عبد المعطى أحمد يكتب: إنجى أفلاطون
فنانة تعد من رموز الجيل الثالث فى حركة الفن المصرى الحديث, حيث تفردت فى منهجها وموضوعاتها التى أهلتها لتكون واحدة من نجوم ذلك الجيل الذى استمد خبرته ممن سبقوه, إلا أن فنانتنا اتخذت منهجا خاصا فى التقنية, متخذة من الخطوط المتنوعة الملونة المتجاورة منهجا, نجحت من خلاله فى أن تجعل اللون الفاتح لسطح الرسم يخترق المسافات البينية التى نتجت بين الخطوط, واستطاعت أن تظهر مفرداتها من خلال تقاربها وتباعدها, وظلت على هذا الأسلوب حتى رحيلها فى 17ابريل 1989عن 65 عاما, حيث ولدت فى 16 ابريل 1924, ونحتفى هذه الأيام بذكرى مرور101عام على ميلادها و36 عاما على وفاتها.
إنها إنجى أفلاطون التى تعلمت اللغة العربية وهى فى السابعة عشرة من عمرها, فقد نشأت فى بيئة أرستقراطية تتحدث الفرنسية, والدها حسن أفلاطون عميد كلية العلوم بجامعة القاهرة, وقد تأثرت كثيرا بافتراق والديها, وكذلك رحيل شقيقتها الكبرى جولبرى فى سن مبكرة, إلا أنها تأثرت إيجابيا بشجاعة وإقدام والدتها على العمل التطوعى, بالمشاركة فى منظمة الهلال الأحمر المصرى, أما جدها فقد كان وزيرا فى عهد الخديوى إسماعيل, ويذكر أن محمد على هو الذى أطلق عليه كنية “أفلاطون” بسبب حواراته التى تتضمن الكثير من الفلسفة!
لمساتها تشكل مفرداتها من الريف المصرى, فقد عايشت إنجى حياة الفلاحين والعمال والحرفيين, لذلك برعت فى إظهار سماتهم “الجوانية”, وليست الظاهرية فقط, ليكاد المشاهد يسمع أنينهم فى وجوههم, ولم لا؟ فقد اطلعت على آراء كارل ماركس فى بداية الأربعينيات, وانصب اهتمامها على دراسة الأدب والتاريخ السياسى بعد أن درست فى مدرسة القلب المقدس بالقاهرة, ثم التحقت بالثانوية الفرنسية, وتدربت على يد الرسام والمخرج السينمائى كامل التلمسانى(1917-1972) التى واءم مع ميولها السياسية, بالإضافة إلى مشاركة والدتها- بعدافتراقها عن والدها- فى أنشطة منظومة الهلال الأحمر المصرى, وكان لصمود والدتها وإصرارها على استكمال مسيرتها حافزا لها فى استمرارها فى مجالاتها المتعددة الفنية منها والسياسية أيضا.
ونستطيع القول إن إنجى أفلاطون كانت فارسة تتسم بالنبل والفروسية, وهذا هوالتعبير الذى نستعيره من تلك التصنيفات التى يطرحها المتلقون وعامة المتذوقين, لم نشعر قط بأنها فنانة عادية, فنشأتها وسط عائلة ارستقراطية جعلتها أرستقراطية الرؤية فى جسارة وخصوصية, ويسعد الإنسان بالتواصل والحوار معها, رغم بساطة كلماته, ونعتبرها نموذجا للفنان الصادق.
وفى رأيى أنه يجب أن تتضافر الجهود وتتوجه نحو فكرة تشييد متحف خاص يجمع أعمالها, ويليق بمكانتها, وأرى أن الفنانين المصريين العمالقة الكبار من كل الأجيال, يجب أن يكون لكل واحد منهم متحف, يضم أعماله المتعددة والمتنوعة, حتى تكون تخليدا لمشوارهم, بالإضافة إلى كونها-بطبيعة الحال- ملهمة ونبراسا للأجيال التالية, وفى العديد من دول العالم من أنشأ تلك المتاحف هو المجتمع المدنى, والفنانون أنفسهم, وكذلك الوطنيون الأثرياء, وأرى أن تؤدى الدولة – حيث تمثل أهم الأطراف- دورها المنوط بها فى هذا المجال, فى صورة متاحف مثلا, يتم إنشاؤها بمساندة رجال الأعمال, وكل من يملكون المال لدعم إقامة وتأسيس العديد منها, والتى ستكون توثيقا ومرجعا فى غاية الأهمية للدارسين والباحثين وواجهة للدولة, حيث كفاها مابها ولها من المسئوليات الجسيمة فى كل المجالات, كما أتمنى أن يكون تحت إطار مشروع قومى تتبناه الدولة بشكل عملى.
