عيادة مصر الآنمنوعات وسوشيال

علاج واعد لآلام الركبة يُجنّب الملايين الجراحة

0:00

في تطور علمي واعد، كشفت دراسة عن نهج علاجي غير تقليدي قد يجنب الملايين الحاجة إلى جراحة الركبة ويُقلّل من الاعتماد على الأدوية، دون آثار جانبية تُذكر.
لطالما واجه مرضى هشاشة العظام في الركبة خيارين صعبين، تناول الأدوية يوميا رغم فعاليتها المحدودة مع الوقت، أو الخضوع لجراحة طويلة التعافي، لكن تجربة سريرية جديدة فتحت الباب أمام خيار ثالث، ظلّ لسنوات بعيدا عن الأضواء.
العلاج الإشعاعي
ففي اجتماع الجمعية الأمريكية لعلم الأورام الإشعاعي (ASTRO) لعام 2025 في سان فرانسيسكو، عرض باحثون نتائج دراسة تُظهر أن العلاج الإشعاعي منخفض الجرعة يمكن أن يخفف آلام الركبة ويحسّن الحركة بشكل ملحوظ لدى المصابين بهشاشة العظام في مراحلها المبكرة إلى المتوسطة.
العلاج يعتمد على جرعات إشعاعية تقل عن 5% من تلك المستخدمة في علاج السرطان، ويُطبَّق خلال ست جلسات قصيرة على مدى أسابيع قليلة، وقد لوحظت نتائجه في غضون أربعة أشهر فقط.
فعالية ملموسة وأمان عالٍ
أُجريت الدراسة على 114 مريضًا في ثلاثة مستشفيات جامعية بكوريا الجنوبية، وقُسّم المشاركون عشوائيًا إلى ثلاث مجموعات : مجموعة تلقت علاجًا وهميًا، وأخرى بجرعة منخفضة جداً (0.3 غراي)، وثالثة بجرعة منخفضة (3 غراي).

بعد أربعة أشهر، أظهر 70% من المرضى في مجموعة 3 غراي تحسنا ملموسا في الألم والقدرة الحركية، مقارنة بـ 42% فقط في مجموعة العلاج الوهمي، وفقًا للبروفيسور بيونغ هيوك كيم من جامعة سيول الوطنية، قائد الدراسة.
وشدد الباحثون على أن التحسن لم يكن نتيجة مسكنات، إذ سُمح باستخدام الأسيتامينوفين فقط، دون مضادات الالتهاب أو المواد الأفيونية أو الحقن الستيرويدية.
علاج قديم يعود إلى الواجهة
رغم أن فكرة استخدام الإشعاع لتخفيف آلام المفاصل تبدو غريبة، فإن هذا النهج يُستخدم منذ سنوات في ألمانيا والنمسا وإسبانيا لعلاج الأمراض التنكسية في المفاصل. الجرعات المستخدمة منخفضة جدا بحيث لا تُسبب مخاطر تُذكر، خصوصًا أن الركبة بعيدة عن الأعضاء الحيوية.
إلا أن هذا العلاج ظلّ محدود الانتشار في دول مثل الولايات المتحدة وكوريا بسبب نقص الدراسات المحكمة، وهو ما تغيّر اليوم بفضل هذه التجربة التي تُعد من الأدلة الأقوى حتى الآن على فعاليته وسلامته، وفقا لـ “dailygalaxy”.
ليس علاجا نهائيا
وأكد الدكتور كيم أن العلاج الإشعاعي منخفض الجرعة (LDRT) لا يُعيد بناء الغضروف التالف، لكنه قد يؤخر الحاجة للجراحة لسنوات، ويُحسّن جودة الحياة للمرضى في المراحل المبكرة من المرض.
وأضاف : “هذا العلاج لا يُلغي الخيارات الأخرى، بل يُكملها. يمكن أن يكون حلًا وسيطًا بين الأدوية والجراحة، خصوصا لمن لم تنجح معهم العلاجات التقليدية.”

زر الذهاب إلى الأعلى