي جديد للمطرب صاحب الروح الشابة عمرو دياب ليعيد الذكريات الجميلة للكبار ويسعد قلوب المحبين الصغار ويحرك مشاعر الجميع ، حالة من النجاح لم تتحقق من قبل لأي مطرب عبر التاريخ الحديث أن يستمر هكذا مطرب محافظا على تواجده في الصدارة، معادلة للنجاح صعب تكرارها ولذلك دائما يتم مقارنة حالة نجاح عمرو دياب الفنية مع حالة نجاح النجم الأسطوري للسينما المصرية والعربية عادل إمام.
“شريط عمرو دياب نزل” هكذا كنا في المدرسة قبل سنوات نتسأل عن شريط “ألبوم” عمرو دياب الجديد ونتسابق من يكون أول واحد يشتري شريط عمرو دياب ويحضره إلى المدرسة لنبدأ الاستماع معا ونتحدث حول الأغنيات وتبدأ مع الألبوم الجديد قصص حب مرحلة المراهقة الجميلة.
جزء كبير من ذكرياتنا نحملها مع أغنيات عمرو دياب خلال السنوات الماضية، تجد أصواتا وأراء مختلفة تتحدث عن المستوى الفني لما يقدمه ما بين الصعود أو الهبوط، رأي يقول الأغنيات القديمة أفضل وخاصة فترة التسعينيات، وآخر يقول عليه أن يعود لفريق عمله القديم، وإنه يقترب من عالم موسيقى المهرجانات!، كلام كثير تسمعه دائما هنا أو هناك  قول ما تشاء ولكن هو حالة النجاح في عالم الموسيقى المصرية والعربية الواضحة وضوح الشمس للجميع لعشرات السنين.
قدرته على التعامل مع أجيال مختلفة من الملحنين والشعراء طوال تلك السنوات واختيار ما يناسبه ويناسب جمهوره هو سبب رئيسي في تطوره واستمراره منذ هاني شنودة وفتحي سلامة وحميد الشاعري ورياض الهمشري وصولا لعمرو مصطفى وعزيز الشافعي ومحمد يحيى.
ومن عبدالرحيم منصور ومجدي النجار وأحمد شتا وصولا إلى تامر حسين وأيمن بهجت قمر ، وما بين هؤلاء أسماء أخرى كثيرة لا تقل أهمية وأيضا وضع عمرو بصمته كملحن على ما يقرب من مائة أغنية !
مجموعات عمل كثيرة تعامل معها هو يحب روح الجماعة في “الشغل” وبلا شك النجاح يتطلب الإخلاص والدأب والقدرة على الاستماع للأراء والاستفادة منها.
ما أن صدر البوم عمرو الجديد “ابتدينا” وهو الألبوم رقم 37 في مشواره الممتد، حتى تصدرت أغنياته جميع منصات الموسيقى وأصبحت تتردد على ألسنة الجميع، في حالة نجاح استثنائية، تستحق التأمل.
يحسب لعمرو دياب إصراره حتى الآن على إصدار ألبوم غنائي كامل مثلما تعود جمهوره قبل نحو 40 عاما! وعدم الاستسلام للكسل الفني وإصدار أغنية منفردة كل فترة واللافت بالنسبة لي أنه قادر حتى الأن على جذب جمهور جديد من الشباب الصغار دون العشرين سنة !! أجدهم مهتمين بالسؤال عن أغاني عمرو دياب والبحث في أرشيفه القديم الذي تكون قبل أن يولدوا! وكأنه يعيد اكتشاف نفسه كل ألبوم جديد وهو أكبر نجاح لأي مطرب، كذلك لديه قدرة كبيرة على تطوير الموسيقي التي يقدمها بشكل مستمر ،لا يخشى التحديث والتجريب، مع المحافظة على مزج الموسيقى الشرقية والغربية بالتأكيد ذكاء الفنان له عامل كبير في النجاح والاستمرار.
في عام 2011 كنت حاضرا فاعليات مهرجان موازين الموسيقي في المغرب، وجاءت ليلة الختام ليكون حفلتين ما بين شاكيرا وعمرو دياب كانت ليلة جماهيرية نادرة التكرار أكثر من 200 ألف متفرج في شوارع الرباط ما بين مسرحي الحفلتين ( السويسي _ النهضة ) كان اختبار صعب لأي مطرب عربي أن يغني في نفس التوقيت أمام مطربة عالمية ولها جماهيرية مثل شاكيرا وكذلك جمهور مزاجه الفني غربي أكثر منه عربي! ولكن عمرو نجح كعادته في التحدي ، ذهبت إلى حفل شاكيرا في البداية لاستمع لبعض الأغنيات ثم الذهاب إلى حفل عمرو بعد ذلك حيث صعد للمسرح متأخرا عن شاكيرا ، ولكن المفاجأة شوارع الرباط بين أماكن الحفلتين متوقفة تماما بالجمهور والسيارات لم نستطع التحرك بالسيارة في الشوارع من زحام الجمهور في مشهد لم أراه لدرجة أن السائق قرر أن يسير عكس الاتجاه حتى نستطيع الوصول لمنصة النهضة مكان حفل عمرو.
ويظل عمرو دياب حكاية كبيرة في الموسيقى العربية.

زر الذهاب إلى الأعلى