إن إنجى أفلاطون فنانة ثائرة على الحياة والفن أيضا, والنقطة الفاصلة فى حياتها وفنها, تمثلت فى السماح لها بالرسم فوق سطح السجن الذى نفذ عقابا, لانتمائها إلى تنظيمات يسارية, فجاءت لوحاتها قاتمة وغامضة, فى تعبيرية حزينة كأنها ترسم باللون الأسود فقط, تحولت عناصرها إلى أشجار يابسة مفزعة, وفى السجن واجهت قضبان سوداء من التعاسة والضياع, ونساء يلبسن جلابيب كئيبة مخططة أيضا بالسواد, هذه المناضلة ضاقت روحها بالظلام والقتامة, فطلبت أن ترسم لوحاتها فوق سطح السجن, لتلتقى بضوء الشمس الذى غسل الاكتئاب وانتشر بياضه بين ألوانها.
إن الفنانة إنجى أفلاطون, كانت شخصية قوية, ومثقفة, وباحثة عن الروح المصرية, تأثرت بالفنان حامد عبد الله لتستمد منه معظم أعمالها فى المرحلة الأخيرة, وأظهرت إحساسها بالضوء, فحولت اللمسات إلى خطوط يتخللها لون قماش الرسم متأثرة بأسلوب المنمنمات الإسلامية والرسوم الشعبية.
لقد استقت من الأحداث السياسية التى مرت بها كالسجن مثلا, لتكون مرحلة من مراحل إبداعها, فرغم أنه سجن معها العديد من الكتاب والشعراء, إلاأنها كانت أكثرهم تسجيلا للحالة التى مرت بها بين أسوار السجن بمفرداته وأحداثه, وواضح أنها كانت تقوم بالرسم والتلوين فى السجن, حيث كانت تتمتع بمعاملة خاصة, والدليل فى بعض الخطابات التى كانت ترسلها لوالدتها, لقد كانت مرفهة فى السجن لتطلب الألوان وأدوات الرسم, حيث أنها من الطبقة الاستقراطية المؤمنين بالاشتراكية واليسار كنوع من الوجاهة, وقد أبدعت مجموعة من الأعمال رسمت فيها السجينات وأسرة السجن, ووصفت بأنها من أجمل وأقوى أعمالها.
هل قدمت الدراما هذا العام البيت المصرى كما عرفناه فى الماضى أم كما نعرفه اليوم؟ وهل استطاعت الدراما التليفزيونية التى عرضت فى شهر رمضان التعبير عن القضايا المهمة, والأكثر انتشارا وإلحاحا فى حياة الأسرة المصرية؟ وهل فجرت الدراما قضايا مهمة ومسكوتا عنها فى مجتمعنا؟ الإجابة هى أن الدراما هذا العام 2025 استطاعت أن تطرح الكثير من القضايا المهمة من خلال المسلسلات القصيرة أولا وثانيا وثالثا , بينما بدت أغلب مسلسلات الثلاثين حلقة أكبر من محتواها, وهو أمر ملفت ومثير للدهشة فى بلد عرف صناعة الدراما منذ أكثر من ستين عاما, وشهد أمجادها وصعود عشرات المبدعين فى الكتابة والاخراج وكل فروع العمل الدرامى, ومن هنا فإن ماشهدناه من إبداع وتميز فى دراما هذا العام ارتهن بقدرة الكاتب والمخرج على تقديم القضية أو الفكرة من خلال سيناريو واضح الملامح, واختيارات المخرج للممثلين الأكثر مقدرة على التعبير عن هذا المحتوى تحديدا.
تسود حالة من التوتر والقلق لدى الكثيرين من مستأجرى العقارات القديمة, إزاء مايتردد حول النية بزيادة قيمتها الإيجارية, رغم استرداد ملاك تلك العقارات قيمة ما أنفقوه فى إقامته من خلو ومقدم وقيمة إيجارية, وفى هذا الشأن ورفقا بالشاغلين اقترح حلا للتخفيف على الملاك, ويتمثل فى استرداد الوحدات المغلقة, والتى يثبت حيازة مستأجريها وحدات أخرى, ومايثبت إقامة غير مستأجريها بها أو التى تستغل لغير الغرض المؤجرة لها.
نقل عن سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه:” ليس كل ما يعرف يقال وليس كل مايقال حضر أهله وليس كل ماحضر أهله حان وقته, وليس كل ماحان وقته صح قوله”
سؤال: لماذا عليك أن تترك الماضى؟ الجواب: لأن الماضى نفسه قد تركك!